الأخبار المهمة

الجمعة 01 نيسان 2022 - 10:51

أوكرانيا: القوّات الروسيّة "تتّجه شرقاً" لخوض حرب طويلة

placeholder

موسكو فشلت بكلّ المقاييس في اخضاع أوكرانيا عسكريّاً وفقاً لخطّتها الأصليّة. و"قيصر" الكرملين فلاديمير بوتين يعرف مدى حجم الصفعة التي تلقاها جيشه الذي بدأ بتنفيذ تعليمات جديدة تقضي بإعادة تموضعه داخل أوكرانيا للتركيز أكثر على شرق البلاد، وتحديداً منطقة دونباس، ما دفع بمسؤول كبير في البنتاغون إلى التحذير من أن تركيز الجهود الحربية الروسية على دونباس، حيث ستواجه القوات الروسية وحدات أوكرانية متمرّسة، يُنذر بنزاع "طويل الأمد".

وكشف المسؤول الأميركي في تصريحات للصحافيين أن القوات الروسية باشرت الانسحاب من تشيرنوبيل (شمال) وتخلّت عن مطار غوستوميل العسكري شمال غرب كييف، لكن "ما زلنا نعتقد أن ما يجري إعادة تموضع"، بحيث "ستتمّ إعادة تجهيز هذه القوات وإرسالها مجدّداً إلى أوكرانيا لمواصلة القتال، وفقاً لما نعتقد أنه هدفهم، وهو الشرق بصفة عامة"، لافتاً إلى أن "الأوكرانيين يعرفون الإقليم جيّداً جدّاً".

لكنّه أوضح في الوقت عينه أن القصف الروسي متواصل، لا سيما على كييف وتشيرنيهيف وإيزيوم وخاركوف وماريوبول ودونباس، في وقت أعرب فيه الرئيس الأميركي جو بايدن عن شكوكه في إعلان روسيا سحباً جزئيّاً لقواتها لتركيز هجومها في أوكرانيا على دونباس، وقال للصحافيين في ختام مداخلة خصّصها للإجراءات التي اتخذتها واشنطن لمواجهة ارتفاع أسعار الوقود: "حتّى الآن، ليس هناك دليل على أن (روسيا) في صدد سحب كلّ قواتها من (منطقة) كييف".

كما تحدّث بايدن عن أن بوتين "يعزل نفسه على ما يبدو"، موضحاً أن لديه "مؤشّرات إلى أن (الرئيس الروسي) أقال أو وضع في الإقامة الجبرية بعض مستشاريه"، مع تأكيده أنه لا يملك "أدلّة دامغة" على ذلك، بينما كان الكرملين قد اعتبر في وقت سابق أنّه من المقلق ألّا تفهم الولايات المتحدة طريقة عمل النظام في روسيا، وذلك ردّاً على معلومات استخباراتية غربية أفادت بأنّ مستشاري بوتين كانوا يكذبون عليه خوفاً من إعلامه بحقيقة ما يجري في أوكرانيا.

توازياً، كشف قائد اللواء 92 في القوات الأوكرانية الجنرال بافلو "مايسترو" لوكالة "فرانس برس" أن الوضع مستقرّ في خاركوف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، لكن الجيش الروسي "يُعيد تجميع قواته للهجوم" في شرق البلاد وجنوبها. واختتم "مايسترو" حديثه قائلاً: "إلى القوات الروسية التي تُهاجمنا، هذه رسالتي: احملوا جنودكم، احملوا أطفالكم، واحملوا كلّ مركباتكم وعودوا إلى دياركم أحياء". وبعد طرده من ضواحي مدينة خاركوف، لا يزال الجيش الروسي متمركزاً على الأطراف الشمالية والشمالية الشرقية للمدينة، حيث يقصف بشكل يومي المناطق السكنية الواقعة في مرمى نيرانه.

وفي السياق ذاته، أوضح الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" ينس ستولتنبرغ أن الحلف لا يرى انسحاباً للقوات الروسية من أوكرانيا بل إعادة تموضع، متوقعاً "هجمات إضافية ستتسبّب بمعاناة أكثر"، فيما أُضيف حوالى 40 ألف لاجئ أوكراني في الساعات الـ24 الماضية إلى أكثر من 4 ملايين فرّوا من بلادهم منذ الغزو، وهو نزوح وصفته الأمم المتحدة بأنّه "أزمة إنسانية كبرى"، في وقت كشفت فيه إيطاليا أن بوتين أبلغها أن وقف إطلاق النار مستبعد في الوقت الحالي.

تزامناً، قُتِلَ شخص وأُصيب 4 آخرون بجروح في إطلاق نار روسي استهدف قافلة إنسانية مكوّنة من 5 حافلات على متنها متطوّعون كانوا متّجهين إلى مدينة تشيرنيهيف المحاصرة في شمال أوكرانيا، بحسب ما أعلنت السلطات الأوكرانية التي اتّهمت القوات الروسية بـ"عدم إتاحة أي إمكان لإجلاء المدنيين من مدينة تشيرنيهيف المحاصرة، وبترك عشرات آلاف المدنيين بلا طعام ولا ماء ولا تدفئة"، بينما كشف وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو احتمال حصول اجتماع روسي - أوكراني على مستوى وزراء الخارجية خلال أسبوع أو أسبوعَيْن، موضحاً أنّه "من المستحيل تقديم موعد".

وفي "الجناح الشرقي" للناتو، أعلنت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريديريكسن أن بلادها ستنشر 800 جندي في أيّار في لاتفيا، ضمن قوات "الأطلسي"، بعد تلقي طلب رسمي من الحلف في هذا الصدد، في حين دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بلجيكا إلى تسليم بلاده أسلحة للمساعدة في دحر القوات الروسية، لا سيمّا في ماريوبول المحاصرة، مشدّداً على أن السلام أهمّ من التجارة مع روسيا. واعتبر أن ماريوبول أصبحت رمزاً لـ"الكرامة الأوروبّية"، وقال: "إذا انهزم المدافعون عن ماريوبول، فلن يعود هناك اتحاد أوروبي قوي".

وعلى خطّ العقوبات، فرضت واشنطن عقوبات جديدة على روسيا تستهدف 21 كياناً و13 فرداً في قطاع التكنولوجيا، بما في ذلك أكبر شركة لتصنيع أشباه الموصلات في روسيا، بهدف منع موسكو من الإلتفاف على عقوبات سابقة، في حين فرضت المملكة المتحدة عقوبات جديدة ضدّ جهات "دعائية روسية والإعلام الرسمي" تستهدف ملّاك قناتَيْ تلفزيون يُموّلهما الكرملين، هما مجموعة "تي في نوفوستي" المالكة لقناة "آر تي" و"روسّيا سيغودنيا" التي تتحكّم بوكالة "سبوتنيك" للأنباء، ومقدّم البرامج المعروف سيرغي بريليوف، بينما منعت روسيا القادة الأوروبّيين ومعظم النواب الأوروبّيين من دخول أراضيها ردّاً على العقوبات التي استهدفتها.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة