إذا كانت هزيمة حزب الله المدوية في كل لبنان أثبتت أن الناخب اللبناني ما زال قادرا، بلا دعم من الإعلام، على فرض كلمته، ديمقراطياً وبشكل فعال، على أي تنظيم، مهما بلغت قوته المسلحة إن اتخذ القرار الصارم. فإنها قد أثبتت، أيضاً، وبالتحديد أن أهل بيروت بشيوخها ونسائها وشبابها وشاباتها٬ على مختلف توجهاتهم السياسية لن يكونوا في معزلٍ، مما يحدث من تهميش مقصود لهم ولن يصمتوا مهما علت أصوات ابواق "صحافة السلاح" في ضرب رجالات بيروت.
"لا شغلة ولا عملة" لدى جريدة الأخبار الا أهالي بيروت في هذه الايام، وبعدما كانت الجريدة تصوب على سعد الحريري من بوابة فساد الحريرية السياسية، ها هي اليوم تركز هجومها على النائب فؤاد المخزومي وهذه المرة من بوابة خطابه الصريح ضد سلاح حزب الله.
والجريدة التي نشرت مقالاً اليوم بعنوان "مخزومي أنفق ملايين الدولارات وحصد «الله، حريري، طريق الجديدة»!"، حاولت الإيحاء بأن المخزومي الذي حصلت لائحته التي يرأسها "بيروت بدها قلب" على حاصل انتخابي، مكّنه من أن يأتي نائباً لدورة نيابية ثانية، بأنه خاسر، فكيف يخسر من يختاره أهل بيروت نائبا لهم ويجددون فيه ثقتهم؟ وكيف يخسر من يحصل على أكثر من 10 آلاف صوت تفضيلي في بيروت؟
أكثر من ذلك، صرح مخزومي بحصول عملية "تزوير" في دائرة بيروت الثانية، وطمس خرق لائحته بمقعدين، فيما المقعد الثاني من حق المرشحة على المقعد الدرزي زينة منذر.
والجريدة التي تغمز من قناة المال الانتخابي، حرصت في مقالتها على استخدام لغة استغباء الناس، مهمشة حقيقة أن مؤسسات مخزومي تقدم المساعدات لأهالي بيروت منذ عقود، وأبوابها مفتوحة للناس للطبابة والتعلم وغيرها من الخدمات "بانتخابات وبلاها".
ولو قصد المخزومي بهذه المساعدات شراء كرسي نيابي، لكان خصصها -موسمياً- كما يفعل بقية المتمولين، إذ ليس مضطرا لإبقاء مؤسساته نشطة طيلة هذه السنوات لو كان المقعد النيابي هو الهدف، لا الهدف الانساني الإنمائي ودعم عاصمة لبنان بيته ومسقط رأسه.
كما أن المخزومي وهو إذ يعطي مثالا عن رجل الأعمال الناجح في السياسة وهو ما أثبته أداؤه في الدورة النيابية السابقة، من خلال انحيازه للناس بوجه السلطة، كافأه أهالي بيروت عليه ليجددوا له دورة نيابية أخرى، بعد أن أثبت أنه مُشرِّع لم يتصرف ضد مطالب ناخبيه، عدا عن شراسته في المعركة مع الشرعية ضد سلاح حزب الله غير الشرعي، مسمياً الأمور بمسمياتها دونما مواربة. وهو ما أوصل "جريدة الأخبار" لتركز هجمتها المسعورة عليه، وتدّعي بأنّ نائباً فائزاً في الانتخابات، حزين بفوزه!
وإذا طالع القراء الأرقام، بشقيها المعلوم والمستور، يبدو أن خوف فريق الحريري كان في طليعته عدم تجيير الزعامة السنية إلى من هو ماكن مالياً ولديه خط مباشر مع دار الإفتاء والأقوى على صعيد مجابهة الحزب والتوسع في المدينة على نطاق قاعدي واسع لا يقبل التأويل. وهنا بعيداً عن "بركة المياه" التي نُصبت وسط المدينة، وقريباً من مصلحة فريق وفيق صفا، عمل فريق الحريري على تشتيت أصوات أتباعه على عدة لوائح إلا لائحة المخزومي فتفيد ارقام لائحة الجماعة الإسلامية ونبيل بدر التوازن المراد الذي يحد من وصول أي زعيم بالمعنى الوجودي للكلمة، خصوصا في ظلّ الدعم السعودي-الخليجي للائحة النائب فؤاد مخزومي بما لها من حيثيّة شعبية سنيّة كبيرة مبنية منذ سنوات وليست حديثة.
المشكلة أن كل من يؤيد حزب السلاح التوسعي في لبنان مصرّ على الاساءة إلى أهل بيروت ونوابها وإضعاف صورتها إلى حد إخراجها من مصافّ عواصم العرب... والكارثة، أن يجد هؤلاء تعاوناً من صحافة تكتب، مزهوّةً، ضد أحد أهم الرابحين في بيروت من باب ضرب مصداقيته.
اخترنا لكم

أمن وقضاء
الأربعاء، ٣٠ نيسان ٢٠٢٥

اقليمي ودولي
الأربعاء، ٣٠ نيسان ٢٠٢٥

المحلية
الأربعاء، ٣٠ نيسان ٢٠٢٥

المحلية
الأربعاء، ٣٠ نيسان ٢٠٢٥