لبنان أمام "شرَّيْن"... أيّهما أفضل؟!

"ليبانون ديبايت"

يفصُلنا 80 يوماً فقط عن الإستحقال الإنتخابي، وحوالي 26 يوماً عن إقفال باب الترشيح للإنتخابات النيابيّة، ممّا يطرح السؤال المشروع حول قلة "الضجيج الإنتخابي" الذي يكاد في مثل هذه الأيام للإستحقاق السابق على أشده، فلم يصل عدد المُرشحين إلى اليوم إلى أكثر من 8 مرشحين مسجلين في الدوائر الرسمية.

ويبدو أن قرار الرئيس الحريري بالعزوف عن المشاركة في هذا الإستحقاق كان له إرتدادات قاتلة على قوى 14 آذار، على إعتبار أنه كان الجناح الاقوى فيها، وتُظهر المؤشرات "قصور" هذه القوى عن الفوز بالأكثرية النيابية مع غياب هذا المكون الاساسي عنها.

وما يعزَّز هذه النظرية أنّ الترشيحات المُعلنة "تفضح" أكثر المُتحمسين للإنتخابات النيابية أي حزب القوات اللبنانية، فهو لن يحصل على أكثر من مقاعده السابقة في الندوة البرلمانية مع إحتمال خسارته لمقاعد في زحلة وعكار والأشرفية .

أما بالنسبة للمجتمع المدني فإنّ فرص فوزه بعدد كبير من النواب يبدو بعيداً عن أرض الواقع، في ظلّ تشتت مكوّناته وركوب بعضها موجة "المعارضة الحزبية"، مما يُنبئ بأن المقاعد النيابية التي يُمكن أن يحصل عليها بالتنسيق من فوق الطاولة أو من تحتها مع هذه المعارضة لن يتعدّى أصابع اليديْن.

ووفق هذه المعطيات، يبدو أنّ إحتمال عودة 8 آذار والتيار الوطني الحر للفوز بالأكثرية النيابية وارد بقوّة، مما يرسم علامات إستفهام كبير حول مصير حول العلاقة مع دول الخليج في ظلّ استمرار النهج السياسي عينه، مُضافاً إليه "السلبية" في الرد اللبناني على المُبادرة الكويتية، ممّا يوحي بمزيد من التشدّد في علاقة الخليج بلبنان.

ورغم إطمئنانه إلى عدم المساس بمقاعده فإن حزب الله يبدو غير مُتحمس للإنتخابات ربما لأنّه لا يريد المزيد من التأزم والمواجهة مع الدول الخليجية.

ولكن في المقابل إذا لم تُجرَ هذه الإنتخابات فإن ذلك لن يعني التمديد للمجلس النيابي الحالي لا سيّما أن أفرقاء هدَّدوا بالاستقالة وبالتالي الذهاب بالبلاد في إتجاه الفراغ.

فهل يكون الفراغ هو الحلّ على قاعدة "اشتدي يا أزمة تنفرجي".