ما زالت صور جثث المدنيين الممدّدين على طرق بوتشا وفي مقابرها الجماعية ماثلة في أذهان الأوكرانيين والعالم أجمع، والتي اتّهمت السلطات الأوكرانية الجيش الروسي ولا سيّما "اللواء 64" بارتكاب تلك المجازر في المدينة، لكنّ هذه الفاجعة لم تدفع القيادة الروسيّة إلى فتح تحقيق في تجاوزات جيشها وانتهاكاته، لا بلّ كرّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس عناصر هذا اللواء، في حين أعلنت كييف رسمياً قبيل منتصف الليلة الماضية بدء الهجوم الروسي على دونباس في شرق البلاد.
وكان الكرملين قد أعلن أنّ بوتين وقّع مرسوماً منح بموجبه لقب "الحارس الفخري" للواء البنادق الآلية الـ64 بسبب "بطولة وصلابة وتصميم وشجاعة" عناصره، فيما كتب الرئيس الروسي متوجّهاً للعسكريين أنّ "الأعمال الماهرة والحاسمة لكلّ أفراد (اللواء) خلال العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، هي نموذج لتنفيذ الواجب العسكري والشجاعة والتصميم والكفاءة المهنية العالية"، في وقت فرّ فيه أكثر من 4.9 ملايين أوكراني من بلدهم منذ بدأت القوات الروسية قبل 54 يوماً غزوها لأوكرانيا في 24 شباط، وفق الأرقام الصادرة عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
وبعدما استهدفت 5 غارات روسية قويّة لفوف في غرب أوكرانيا أمس، مسفرةً عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 8 آخرين، وفق سلطات المدينة، استنكر الاتحاد الأوروبي القصف "العشوائي وغير المشروع" الذي تشنّه روسيا، معتبراً أنّه "لا مجال للإفلات من العقاب في سياق جرائم حرب"، بينما أكّد الجيش الروسي أنّه دمّر بواسطة "صواريخ عالية الدقّة" بالقرب من لفوف مخزناً كبيراً لأسلحة أجنبية سُلّمت أخيراً إلى السلطات الأوكرانية. بالتوازي، كشف مسؤول كبير في البنتاغون أنّ الشحنات الأولى من الدفعة الجديدة من المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا وصلت إلى حدود البلاد لتسليمها إلى الجيش الأوكراني.
وسيبدأ جنود أميركيون منتشرون في المنطقة الشرقية لـ"حلف شمال الأطلسي" في الأيام المقبلة، تدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام مدافع هاوتزر M777، الجيل الجديد من قطع المدفعية التي قرّرت الولايات المتحدة تسليمها للمرّة الأولى للجيش الأوكراني.
وفي الغضون، أوقفت أوكرانيا عمليات إجلاء المدنيين من المدن والبلدات الواقعة على خط المواجهة في شرق البلاد، متّهمةً القوات الروسية بإغلاق وقصف الممرّات الإنسانية، في حين بثّ التلفزيون الروسي تسجيلاً مصوّراً لشخصَيْن قال إنّهما بريطانيان قبض عليهما أثناء مشاركتهما في القتال في أوكرانيا، هما شون بينر وإيدن أسلين، مطالباً رئيس الوزراء بوريس جونسون بالتفاوض على إطلاق سراحهما. وطلب الرجلان اللذان بدا الإنهاك واضحاً على ملامحهما في الفيديو بأن تتمّ مبادلتهما برجل الأعمال الأوكراني الثري فيكتور ميدفيدتشوك المقرّب من بوتين والذي أوقف أخيراً في أوكرانيا.
وفي خضمّ هذه "الحرب الدعائيّة" المتعلّقة بأسرى الحرب، بثّت أجهزة الأمن الأوكرانية تسجيلاً مصوّراً يُظهر ميدفيدتشوك وهو يدعو إلى مبادلته مع عناصر أوكرانيين يُقاتلون في مدينة ماريوبول المحاصرة، فيما أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله في أن تحصل بلاده في الأسابيع المقبلة على وضع الدولة المرشّحة للإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي، شاكراً بروكسل على سرعة الإجراء.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News