الأخبار المهمة

placeholder

نداء الوطن
الأربعاء 06 نيسان 2022 - 03:14 نداء الوطن
placeholder

نداء الوطن

زيلينسكي لمجلس الأمن: الدبّابات الروسية تسحق المدنيين للمتعة!

placeholder

ما زالت "بوتشا الشهيدة" تتصدّر العناوين مع توالي كشف جثث المدنيين في أرجائها، بينما يقف العالم عاجزاً حتّى اللحظة لوضع حدّ لمجازر القوّات الروسيّة وانتهاكاتها بحقّ الأوكرانيين التي باتت ترقى إلى "جرائم حرب" و"جرائم ضدّ الإنسانيّة"، بحسب حقوقيين دوليين، في وقت تسلّح فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالوقائع الميدانيّة المثبتة بعدسات المصوّرين المحترفين والأقمار الإصطناعيّة التي تُظهر تباعاً ما يحصل من ويلات في أوكرانيا الجريحة، ليطلب خلال كلمة وجّهها عبر الفيديو وخاطب فيها ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي أمس "التحرّك فوراً" لمواجهة "جرائم الحرب" التي ترتكبها روسيا وإخضاعها لمحاكمة جنائية دولية كتلك التي عُقِدَت في نورمبرغ في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وإلّا فسيتعيّن على الأمم المتحدة "إغلاق أبوابها ببساطة".

ووصف زيلينسكي الفظائع في بوتشا قائلاً: "لقد قُتلوا (المدنيون) في شققهم ومنازلهم بقنابل متفجّرة... هناك مدنيون سُحقوا بدبابات أثناء جلوسهم في سياراتهم في منتصف الطريق، فقط لمجرّد المتعة. لقد قطّعوا أطرافهم... وذبحوهم!"، وأردف: "هناك نساء تعرّضنَ للاغتصاب وقُتلنَ على مرأى من أولادهنَّ، ألسنتهنَّ قُطعت لأنّ المعتدين لم يسمعوا منهنَّ ما أرادوا سماعه"، مشبّهاً الممارسات التي شهدتها بوتشا وغيرها من المدن بأعمال العنف التي مارسها "إرهابيون" على غرار عناصر تنظيم "الدولة الإسلاميّة". كما طالب بطرد روسيا من مجلس الأمن وبإصلاح نظامه بحيث "لا يكون حق النقض يعني حق الموت".

وعرض زيلينسكي تسجيلاً مدّته 90 ثانية تضمّن مشاهد ذكر أنها التُقطت في مدن عدّة، بينها بوتشا وماريوبول الجنوبية المحاصرة. وأظهرت المشاهد جثثاً بعضها لأطفال في مقابر جماعية، وقال زيلينسكي: "الآن بات بإمكان العالم أن يرى ما فعله الجيش الروسي في بوتشا"، بينما تُصرّ موسكو على أن المشاهد التي تبثها السلطات الأوكرانية والوكالات العالمية عن مجازر في بوتشا "مفبركة"، في حين رأت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن المشاهد الملتقطة في بوتشا "تُشير إلى استهداف مدنيين عمداً". كما ندّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قبل توجّهه إلى بروكسل بـ"حملة متعمّدة للقتل والتعذيب والاغتصاب وارتكاب فظائع" في بوتشا، مؤكداً أن "هذا الأمر يُعزّز تصميمنا وتصميم الدول في كلّ أنحاء العالم على ضمان محاسبة مرتكبي هذه الأعمال بطريقة أو بأخرى".

وبينما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن عملية اكتشاف جثث في بوتشا كانت استفزازاً يهدف إلى إفشال المفاوضات الجارية بين كييف وموسكو، أعرب الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" ينس ستولتنبرغ عن تخوّفه من اكتشاف "فظائع أخرى" في الأراضي الأوكرانية التي استُعيدت من القوات الروسية، فيما تدحض مشاهد صوّرت عبر الأقمار الإصطناعية وفّرتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأميركية، الإدعاءات الروسية التي تُفيد بأنّ الجثث بلباس مدني التي عُثِرَ عليها في بوتشا وضعت بعد انسحاب القوات الروسية. وبالفعل، تُظهر مشاهد "ماكسار" التي تعود إلى منتصف آذار، عدّة جثث عائدة لمدنيين ممدّدة في أحد شوارع بوتشا أو على جنبات الطريق.

وفي السياق، أعلنت النيابة العامة الوطنية المعنية بقضايا الإرهاب في فرنسا (بنات) فتح 3 تحقيقات جديدة في "جرائم حرب" في شأن أعمال تسبّبت بضرر لرعايا فرنسيين في أوكرانيا، فيما كشف ستولتنبرغ أن موسكو تُعزّز صفوفها من أجل "السيطرة على كامل منطقة دونباس" في شرق أوكرانيا وإنشاء "جسر برّي مع شبه جزيرة القرم"، التي ضمّتها روسيا العام 2014. وحذّر الأمين العام للناتو خلال مؤتمر صحافي عشية اجتماع لوزراء خارجية الحلف قائلاً: "نحن في مرحلة حاسمة من الحرب".

وفيما تلوح في أفق الاقتصاد الروسي المنهك "موجة عقوبات" غربية جديدة، منعت الولايات المتحدة موسكو من الإثنين من تسديد دينها بدولارات مودعة في مصارف أميركية، ما يزيد الضغوط على روسيا ويزيد من احتمال أن تتخلّف عن دفع الديون المستحقة، كما أعلنت الخزانة الأميركية أمس. كما ستمنع الولايات المتحدة بالتنسيق مع "مجموعة السبع" والاتحاد الأوروبي "كلّ الاستثمارات الجديدة" في روسيا اعتباراً من اليوم، ضمن حزمة جديدة من العقوبات. وستشمل هذه الإجراءات العقابية أيضاً "عقوبات معزّزة ضدّ المؤسّسات المالية والشركات العامة في روسيا وعقوبات ضدّ مسؤولين في الحكومة الروسية وأقاربهم"، كما أوضح مصدر مطّلع لوكالة "فرانس برس".

بدورها، اقترحت المفوضية الأوروبّية على دول الاتحاد الأوروبي تشديد العقوبات على موسكو من خلال وقف مشترياتها من الفحم الروسي والتي تُشكّل 45 في المئة من واردات الاتحاد الأوروبي، وعبر إغلاق الموانئ الأوروبّية أمام السفن التي يشغلها روس. واقترحت بروكسل كذلك تشديد العقوبات المصرفية الحالية وحظر ما تصل قيمته إلى 10 مليارات يورو من صادرات المعدّات والمكوّنات الصناعية المهمّة إلى روسيا، مثل أشباه الموصلات المتطوّرة. وبعد فرنسا وألمانيا الإثنين، طردت إيطاليا والدنمارك والسويد وإسبانيا وسلوفينيا بدورها عشرات الديبلوماسيين الروس بالأمس، ما يُمثل مزيداً من تدهور العلاقات مع موسكو التي ندّدت بـ"ضيق البصيرة" الأوروبّية، مهدّدةً بـ"إجراءات انتقامية" حتمية.

وفي الغضون، ندّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالإجراءات المتّخذة ضدّ شركة الغاز الروسية العملاقة "غازبروم" في أوروبا، محذّراً من أن التهديدات في أوروبا بتأميم الأصول الروسية "سيف ذو حدَّيْن". كما ذكر أن موسكو "ستُراقب عن كثب الصادرات الغذائية إلى الدول المعادية"، في وقت كشف فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الحرب الروسية ضدّ أوكرانيا لديها تداعيات على 74 دولة نامية وتؤثر على 1.2 مليار شخص حول العالم.

ووسط "الأجواء الحربية" في أوروبا، كان لافتاً بالأمس إعلان الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا في بيان مشترك أنها ستتعاون لتطوير أسلحة فرط صوتية و"إمكانات حربية إلكترونية"، في إطار تحالف "أوكوس" الثلاثي الجديد الهادف إلى مواجهة الصين.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة