إلتقى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي, اليوم الإثنين, بوزير البيئة ناصر ياسين, وتابع معه موضوع أضرار الحرائق المتنقلة في عدد من المناطق، بعدما عاين الوزير ياسين الوضع ميدانيًا يوم أمس.
وتوجّه الرئيس ميقاتي بتحيّة الى الجيش والدفاع المدني والفرق الكشفية وكل من ساهم في إخماد الحرائق مشددًا على "ضرورة إستمرار التحقيقات لمعرفة الأسباب التي أدت الى إندلاعها ومنع تكرارها, إضافة إلى توقيف المتسببين بها وإحالتهم على القضاء المختص". كما طلب من الهيئة العليا للاغاثة "إجراء الكشف اللازم على أماكن الحرائق ورفع تقرير سريع في هذا الصدد".
وفي السياق شدّد ميقاتي على "وجوب إنصاف عناصر الدفاع المدني الذين بذلوا جهودًا جبارة في إخماد الحرائق والذين لم يترددوا في القيام بواجباتهم وتقديم التضحيات الكبيرة رغم المعاناة المستمرة من عدم إنصافهم".
وقد طلب الرئيس ميقاتي من وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي, إتّخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لتنفيذ أحكام القانون الرقم 289/2014 المعدّل بالقانون رقم 59/2017 لاسيما لجهة الاسراع في إجراء المباراة المحصورة الملحوظة في هذا القانون لملء المراكز الشاغرة في المديرية العامة للدفاع المدني.
وبعد الاجتماع, قال وزير البيئة ناصر ياسين: "إجتمعت اليوم مع دولة الرئيس لاطلاعه على آخر مستجدات حرائق الغابات والأحراج، وأبدى دولته تقديره الكبير للجيش لمساندته عبر الطوافات التي لم تتوقف طوال الأيام الماضية، وللدفاع المدني وللمتطوعين الذين يعملون في ظروف صعبة وإمكانات محدودة، ولقوات اليونيفيل في الجنوب التي ساعدت في إخماد الحرائق التي حصلت في قضاء صور، ولمتطوعي الجمعيات الأهلية والهيئات الكشفية الموجودة في المناطق".
وأردف, "إتّفقنا على مسار سيركز على أربع نقاط: أولًا: وضع المناطق التي تعرضت للحرائق قيد الدرس، وهذه نقطة مهمة جدا، يجب أن نسير بها، ووضع هذه المناطق سيحول دون تغيير وجهة استخدامها وإنتظار الوقت اللازم علميا لإعادة تأهيلها وزراعتها, ثانيًا: متابعة التحقيقات التي باشرت بها وزارة الداخلية وتحديد الاسباب والمسببين وتوقيف الفاعلين بأسرع وقت, ثالثًا: تحديث استراتيجية الوقاية من حرائق الغابات التي بدأت بها الوزارة والدفع باتجاه إقرار مشروع قانون الحرائق وتنفيذه والعمل مع وزارة الزراعة لتحديث قانون الغابات الذي لم يحدث منذ العام 1949, ورابعًا: تحسين فعالية الاستجابة وخصوصا من ناحية جهوزية الدفاع المدني والادارات المحلية التي تستجيب لهذه الكوارث والتعلم مما حدث في اليومين الماضيين لتكون هناك جهوزية لإدارة الكوارث بفاعلية اكثر، وسيتم العمل مع الادارات كافة لتطبيق هذه النقاط".
وردًا على سؤال, قال ياسين: "نجزم أن كل هذه الحرائق هي من صنع الإنسان، وكانت العوامل المناخية جدًا قاسية خلال اليومين الماضيين، من ناحية الجفاف وارتفاع الحرارة بطريقة غير متوقعة في هذا الوقت من السنة مصحوبة برياح قوية. كل هذه العوامل ساهمت بانتشار الحرائق ولكن مسببات الحرائق هي صنع الإنسان، وعلى الأرجح تعود لاعمال حرق الأعشاب وغيرها، وهناك جزء متعمد، وهذا أساس العمل الذي تقوم به وزارة الداخلية لتحديد الذين تسببوا بهذه الحرائق".
وعن موضوع قطع الأشجار, قال: "يقوم المدعون العامون البيئيون بدعاوى دائمة لوقف هذا الموضوع، وكنّا في نقاش مع وزارة الزراعة، قبل كارثة الحرائق، ليتم فرض شروط قاسية على عملية التشحيل. أما بخصوص الحرائق فيجب أن يكون هناك وقاية بشكل كبير من حرائق الغابات وهذا هو الأهم، ووزارة البيئة الآن تحدث الاستراتيجية التي وضعت منذ 12 عامًا والى توزيع الأدوار بين الوزارات والادارات الرسمية والخاصة البلديات لتقوم بدورها عن طريق الوقاية".
واستقبل أيضًا الرئيس نجيب ميقاتي, النائب بلال عبدالله, الذي أعلن بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء دولة رئيس الحكومة، وكان النقاش حول وضع الحكومة، وأبلغناه موقفنا الداعم لكل التوجهات التي يقوم بها والمحاولات لإعادة تفعيل العمل الحكومي، ونحن كحزب تقدمي إشتراكي ولقاء ديموقراطي نأمل أن تتمكن هذه الحكومة من المضي قدما بالخطة الإصلاحية الإنقاذية التي أتت من أجلها".
وأضاف عبدالله, "تمّ أيضا البحث في الشأن الإجتماعي والخطوات السريعة التي يجب القيام بها بموضوع البطاقة التمويلية وتنفيذ كافة البرامج. وطلبت من دولة الرئيس إيلاء الشأن الصحي ودعم مساعي وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض لإعادة إحياء القطاع الإستشفائي الذي يحتضر في الوقت الحاضر، وتأمين إن أمكن من مساهمات لكافة المستشفيات الخاصة والحكومية بالطريقة التي تم فيها دعم المدارس الخاصة والرسمية". كما عرض مع الرئيس ميقاتي موضوع إخماد الحرائق المتنقلة, وقال: "برأيي فإن الجهة الوحيدة الكفوءة التي تستطيع القيام بهذه المهمة هي شركة طيران الشرق الأوسط بغض النظر عن دور الدفاع المدني الذي نحيي ودور الجيش المتفاني بهذا الموضوع، ولكن هذه طائرات اختصاص بحاجة لطيارين دائمين ولصيانة ولمتابعة، ولذا يجب ان يكون هناك وحدة متخصصة لمكافحة الحرائق ضمن شركة طيران الشرق الأوسط".
وإجتمع الرئيس ميقاتي، في حضور وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، مع وفد من مؤسسات الرعاية الاجتماعية ضم رئيسة المجلس الوطني للخدمة الاجتماعية سلوى الزعتري ومنسق الإتحاد الوطني لشؤون الإعاقة الشيخ إسماعيل الزين ، الاخت زاهية فرنجية، فيصل حمدان، أنور النكدي وفاديا صافي.وقدم الوفد رسالة الى رئيس الحكومة عرض له فيها مطالب مؤسسات الرعاية الإجتماعية والأوضاع الصعبة التي تمرّ بها.
واثر اللقاء, أعلن الشيخ الزين باسم الوفد: "تشرفنا بلقاء دولة الرئيس ووزير الشؤون الاجتماعية كإتحاد وطني لشؤون الإعاقة ومجلس وطني للرعاية الاجتماعية وهما يمثلان تقريبا نحو 400 جمعية ومؤسسة في لبنان تتعاقد معهم وزارة الشؤون الاجتماعية لتأدية خدمات للأشخاص الأكثر حاجة وللمهمشين كالايتام، واللقطاء، وذوي الاحتياجات الخاصة، والمدمنين، والنساء المعنفات، والأولاد المعرضين للخطر، وهم يشكلون تقريبا حوالى 50 ألف حالة في لبنان أصبحت على شفير الهاوية.
وقال: "تداولنا مع دولته في الاوضاع، وكان ايجابيا جدًا في ما يتعلق بدفع المتأخرات لهذه المؤسسات ولقد تحدث مباشرة مع وزير المال عن الكلفة المالية، ومع وزير الشؤون الاجتماعية للبحث بشان دفع المتأخرات المالية. كما تحدثنا عن زيادة سعر الكلفة لهذه المؤسسات التي كان يفترض أن تنجز سنويًا بناء لقانون الشؤون الاجتماعية، وقد شدد على أن هذا الامر قيد البحث".
وأضاف الشيخ الزين, "نحن وضعنا دولته في أجواء بعض المؤسسات التي لم تعد تستطع تأدية الخدمات لافتقارها للاموال مثلما حصل مع احدى الموسسات قبل ايام، ونحن لن نقبل ان نصبح مثل تلك المؤسسات، ففي اللحظة التي لا يعود فيها بمقدورنا ان نقدم خدمات إنسانية وتربوية وتأهيلية مناسبة لهؤلاء الاشخاص، فسنقفل ابواب مؤسساتنا، وطمأننا دولة الرئيس بأنه سينفذ فعلا هذه الإجراءات السريعة لكي ينقذ الشأن الاجتماعي والعمل الاجتماعي لخدمة هؤلاء المهمشين".
كما إجتمع رئيس الحكومة مع سفير بريطانيا في لبنان إيان كولارد, في السراي الحكومي, صباح اليوم الاثنين, وتمّ خلال اللقاء عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين.
والتقى الرئيس ميقاتي سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو, يرافقها المدير العام للعولمة والتدريس والتنمية الدولية ميشال ميراييه، في حضور مستشار الرئيس ميقاتي الديبلوماسي السفير بطرس عساكر. ويندرج اللقاء في إطار جولة يقوم بها ميراييه على بعض المسؤولين في لبنان وتمت مراجعة العلاقات الثنائية في مجالات التربية.
والتقى أيضًا الرئيس ميقاتي بمدير مكتب بيروت في "البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية" خليل دنغزلي الذي قال اثر اللقاء: "كان الاجتماع مثمرا، عرضت خلاله النشاطات التي يقوم بها المصرف والتزامه بمساعدة لبنان في هذه الظروف الصعبة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News