ترجمة "ليبانون ديبايت"
نشرت صحيفة "فوربز" الأميركية، مقالًا تحت عنوان "أين المغتربين اللبنانيين اليوم، بعد مرور عام على إنفجار بيروت؟"، ولفتت فيه إلى أنّه "بعد فترة وجيزة من وقوع الإنفجار الذي دمّر بيروت يوم 4 آب 2020، تدفّقت تعهّدات المساعدة من قبل المغتربين والمتبرّعين، ولكن بعد مرور سنة على الإنفجار، ازدادت الأوضاع سوءًا، فماذا عن الوعود التي قطعوها؟".
وقالت الصحيفة: "بعد 5 أيّام فقط من تفجّر مادّة النترات في مرفأ بيروت، دبّرت فرنسا في الحال مؤتمرًا عبر الإنترنت حيث ساهم متبرّعون دوليون ب297 مليون دولار لإعانة عاصمة لبنان المدمّرة، وقد أدّى المشاهير دورهم أيضًا: في أيلول، أقام المغنّي اللبناني-الأميركي "ميكا" احتفالًا جنى منه مليون يورو( أي 1.1 مليون دولار) وكرّسها للصليب الأحمر وجمعية "سايف ذا شيلدرن" (Save the Children). وخلال الشهر التالي، أقام الموسيقي والمؤلّف الفرنسي-اللبناني ابراهيم معلوف حفلًا على مسرح الأولمبيا في فرنسا حيث جنى مليوني يورو (2.3 مليون دولار)، هذا عدا عن مبادرات التبرّع الأخرى".
وأشارت"فوربز"، إلى إنّ "عدد المغتربين الهائل (حوالي 15 مليون متوزّعين في العالم) بدأ بالتحرّك مباشرةً بعد وقوع الإنفجار، على سبيل المثال، "إمباكت ليبانون" (Impact Lebanon ) جنت 9.2 مليون دولار عقب وقوع الإنفجار بحسب تقرير الشهر الماضي بالإضافة إلى أغنى رجل بين المغتربين كارلوس سليم الذي قدّم مبلغًا لم يعلِن عنه".
وذكرت، أنّ "المتبرّعين لم يكونوا جميعهم من أصل لبناني. فقد ساهم مشاهير أميركيون، من خلال تبرّعاتهم، باستمرار أعمال خيرية مكرّسة لتأمين الغذاء".
وأردفت، "غير أنّه بعد مرور سنة على الإنفجار ازداد عدد العائلات التي تنتظر الحسَنة للحصول على لقمة الطعام وأصبحت الجمعيات تعاني من عدم قدرتها على تأمينها للجميع. فبحسب تقارير "سايف ذا شيلدرن" والأمم المتحدة، فإنّ "مئات الآلاف من الأطفال يعانون من الجوع و80% من العائلات اللبنانية تفتقر الطعام والنقود وحتى الجيش اللبناني يطالب ب100 مليون دولار لمساعدة الجنود على تأمين حاجاتهم الأولية".
وطومبسن-مسؤول عن مؤسسة خيرية تُطعم المحتاجين-يقول ضمن المقال أنّه "لاحظ أنّ المغتربين سئِموا من التبرّع بالمال ويظنّون أنّهم يهدرون المال في "دولة فاشلة".
ولفت المقال، إلى أنّه "هكذا صنّف البنك الدولي الأزمة في لبنان ضمن أسوء ثلاث أزمات في العالم منذ أواسط القرن التاسع عشر، كما أنّ المغتربين الأغنياء الذين كانوا يموّلون لبنان من خلال إرسال الأموال لعائلاتهم والإدّخار في المصارف اللبنانية بدأوا بسحب أموالهم من لبنان. ومع حلول شهر حزيران هذه السنة أفادت "إمباكت ليبانون" أنّه " لم يعد هناك أموال واردة". فهناك فارق بقيمة 2.9 مليار دولار بين المبلغ المطلوب للنهوض بعد الإنفجار والمبلغ الذي تمّ التبرّع به رسميًا".
واعتبرت الصحيفة، أنّ "موجة الإندفاع على المساعدة بعد كارثة 4 آب تبخّرت كما تبخّرت كميات النترات التي تسببت به، كان أغنياء المغتربين يندفعون في السابق على القدوم إلى لبنان وقضاء عطلة جميلة هنا ولكن الآن ساء الوضع الإقتصادي الى حدّ كبير حتى شكّل عامل طرد لهم بالإضافة الى أزمة الوقود التي تعني أنه عليهم الإنتظار لساعات من أجل ملئ سياراتهم الرياضية. بالإضافة الى أنّ معظم اللبنانيين في لبنان لم يعودوا يريدون العيش فيه مما يؤدّي إلى توسّع فئة المغتربين".
وتابعت "من دون دعم المغتربين، تواجه الجمعيات المسؤولة عن تنظيفات ما بعد الإنفجار وإطعام الجائعين وتأمين مسكن للمشرّدين صعوبات كبيرة للحصول على التمويل اللازم. فالإضافة الى إرهاق المتبرّعين، حتى الودائع الواردة إمّا تتبخّر مباشرةً بسبب التضخّم الجامح وإمّا تبقى عالقة في المصارف التي تحدّ من القدرة على سحب الأموال".
وأردفت "لكن في إطار الروح الوطنية الحقيقية، ما زالت الجمعيات تناضل وتجد طرق مبتكرة لتجتاز العقبات الإقتصادية والبيروقاطية، حيث أنّ البعض منها يطلب أن تكون التبرّعات بالدولار وأحيانًا أن يتمّ تسليمها شخصيًّا والبعض الآخر يفتح حسابات مصرفية في الخارج والبعض يلجأ الى نظام المقايضة. هذا الإبتكار جمع بين الناس من أجل العمل على حلولٍ لتجاوز صعوبات المتزايدة في الدولة والتقدّم".
ويقول طومبسن في ختام المقال أنّه "خلال السنة الماضية تمّ اكتشاف العديد من المواهب وأنّ الشعب الذي تجاوز صعوبات ضخمة كالإستمرار في العيش هو الشعب الذي يحتاجه البلد."
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News