الأخبار المهمة

placeholder

نداء الوطن
الأربعاء 30 آذار 2022 - 10:59 نداء الوطن
placeholder

نداء الوطن

هل تُمهّد "محادثات اسطنبول" لإتفاق دولي حول أوكرانيا؟

placeholder

بما لا شكّ فيه أن "محادثات اسطنبول" أمس فتحت فجوة ولو صغيرة في "الحائط" السياسي والديبلوماسي والعسكري الذي يفصل الروس عن الأوكرانيين. لكنّ التوصّل إلى إتفاق يُنهي الحرب الروسيّة ضدّ أوكرانيا ما زال بعيد المنال، أقلّه استناداً إلى المعطيات الميدانية الحالية، المتعثّرة بالنسبة إلى موسكو، والظروف الإقليمية والدوليّة. وبينما أبدت كييف موافقتها على حيادها بشرط التوصّل إلى "إتفاق دولي" يضمن أمنها تقوم بموجبه دول أخرى بدور الضامن بطريقة شبيهة للفصل الخامس من ميثاق "حلف شمال الأطلسي"، معتبرةً عقب المحادثات أن الظروف كافية لعقد اجتماع قمة بين الرئيسَيْن الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي رأى "إشارات إيجابية" في المفاوضات، كشف الوفد الروسي أن موسكو التي وصفت المحادثات بـ"المفيدة" ستُقلّص بشكل جذري نشاطها العسكري في شمال أوكرانيا، بما يشمل المناطق القريبة من كييف وشرنيهيف، الأمر الذي سارعت واشنطن إلى تكذيبه والتشكيك بصدقيته على لسان أكثر من مسؤول.

ومن بين الدول التي تودّ أوكرانيا أن تلعب دور الضامن: الولايات المتحدة والصين وفرنسا والمملكة المتحدة، أي الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا وبولندا وإسرائيل وتركيا. كما اقترحت كييف لحلّ القضية المتعلّقة بشبه جزيرة القرم، التي ضمّتها روسيا العام 2014، إجراء محادثات روسية - أوكرانية منفصلة تمتدّ لـ"15 عاماً". ورأى رئيس وفد التفاوض الروسي فلاديمير منديسكي أن بوتين يُمكن أن يلتقي زيلينسكي، معتبراً أن "إمكانية تحقيق السلام تُصبح أقرب شرط العمل السريع على الإتفاق والتوصّل إلى التسوية المطلوبة"، في حين رحّب وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو بـ"التقدّم الأهم منذ بدء المفاوضات"، عقب 3 ساعات من المحادثات بين الوفدَيْن الروسي والأوكراني في قصر دولما بهجة على مضيق البوسفور، معتبراً أنّه "من الآن فصاعداً سيتعيّن على وزيرَيْ خارجية البلدَيْن الاجتماع لحلّ أصعب القضايا".

ولدى استقباله الوفدَيْن الروسي والأوكراني، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن لدى موسكو وكييف "مخاوف مشروعة"، داعياً الجانبَيْن إلى "وضع حدّ لهذه المأساة"، فيما كان لافتاً حضور الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش المحادثات، إذ يقوم بدور وساطة، كما أكد الكرملين. وبالعودة إلى إعلان موسكو تقليص نشاطها العسكري قرب كييف وشرنيهيف، أوضح البنتاغون أن روسيا "تُعيد تموضع" قوّاتها بالقرب من كييف لتعزيز موقع آخر دون أن تنسحب، محذّراً من أن العاصمة الأوكرانية لا تزال تحت التهديد. كما اعتبر أنه "من الواضح أن الروس لم يكونوا مستعدّين ولا قادرين على السيطرة على كييف". بدوره، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن "هناك فرقاً بين ما تُصرّح به روسيا وما تقوم به في أوكرانيا"، موضحاً أنّه "لم أرَ أي مؤشرات على أن هناك تقدّم من قبل روسيا في مفاوضاتها مع الأوكرانيين".

وفيما أشارت أوكرانيا إلى مقتل 9 أشخاص في قصف روسي على مبنى حكومي في مدينة ميكولايف، تحدّث الرئيس الأميركي جو بايدن عن أن الغرب يُريد أن يرى إذا كانت روسيا ستفي بوعدها بخفض التصعيد العسكري حول كييف وتشرنيهيف. وكشف البيت الأبيض أن بايدن اتفق مع قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا خلال مكالمة هاتفية على "الاستمرار في زيادة الكلفة التي تتكبّدها روسيا لقاء هجومها الوحشي على أوكرانيا، وكذلك الاستمرار في تقديم المساعدة الأمنية لأوكرانيا للدفاع عن نفسها"، في وقت أوضحت فيه الرئاسة الفرنسية بعد اتصال هاتفي بين الرئيسَيْن إيمانويل ماكرون وفلاديمير بوتين أن شروط تنفيذ عملية إنسانية في الأيام المقبلة لمساعدة سكان مدينة ماريوبول المحاصرة "غير متوفرة في هذه المرحلة"، بينما شدّد بوتين على أنه "لإيجاد حلّ للوضع الإنساني الصعب في هذه المدينة، يجب على المقاتلين القوميين الأوكرانيين إنهاء المقاومة وإلقاء أسلحتهم".

وعلى خطّ الطرد المتبادل للديبلوماسيين بين موسكو والغرب، أعلنت بلجيكا وهولندا وجمهورية التشيك وايرلندا طرد عشرات الديبلوماسيين الروس الذين يُشتبه في تورّطهم بعمليات تجسّس، بينما طردت روسيا 10 ديبلوماسيين من بعثات ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، في ردّ بالمثل على خطوات تلك الدول بحق موسكو سابقاً. بالتوازي، حذّرت منظمة العفو الدولية "أمنستي" خلال تقديم تقريرها للعام 2021 -2022 في جوهانسبرغ أمس من أنّ الغزو الروسي لأوكرانيا هو تكرار للحرب في سوريا، مندّدةً بـ"تزايد جرائم الحرب" بعد أكثر من شهر من الصراع، ودعت إلى التخلّي عن أي موقف حيادي تجاه موسكو.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة