"ليبانون ديبايت"
بعد المشهديّة التي أظهرت واقعاً مُختلفاً عما رُوّج له مؤخرّاً بخسارة "حزب الله الأكثرية النيابيّة، والتي عايَشها اللبنانيون في جلسة انتخاب رئيس مجلس النوّاب ونائبه وأعضاء هيئة مكتب المجلس، كان ظاهِراً بشكل واضح "تشتّت" النواب السنة، في مَشهد هو الأوّل من نوعه منذ ما قبل إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005.
فالنواب الذين لا تَجمعهم كتلة نيابيّة، ولا يتفقون حتى على رأي أو فكرة واحدة، يفتقدون إلى الكيان الذي بإمكانه أن يُوحدّهم في إطار مشروع سياسي أو حزبي، ومُجرّدون كذلك من القائد الذي بإمكانه أن يُوجّههم نحو مسار نيابي وتَسووي ما.
وإضافةً إلى ذلك، الأكثرية النيابيّة التي لاقت جدلاً واسعاً بعد إنتهاء الإنتخابات، بيْن من يدّعي امتلاكها، وآخر ينفي خسارتها، إلى أن تجلّت اليوم بشكل واضح إلى جانب مَن كان يَملكها سابقاً، فظهر أنّ "حزب الله" وحلفاءه لم يخسرا هذه الأكثريّة كما حاولت بعض الأطراف وتحديداً "القوات اللبنانية" إقناع اللبنانيين والمُجتمعَيْن العربي والدولي به.
وهذا ما يَراه أوساط من داخل تيار "المستقبل" إنتصاراً للرئيس سعد الحريري، الذي تمكّن من إثبات صحة نظرته السياسيّة لما ستؤول إليه الأمور بعد الإنتخابات، وتحديداً لجهة سيطرة الحزب على القرار السياسي مهما كانت نتائج الإنتخابات، وهذا ما ذكره الحريري في خطابه الوداعي.
إلّا أنّه بالمقابل كان لرفض الحريري المُشاركة في الإنتخابات النيابية وامتناعه عن دعم أيّ من المُرشحين السنة، وتجاهله كل الضغوطات والمُطالبات المحليّة والسعودية لدعوة الجمهور المستقبلي إلى المشاركة في الإنتخابات النيابية، تأثير على هذا "التشتّت السني" داخل المجلس، إضافة إلى تحقيق حليف الحزب، "التيار الوطني الحر" إنتصارات بالجملة في عدة دوائر وتحديداً في دائرة الشمال الأولى (عكار) "الخزّان السني".
وفي هذا الإطار، سأل نائب رئيس تيار "المستقبل" السابق مصطفى علوش: "ما الذي غيره هذا التشتّت بقرار الرئيس سعد الحريري؟".
علّوش وفي حديثٍ لـ "ليبانون ديبايت"، إعتبر أنّه "لو كان الحريري حاضِراً ولو شارك بالإنتخابات أو على الأقلّ لو أعطى الحريّة للمحازبين بالمُشاركة لكان زاد عدد ما يُسمّى بالسياديين 7 أو 8 نواب"، وقال: "وهنا لا أتكلم عن شيء نظري بل واقعي، ويمكن ان نحسب ذلك في طرابلس وعكار وبيروت والبقاع وصيدا".
القيادي المستقبلي السابق، عاد وجدّد التأكيد بأنّ "قرار الحريري كان خاطِئاً، وأثبتت التجارب أنه خاطئ، إلّا إذا كان سعد الحريري يتقصد القيام بذلك"، مُضيفًا "لا أعرف ما هو هدف الحريري في ذلك، ربما ليثبت أنه بدونه لن تصح الحياة السياسية في لبنان".
ووفق ما يرى علّوش، فإنّه "لو كانت هناك مشاركة لكانت الأكثرية ذهبت إلى الإتجاه الثاني وهو سيادي بالكامل، غياب تيار المستقبل عن عكار أعطى فرصة لثلاثة مُرشحين من التيار الوطني الحر بالفوز، وفي طرابلس خسرنا موقعَين، وفي بيروت خسرنا عدة مواقع، وأيضاً في البقاع وصيدا"، لافٍتًا إلى أنّه "لو شارك تيار المستقبل لكان التيار الوطني الحر خسر على الأقل 4 أو 5 مقاعد من المقاعد التي حققها".
وشدَّد على أنّ "الإمتناع عن المشاركة في الإنتخابات أدّى إلى تشتّت أكبر وخسارة الأكثرية النيابية الحقيقية السيادية".
ويسأل:"هل هكذا تحقّق ما يُريده الحريري؟".
وعن ما يُحكى عن أجواء "إيجابية" داخل تيار المستقبل بعد جلسة اليوم، قال علوش: "هي محاولة لخلق انتصارات وهمية".
وختم علوش بالقول: "عندما يتمّ تحويل الحسابات إلى إنتصار، يعني أنّنا لن نتعلم الدروس أبداً".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News