الأخبار المهمة

السبت 12 آذار 2022 - 15:36

"نجاح لا يصدق".. قصة "الحصار الرقمي" الذي فرضته أوكرانيا على روسيا

placeholder

مع بدء الغزو الروسي، اعتمدت الحكومة الأوكرانية على التكنولوجيا كسلاح جديد في معركة الدفاع عن البلاد بجانب المقاومة المسلحة، ونجحت في فرض "حصار رقمي" على موسكو وعزلها عن الاقتصاد والإنترنت العالميين.

أسند الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، هذه المهمة إلى ميخايلو فيدوروف، نائب رئيس الوزراء وأصغر أعضاء الحكومة.

لتحقيق عزل روسيا، استخدم فيدوروف، وهو رائد أعمال تقني سابق، مزيجًا من وسائل التواصل الاجتماعي والعملات المشفرة والأدوات الرقمية الأخرى.

على وسائل التواصل الاجتماعي، ضغط فيدوروف على شركات آبل وغوغل ونتفلكس وباي بال وآخرين للتوقف عن ممارسة الأعمال التجارية في روسيا.

كما كون فريق من القراصنة المتطوعين لإحداث تخريب في مواقع الويب الروسية والخدمات عبر الإنترنت. كما أنشأت وزارته صندوقًا للعملات المشفرة جمع أكثر من 60 مليون دولار للجيش الأوكراني.

وقال فيدوروف لصحيفة "نيويورك تايمز" إن هدفه هو إنشاء "حصار رقمي" وجعل الحياة غير سارة وغير مريحة للمواطنين الروس ليرفضوا هذه الحرب. كما أشاد بالشركات التي انسحبت من روسيا، لكنه قال إن آبل وغوغل وآخرين يمكنهم المضي قدمًا في خطوات مثل إغلاق متاجر التطبيقات الخاصة بهم تمامًا في روسيا.

وأكد أن الحصار التكنولوجي والتجاري "جزء لا يتجزأ من وقف العدوان". وقال فيدوروف: "نعتقد أنه طالما أن الروس صامتون فإنهم متواطئون في العدوان وقتل شعبنا".

وأشارت الصحيفة الأميركية أن عمل فيدوروف ليس السبب الوحيد وراء انسحاب الشركات متعددة الجنسيات مثل ميتا وماكدونالدز من روسيا، حيث دفعت الخسائر البشرية الناجمة عن الحرب الرعب والغضب في العالم هذه الشركات للانسحاب، كما لعبت العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرهما دورًا مركزيًا في عزل روسيا.

وفي كثير من الحالات، قطعت الحكومة الروسية نفسها عن العالم، عندما حجبت موسكو موقعي فيسبوك وتويتر.

لكن بيتر سينغر، الأستاذ في مركز مستقبل الحرب بجامعة ولاية أريزونا، قال إن فيدوروف كان "فعالًا بشكل لا يصدق" في دعوة الشركات إلى إعادة التفكير في علاقاتها مع روسيا.

نشأ فيدوروف في بلدة فاسيليفكا الصغيرة في جنوب أوكرانيا بالقرب من نهر دنيبر. قبل دخول عالم السياسة، أسس شركة تسويق رقمية تسمى SMMSTUDIO صممت حملات إعلانية عبر الإنترنت.

في عام 2018، أصبح فيدوروف مدير الحملة الرقمية للرئيس الأوكراني زيلنيسكي في الانتخابات، مستخدماً وسائل التواصل الاجتماعي لتصوير زيلينسكي كرمز شبابي للتغيير.

بعد انتخاب زيلينسكي في عام 2019، عيّن فيدوروف، الذي كان عمره آنذاك 28 عامًا، وزيراً للتحول الرقمي، وجعله مسؤولاً عن رقمنة الخدمات الاجتماعية الأوكرانية.

بعد أن غزت روسيا أوكرانيا، ضغط فيدوروف على الفور على شركات التكنولوجيا للانسحاب من روسيا. وقال: "أعتقد أن هذا الاختيار أبيض وأسود كما هو الحال دائمًا. لقد حان الوقت للانحياز إلى جانب، إما للانحياز إلى جانب السلام أو الوقوف إلى جانب الإرهاب والقتل".

وفي 26 فبراير، طالب فيدوروف الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، تزويد أوكرانيا بخدمة "ستارلينك" للاتصالات عبر الأقمار الصناعية.

وقال في تغريدة على تويتر: "إيلون ماسك، بينما تحاول استعمار المريخ - تحاول روسيا احتلال أوكرانيا! بينما تهبط صواريخك بنجاح من الفضاء - تهاجم الصواريخ الروسية المدنيين الأوكرانيين! نطلب منك تزويد أوكرانيا بمحطات ستارلينك ومخاطبة الروس العقلاء للوقوف (معنا)".

ورد ماسك على هذه التغريدة بقوله: "خدمة ستارلينك مفعلة الآن في أوكرانيا. المزيد من المحطات في الطريق". وحظيت تغريدة ماسك بعشرات الآلاف من التفاعلات على تويتر في حين رد حساب أوكرانيا الرسمي عليها بقوله: "شكرا، نقدر ذلك".

وستارلينك هي خدمة إنترنت عالي السرعة عبر الأقمار الصناعية تزودها شركة"سبيس إكس" التي يملكها إيلون ماسك.

وأكد فيدوروف إنه يتبادل الرسائل النصية بشكل دوري مع ماسك.

كما أجرى مكالمة الشهر الماضي مع كاران بهاتيا، نائب رئيس شركة غوغل. بعدها أجرت الشركة العديد من التغييرات، بما في ذلك تقييد الوصول إلى بعض ميزات خرائط غوغل التي قال فيدوروف إنها تمثل مخاطر على السلامة لأنها يمكن أن تساعد الجنود الروس في التعرف على حشود من الناس.

كما أوقفت الشركة أيضًا مبيعات المنتجات والخدمات الأخرى، والجمعة، أوقفت حسابات وسائل الإعلام الحكومية الروسية على مستوى العالم على موقع يوتيوب.

وقال فيدوروف إنه بينما أوقفت العديد من الشركات أعمالها في روسيا، يمكن عمل المزيد. وأشار إلى أنه يتعين على آبل وغوغل سحب متاجر التطبيقات الخاصة بهما من روسيا.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة