ترجمة "ليبانون ديبايت"
نشرت صحيفة "هآرتس" تقريراً سياسيا – عسكرياً، للكاتب عاموس هرئيل، تزامناً مع إعلان رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي أن لدى الجيش الإسرائيلي "عددا من خطط العمل المتنوعة" في حال تقرر "الهجوم على إيران"، مشيراً الى أن "السنة المقبلة ستكون مليئة بالتحديات بسبب العدد الكبير من الساحات التي ينشط بها الجيش الإسرائيلي".
وبالعودة إلى مقال هرئيل، فقد رأى أن "أسس التفوق العسكري لإسرائيل، لن تتغير حتى اليوم، ولا تزال في المقدمة لناحية قدراتها وأجهزتها الأمنية في الاستخبارات والتكنولوجيا والموارد البشرية، إلى جانب الدعم السياسي والاقتصادي الواسع النطاق من الولايات المتحدة".
وقال: "حافظت اسرائيل على تفوقها، بسبب استعدادها لاتباع سياسات استباقية، يمكن رؤية هذا النهج بوضوح في ما يسمى بـ "المعركة بين الحروب" في العقد الماضي، لكن أفضل مثال على ذلك شوهد في وقت سابق، قبل 14 عاماً تحديداً عندما قرر رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت شن هجوم جوي على المنشأة النووية التي بنتها كوريا الشمالية لنظام بشار الأسد في شمال شرق سوريا. ميزان القوى في المنطقة كان يمكن أن يكون مختلفا تماما اليوم، لو أن أولمرت لم يقضٍ على البرنامج النووي السوري وهو في بداياته".
أضاف: "لكن إسرائيل لا تزال تواجه صعوبة تطوير رد مناسب على التهديد الأساسي الذي يشكله أعداء إسرائيل، خصوصاً منذ حرب لبنان الثانية عام 2006: الصواريخ والصواريخ شديدة الانحدار. لقد وفرت أنظمة اعتراض "أرو" Arrow و "ماجيك واند" Magic Wand و"آيرون دوم" Iron Dome، دفاعًا فعالاً ضد النيران الهائلة من قطاع غزة، لكن اسرائيل ستواجه صعوبة في تحقيق الدرجة عينها من النجاح أثناء الحرب مع "حزب الله" أو في حرب متعددة الجبهات تجلب آلاف الصواريخ على إسرائيل في الوقت عينه من لبنان وسوريا وغزة".
تابع الكاتب: "كان البيت الأبيض يعتزم التوقيع على اتفاق نووي مع طهران في الأشهر الأولى بعد تولي الرئيس جو بايدن منصبه في كانون الثاني الماضي، بل إن واشنطن اعتبرت أولاً رفع العقوبات أحادية الجانب عن طهران إجراءً لبناء الثقة. لكن الرفض الإيراني عطل تلك الخطط. لكن بايدن مستعد للنظر في موقف أقل تشدداً من إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما عندما وقعت الاتفاقية الأصلية في العام 2015 (انسحب الرئيس دونالد ترمب منها بعد ثلاث سنوات)".
هذا وتتفق إسرائيل والولايات المتحدة، بحسب الكاتب، "على أن النظام الإيراني في حالة يرثى لها، سواء من الناحية الاقتصادية أو بسبب فيروس كورونا. القدرات العسكرية الإيرانية في مواجهة الغرب محدودة، ومقتصرة على هجمات محدودة النطاق ضد أهداف مرتبطة بشكل غير مباشر بإسرائيل، مثل السفن المملوكة لشركات إسرائيلية، لكن واشنطن تدرك أن المرونة، والذي تواصل إيران خلالها تخصيب اليورانيوم، لا تخدم المصالح الأمريكية. يبحث بايدن الآن عن خطة بديلة".
وذكّر الكاتب بأنه "خلال العامين الماضيين، كان رئيس الوزراء السابق بينامين نتنياهو قد وعد هيئة الأركان العامة بميزانية خاصة للتحضير لمسألة إيران. أخيراً، في الشهر الماضي، تمت الموافقة على ميزانية دفاع أكبر في عهد رئيس الوزراء نفتالي بينيت، بما في ذلك ميزانية دفاعية لإيران. منذ أن تولى بينيت منصبه، ألمح مرات عدة إلى أن سلفه أهمل الاستعدادات العسكرية ولم يكن مستعدا لاحتمال أن يؤدي انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018 إلى تقريب إيران بشكل كبير من تصنيع قنبلة نووية".
وقال هرئيل: "في نهاية اجتماع بايدن مع بينيت في البيت الأبيض الشهر الماضي، تعهد الرئيس بأن إيران لن تحصل أبدًا على سلاح نووي، وأوضح أنه إذا لزم الأمر، سيتم درس خيارات أخرى غير ديبلوماسية. وعبرت الحكومة الإسرائيلية عن ارتياحها لهذا البيان، لكن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس جلعاد، أقل حماساً لذلك"، قال جلعاد لصحيفة "هآرتس": "إن بايدن تحدث علنا فقط عن منع ايران من السلاح النووي، لكن على أي حال، لن يحدث هذا خلال العامين المقبلين. ويمكن لإيران في هذه الأثناء تطوير أو حتى اختبار جهاز نووي. هذا سيناريو معقول تماماً، ما يعني أننا سنواجه مشكلة، لأن إيران ستصبح على عتبة دولة نووية، ولن تعمل الولايات المتحدة عسكريًا ضدها".
ورأى الكاتب أن "السبب الرئيسي لانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان قبل الذكرى العشرين لهجمات 11 أيلول الإرهابية هو أنها تحول نظرها شرقًا إلى المنافسة التكنولوجية والمعارك على النفوذ مع الصين. أصبحت آسيا الوسطى، مثل الشرق الأوسط، أقل أهمية بالنسبة لواشنطن. بايدن حرم أميركا من الاستثمار السيئ في أفغانستان، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنه سيجلي الجنود الأمريكيين من العراق أو سوريا في أي وقت قريب. الافتراض السائد في إسرائيل هو أن الولايات المتحدة ستحتفظ بوجود عسكري حتى لا يتم إلقاء لبنان باستسلام كامل".
وإعتبر أن "إسرائيل حققت درجة معقولة من النجاح في ما يسمى "المعركة بين الحروب"، لقد حاصرت قدرة إيران على المناورة، وأحبطت العديد من محاولات تهريب الأسلحة إلى "حزب الله" في لبنان، وفي السنوات الأخيرة عرقلت بعض جهود الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني لتحقيق مكاسب في سوريا".
أضاف: "لكن في منطقة أخرى تقترب إسرائيل من مفترق طرق سيتطلب منها إعادة التفكير في سياستها، على الرغم من كل هذه الجهود، لم تمنع إسرائيل "حزب الله" وإيران بشكل كامل من تطوير خطوط إنتاج مستقلة لتحديث قدرات المنظمة في إطلاق الصواريخ. يهدد مشروع "الصاروخ الدقيق" هذا بتغيير ميزان القوى بين إسرائيل و"حزب الله"، يبدو أن الأخير لديه 100 صاروخ أو أكثر من هذا القبيل، إلى جانب القدرات الأولية لتصنيعها على نطاق صناعي في لبنان. إذا استمرت هذه الترسانة في النمو، فستسمح لـ"حزب الله" في وقت الحرب بإستهداف البنية التحتية المدنية والعسكرية بشكل أكثر فاعلية في إسرائيل".
تابع هرئيل: "على مر السنين، لم تخاطر إسرائيل بشن حرب لإحباط جهود أعدائها لتسليح أنفسهم وبناء قواتهم، باستثناء حالتين تتعلقان بالأسلحة النووية - قصف المنشأة النووية العراقية في العام 1981 والمنشأة السورية في العام 2007. إن مشروع الصواريخ الدقيقة يزيد بشكل كبير من الخطر المحتمل على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. هذه هي المعضلة التي ستواجهها حكومة بينيت لابيد أو أي حكومة تحل محلها في السنوات المقبلة".
حالياً، ووفقاً للكاتب، "يعتقد الجيش الإسرائيلي أن "حزب الله" مشغول جداً بالمشاكل الداخلية في لبنان وخائف جداً من مواجهة أخرى مع الجيش الإسرائيلي لتسخين الأمور. في ظاهر الأمر، هذا تحليل منطقي. لكن نظرة على جميع المعارك الأخيرة في غزة ولبنان، من عام 2006 فصاعداً، تظهر أنه في كل حالة، لم يقم أي من الطرفين بتقييم الوضع بشكل صحيح مقدماً ولم يخطط لاحتمال التدهور إلى صدام عسكري واسع النطاق".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News