بين أمهات حزانى يبكين أطفالهن القتلى بالقصف الروسي، وجنود جرحى يشدون أطرافهم بضمادات لإيقاف النزيف، وأطباء يعملون على ضوء هواتفهم الخلوية، تدخل أوكرانيا اليوم العاشر من الغزو الروسي على وقع الكآبة واليأس، فيما يواصل الرئيس الروسي، فلاديمر بوتين، إلقاء اللوم في كل هذا الدمار على القيادة الأوكرانية، ومقاومة الأوكرانيين للغزو.
ومع تصاعد حدة خطاب الكرملين وتلاشي الأمل بتأجيل القتال، واصلت القوات الروسية قصف المدن المحاصرة، وارتفع عدد الأوكرانيين الذين أجبروا على مغادرة بلادهم إلى 1.4 مليون.
وحذر بوتين، السبت، من أن الدولة الأوكرانية في خطر، معتبرا العقوبات الغربية على روسيا بمثابة "إعلان حرب"، في لم يصمد فيه وقف إطلاق النار الذي وعد به الكرملين في ماريوبول، وسط مشاهد من الرعب في المدينة المحاصرة.
"إذا استمروا في فعل ما يفعلونه، فإنهم يضعون مستقبل الدولة الأوكرانية في موضع شك"، قال بوتين، "وإذا حدث هذا، فسيكون ذلك كله ذنبهم".
كما انتقد الرئيس الروسي العقوبات الغربية التي شلت الاقتصاد الروسي وأدت إلى انخفاض قيمة الروبل.
وقال خلال لقاء متلفز مع مضيفات طيران من شركة الخطوط الجوية الروسية "إيروفلوت"، قال بوتين "هذه العقوبات التي يتم فرضها تشبه إعلان الحرب"، مضيفا "ولكن الحمد لله، لم نصل إلى هناك بعد."
وبعد فرض العقوبات الغربية، أعلنت شركة طيران إيروفلوت الروسية المملوكة للدولة، أنها تخطط لوقف جميع الرحلات الجوية الدولية باستثناء المتجهة إلى روسيا البيضاء، ابتداء من يوم الثلاثاء.
وبعد عشرة أيام من الغزو الروسي، أظهرت المساعي لوقف إطلاق النار مؤقتا في ماريوبول ومدينة فولنوفاكا الشرقية، هشاشة الجهود المبذولة لوقف القتال في جميع أنحاء أوكرانيا.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن نيران المدفعية والغارات الجوية الروسية منعت السكان من المغادرة قبل بدء عمليات الإجلاء المتفق عليها. واتهم بوتين أوكرانيا بتخريب الجهود.
وفي تصريحات نقلها التلفزيون الأوكراني، قال رئيس بلدية ماريوبول، فاديم بويتشينكو، إن آلاف السكان تجمعوا من أجل ممر آمن خارج المدينة عندما بدأ القصف السبت.
وقال: "نحن نقدر حياة كل ساكن في ماريوبول ولا يمكننا المخاطرة بها، لذلك أوقفنا الإخلاء".
وتابع "لقد دعم الغرب أوكرانيا على نطاق واسع، وعرض المساعدة والأسلحة وفرض عقوبات شديدة على روسيا. لكن المعركة نفسها تُركت للأوكرانيين، الذين عبروا عن مزيج من الشجاعة والقنوط".
وقال وزير الخارجية دميترو كوليبا في مقطع فيديو نُشر السبت "أوكرانيا تنزف، لكن أوكرانيا لم تسقط".
والسبت، تقدمت القوات الروسية في محطة ثالثة للطاقة النووية، بعد أن سيطرت بالفعل على اثنتين من أربع محطات تعمل في البلاد. وناشد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، المشرعين الأميركيين للحصول على مساعدة إضافية حتى مع إصراره على أن "بلاده هزمت العدو".
وقال زيلينسكي: "نلحق بالمحتلين خسائر لم يستطيعوا رؤيتها حتى في أسوأ كوابيسهم".
وسيطرت القوات الروسية على مدينة خيرسون الساحلية الجنوبية هذا الأسبوع. وقال زيلينسكي السبت، إنه على الرغم من محاصرة خاركيف وميكولايف وتشرنيهيف وسومي، تمكنت القوات الأوكرانية من السيطرة على المدن الرئيسية في وسط وجنوب شرق أوكرانيا.
وتواصلت الجهود الدبلوماسية، مع وصول وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى بولندا للقاء رئيس الوزراء ووزير الخارجية، بعد يوم من حضور اجتماع لحلف شمال الأطلسي في بروكسل تعهد فيه الحلف بتكثيف الدعم لأعضائه في الجناح الشرقي.
وفي موسكو، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، مع بوتين في الكرملين. وتحافظ إسرائيل على علاقات جيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا. وعرض بينيت العمل وسيطا في الصراع، لكن لم تظهر أي تفاصيل عن اجتماع السبت.
وستجرى الجولة الثالثة من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا، الاثنين، بحسب دافيد أراكاميا، عضو الوفد الأوكراني. ولكنه لم يذكر تفاصيل إضافية، بما في ذلك مكان انعقاد المحادثات.
وعقدت اجتماعات سابقة في بيلاروسيا، أدت إلى الاتفاق الفاشل لوقف إطلاق النار لإنشاء ممرات إنسانية لإجلاء الأطفال والنساء وكبار السن من المدن المحاصرة، حيث خلت الصيدليات من الأدوية، ويواجه مئات آلاف الأوكرانيين نقصا في الغذاء والماء، فيما يتوفى كثيرون متأثرين بجراحهم.
وفي وقت يصعب فيه تحديد عدد القتلى في الصراع حتى الآن، يبقى من المؤكد أنه تجاوز الألف، وفقا لأسوشييتدبرس.
وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إنه تأكد مقتل 351 مدنيا على الأقل منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط، لكن الرقم الحقيقي ربما يكون أعلى من ذلك بكثير. فيما أقر الجيش الروسي، الذي لا يقدم تحديثات منتظمة بشأن الخسائر، الأربعاء، إن 498 من جنوده قتلوا في أوكرانيا.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News