"ليبانون ديبايت" - محمد المدني
عادت المياه الخليجية إلى مجاريها اللبنانية عبر البوابة السعودية التي أعلنت على لسان وزارة خارجيتها عودة السفير وليد البخاري إلى بيروت. البيان السعودي لحقه بيانٌ كويتي مماثل، تضمّن الإعلان عن عودة السفير الكويتي قبل نهاية الأسبوع الجاري.
تنفّس الرئيس نجيب ميقاتي الصعداء، وسارع إلى توجيه أسمى آيات الشكر والتقدير للدول الخليجية على مبادرتها تجاه لبنان. لا شك أن معظم المواقف السياسية اللبنانية رحّبت بهذه الخطوة، فلا يصحّ أن يكون لبنان على خلافٍ مع أشقائه العرب تحت أي ظرف أو سبب، لذلك، تتّجه الأنظار إلى الضاحية الجنوبية لاستطلاع موقف "حزب الله" من "العودة الخليجية" إلى الحضن اللبناني، خصوصاً أن الحزب كان ولا يزال السبب الأساس في تدهور علاقة لبنان مع دول مجلس التعاون الخليجي.
لا يتدخل "حزب الله" بشأنٍ ديبلوماسي، هو من صلاحيات الدولة اللبنانية. السفير السعودي لم يطرده أحد، بل غادر بقرارٍ من قيادته وعاد بقرارٍ منها أيضاً، ولا شأن ل"حزب الله" بذلك. يقول مصدر مطّلع على أجواء الحزب.
المملكة السعودية اختارت التصعيد والعقوبات، ووجدت أن هذا المسار هو مسارٌ خاطىء، لذلك عادت عن قرارها. وترحيبُ الدولة اللبنانية لا يعني ترحيباً أو اعتراضاً من "حزب الله". كلّ ما هنالك أن الحزب يطلب من المملكة أن لا تتدخّل بالشأن اللبناني الداخلي، وأن تمتنع عن مهاجمة "حزب الله" والتحريض عليه سياسياً وإعلامياً. فإذا توقفت السعودية عن ذلك، وعاد السفير بروح الإنفتاح والتعاون ف"حزب الله" سيبدي تجاوباً.
ويضيف المصدر، بالتأكيد إذا توقفت الحرب في اليمن ونشطت قنوات التواصل والحوار لأجل إعادة العلاقات العربية - العربية على أساس الإحترام، ومنع إسرائيل وأميركا من توسيع نفوذهما على حساب مصالح الشعوب العربية، فإن "حزب الله" سيكون مستعداً لأي إيجابية ووفاق، وسيكون مبادراً إلى أفضل العلاقات، لكن حتى اللحظة الأمور مرهونة بالأفعال لا بالأقوال.
أما حول توقيت العودة قبل شهرٍ واحد من موعد الإنتخابات النيابية، يشير المصدر عينه، إلى أن هناك قراءة تقول، إن غياب السفراء وابتعادهم عن دعم حلفائهم سيُمكّن الحزب من زيادة نفوذه وقوته، وعدد حلفائه في المجلس النيابي القادم، ولذلك، لا بدّ من إعادة توحيد صفوف حلفاء السعودية ودعمهم، وإلاّ ستكون الخسارة حتمية.
من هنا، يمكن وضع عودة السفراء في إطار ضمان فوز حلفاء المملكة بالمقاعد التي كانت سابقاً لحليفها الراحل سياسياً سعد الحريري بعد انكفائه عن خوض الإنتخابات. لكن في جميع الأحوال عودة السفراء لها أكثر من بُعد:
ـ البعدُ الأول، هو عدم إخلاء الساحة، لأن هناك حتماً من سيملأ الفراغ.
ـ أما البعد الثاني، هو الحدّ من خسائر المملكة العربية السعودية في الشارع السنّي اللبناني.
ـ والبعد الثالث، هو إعادة المعنويات إلى البيئة السنّية التي تعاني من الإحباط بعد خروج زعيمها الأول سعد الحريري من المشهد السياسي.
ـ أما البعدُ الرابع، فهو مواجهة "حزب الله" وحلفائه، وتنظيم صفوف أنصار المملكة وحلفائها، وضمان عدم توجّههم نحو قوى مناوئة لها تحت وطأة الفراغ أو الإحباط، أو الوضع المالي والاقتصادي الصعب.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News