مع دخول الحرب الروسية ضدّ أوكرانيا شهرها الرابع، تُسخّر موسكو قواها العسكرية لتحقيق أهدافها المرسومة لمنطقة دونباس بعد تعثّرها في الشمال الأوكراني وعجزها عن احتلال العاصمة كييف، إذ صعّدت الآلة الحربية الروسية هجومها العنيف على آخر جيوب المقاومة في محيط لوغانسك، حيث تدور معارك عنيفة وسط قصف روسي كثيف. وبعدما حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الإثنين من أن "الأسابيع المقبلة من الحرب ستكون صعبة"، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بالأمس مواصلة "العملية العسكرية الخاصة حتّى تحقيق كافة الأهداف، بغض النظر عن المساعدات الغربية الضخمة لنظام كييف وضغط العقوبات غير المسبوق"، فيما أكد رئيس مجلس الأمن القومي نيكولاي باتروشيف أن "الأهداف التي حدّدها الرئيس (فلاديمير بوتين) ستتحقق".
وتُركّز موسكو جهودها على المنطقة الخاضعة لسيطرة أوكرانيا في لوغانسك، محاولة تطويق مدينتَيْ سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك. وأشارت وزارة الدفاع الأوكرانية إلى معارك شديدة تجري على مقربة، في محيط بلدتَيْ بوباسنا وباخموت. وفي حال سقوط البلدتَيْن، فسوف يُسيطر الروس على تقاطع يستخدم حاليّاً كمركز قيادة لقسم كبير من المجهود الحربي الأوكراني.
وتدور معارك ضارية للسيطرة على مدينة ليمان التي تُعدّ نقطة تقاطع رئيسية في الشرق الأوكراني، وفق ما أعلن زعيم الإنفصاليين في دونيتسك دينيس بوشيلين، في وقت تعود فيه الأوضاع تدريجاً إلى طبيعتها في خاركوف، حيث عاود المترو الخدمة بالأمس بعد أشهر استُخدم خلالها ملجأ للاحتماء من القصف الروسي الوحشي. أمّا الجبهة الجنوبية، فتبدو مستقرّة نسبيّاً مع أن الأوكرانيين يُعلنون إحراز مكاسب ميدانية.
وفي الغضون، قررت روسيا منع 154 عضواً في مجلس اللوردات البريطاني من دخول أراضيها، ردّاً على العقوبات التي تستهدف جميع أعضاء مجلس اتحاد روسيا. علماً أن مجلس اللوردات يضمّ نحو 800 عضو، بينما قرّرت الولايات المتحدة إلغاء الإعفاء الممنوح لروسيا لسداد ديونها الخارجية بالدولار قبل يومَيْن من موعد سداد الاستحقاق المقبل، في قرار من شأنه أن يُسرّع تخلّف موسكو عن سداد مستحقاتها.
توازياً، بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره الأوكراني ديميترو كوليبا سُبل تصدير الحبوب الأوكرانية لمواجهة أزمة الأمن الغذائي العالمية المتفاقمة، في حين قدّر وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك أن يُتخذ قرار بفرض حظر أوروبي على النفط الروسي "خلال أيام قليلة"، فضلاً عن إعلان الرئاسة الفرنسية أن التوصّل إلى إتفاق ما زال ممكناً في الأيام المقبلة لتجاوز تحفظات المجر على فرض حظر أوروبي على النفط الروسي، في إعلان يتعارض مع تصريح رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي اعتبر أن الإتفاق "غير مرجّح إلى حدّ بعيد"، معلناً "حال طوارئ" جديدة لمواجهة تداعيات الحرب على أوكرانيا.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News