"ليبانون ديبايت" - محمد المدني
من الضروري التوقف عند ما جاء على لسان الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، ودعوته للتهدئة السياسية في بلدٍ مليءٍ بالصراعات، خصوصاً أن البعض راح يُفسّر كلام نصر الله على أنه إعلان خسارة محور الممانعة في الإنتخابات النيابية التي جرت في 15 أيار.
هناك مجموعة أسباب داهمة دفعت الثنائي الشيعي "حزب الله" وحركة "أمل" إلى المطالبة بالتهدئة، منها مخاطر اندلاع حرب إقليمية حقيقية هذه المرة، وتفاقم أزمة الغذاء والطاقة العالمية وانعكاسها على حياة اللبنانيين بشكلٍ ملحوظ، إضافة إلى المخاوف من فراغٍ على مستوى السلطات الثلاث (رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي ورئاسة الحكومة)، لا سيّما أن نتائج الإنتخابات جعلت التوازنات الداخلية مائعة ومتحركة، ما يجعل الظروف غير مريحة لمعالجة جوهر الأزمة.
يتخوّف الثنائي الشيعي ورغم فوزه بجميع المقاعد الشيعية الـ 27 ، من أن تضع بعض القوى، العراقيل في طريق الرئيس نبيه برّي لانتخابه مجدداً كرئيس لمجلس النواب، ما يعني عراقيل مضادة لتشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس الجديد للجمهورية.
لكن الثنائي يدرك أنه أمام تحديات لا يستطيع القفز عنها، وهي وجود قوى منافسة لا تريد الإلتزام بأي تسويات فيما يخصّ الإستحقاقات الثلاثة. لذلك نحن أمام عودةٍ لدولة ما قبل الحرب الأهلية، أي دولة الهشاشة والتحلّل.
تؤكد مصادر بارزة أن المجلس الجديد سيعكس حالة التشظّي القائمة حالياً، ما يعني أننا دخلنا في مسارٍ معقّد من الإشتباكات الطويلة. المجلس الجديد لن يكون قوى متشظّية فحسب، بل سيكون كيانات متفرقة داخل كيان الدولة. كما أنه يعاني من اضطرابٍ ناشىء من تضارب المصالح، وتشكّل قوى سياسية ستفرض حكماً واقعاً سياسياً ستكشف سلباً أو إيجاباً الشبكة المعقّدة التي تمسك بصياغة مشاريع القوانين وكيفية إقرارها أو إبعادها.
لا يمكن القول أن محور الممانعة انهزم، ولو أن النتائج لم تكن كما يرغب، لكن لا شكّ أنه ثبّت موقعه أكثر في المعادلة. صحيح أن الضغوط السياسية وربما التشريعية والحكومية ستكون أشدّ، لكن المقاومة بحسب مصادرها اعتادت الصعاب وهي قادرة على تجاوز المرحلة وتعطيل الأهداف الأميركية المُعلنة منها والمُضمرة.
إذًا برّي، رئيساً للمجلس النيابي للمرة السابعة، وسيكون من السهل عليه الحفاظ على "عرشه" أقلّه حسابياً، لكن سياسياً القضية أشبه بمعركة ليّ ذراع برّي ووضع حدود لنفوذه في إدارة المجلس، وعليه إن "حزب الله" سيقف إلى جانبه بدرجة أساسية، لأن الأمر يتعلق بتوازنات داخل الطائفة الشيعية والتوازنات بين الطوائف كافة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News