"ليبانون ديبايت" - محمد المدني
إستعدوا أيّها اللبنانيون لموعد الخامس عشر من أيار، يوم الإستحقاق الإنتخابي الذي سيثبّت فيه "حزب الله" أن قوته مستمدّة من صناديق الإقتراع الشعبية لا من صواريخ رعد وزلزال العسكرية. إستعدوا أيها الرازحون تحت وطأة الإنهيار الشامل، لتقبّل نتائج ما ستقترفه أيديكم في مراكز الإقتراع. إستعدوا أيها الطامحون إلى التغيير، لتقبّل واقع "استحالة التغيير" في بلدٍ تناتشته أضراس الفاسدين حتى بات بلداً مفلساً، شاء من شاء وأبى من أبى.
خلصت جميع الإحصاءات والإستطلاعات والتحليلات، إلى أن الأكثرية النيابية ستبقى بيد "حزب الله" وحلفائه، هذا طبعاً إن حصلت الإنتخابات النيابية في موعدها المقرر في 15 أيار المقبل. وقد بدأ الحزب مؤخراً في رسم ملامح المشهد السياسي في البلاد كونه الطرف أو المحور الأقوى نيابياً، أي في مجلس ساحة النجمة الذي تنبثق عنه جميع السلطات، في مقدمها رئاستي الجمهورية والحكومة.
يطمح "حزب الله" للفوز مع حلفائه بأغلبية نيابية قادرة أولاً على حماية المشروع الوطني السياسي الذي تقوم ركيزته على منع سقوط لبنان في الحضن الأميركي الإسرائيلي ومواجهة التطبيع مع إسرائيل، وما يعني ذلك أيضاً من منع التوطين فلسطيناً كان أم سوريًا، ومنع الخضوع للشروط الدولية فيما يخصّ ترسيم الحدود البحرية وصولاً إلى منع أن يخضع سلاح الحزب لأي عملية تفاوض ومساومة داخلية أو خارجية.
ومن جانبٍ آخر، تعني الأغلبية النيابية ل"حزب الله"، القدرة على تكوين جبهة سياسية تشريعية قادرة على سن القوانين الإصلاحية المطلوبة والقدرة على تشكيل حكومة يُرجى منها تنفيذ المشاريع الإجتماعية والإقتصادية للنهوض بالبلاد مجدداً، كما القدرة على انتخاب رئيس للجمهورية يستوفي الشروط الوطنية ويحمل من الجرأة والكرامة والكفاءة السياسية ما يكفي لمواجهة الضغوط الخارجية ولا سيّما منها الأميركية.
وتكشف المعلومات، أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، يهدف من وراء اللقاءات التي يعقدها مع حلفائه تنظيم الصفوف وخوض العملية الإنتخابية على قلب رجل واحد وتنسيق الموقف بشأن الإستحقاقات القادمة. ونصر الله سيلتقي تباعاً كل مسؤولي الأحزاب الحليفة لوضعها في أجواء التطورات الإقليمية والدولية وأهمية التوحد في هذه المرحلة لإنقاذ لبنان وحمايته ومنعه من الإنزلاق إلى الفوضى أو الفتنة الداخلية.
إن الحزب بعد فوزه في انتخابات أيار سيثبت أنه لم يعد حزب "الضاحية الجنوبية" بل حزب كل لبنان واللبنانيين، وامتداداته لا تقتصر على البيئة الشيعية فقط بل أصبح لديه أصدقاء وحلفاء من مختلف الطوائف والمذاهب والمناطق، وهو حريصٌ كل الحرص على مدّهم بالعون والرعاية والتنسيق معهم في سبيل الحفاظ على المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة التي أُريد تهشيمها من خلال اللعب على الوتر الشعبي، خصوصاً أن المعركة لا تخاض في الميدان فقط وإنما في العقول أيضًا.
وتكشف المعلومات أن لقاءات نصرالله لن تقتصر على رئيس "التيّار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، ورئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجية، ورئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير، بل سيكون هناك لقاءات أخرى في قادم الأيام. ومن الشخصيات السياسية المتوقع لقاءها مع نصر الله هي، رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان ورئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب نورئيس تيّار "الكرامة" النائب فيصل كرامي، لكن هذه اللقاءات لن تظهر جميعها في وسائل الإعلام.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News