نواب التغيير... رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة

هيلدا المعدراني- ليبانون فايلز


بعد الانتهاء من جلسة انتخاب رؤساء اللجان النيابية واعضائها والمقرّرين اليوم، ينتظر ان يحدد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة المكلف وسط اجواء تؤشر بوضوح الى حسم التوجه نحو اعادة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي لهذه المهمة، كون الاخير هو المرشح الطبيعي السني وتحديدا في هذه المرحلة لتولي هذا المنصب وقبوله التحدي وسط كل هذا "الخراب" الهائل على كل المستويات، في حين تبدو دار الفتوى المرجعية الروحية السنية، قلقة على مصير الطائفة التي تواجه فراغا كبيرا في ظل افتقادها الى اسماء وازنة تعيد الى الساحة السنية وهجها وثقل قرارها وهي اطلقت اكثر من اشارة في اكثر من اتجاه للتحذير من العودة الى الفراغ الحكومي.

من جهة اخرى، وبُعيد انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه وحتى فيما يتعلق بانتخابات النيابية، لطالما راهن اللبنانيون على "نفَس" القوى التغييرية في احداث صدمة ايجابية تخلق فرصة جديدة وامل في التغيير لوضع البلد على سكة الاصلاح.

وقد كشفت الاستحقاقات الدستورية الاخيرة ان لعبة المحاصصة والصفقات تحت الطاولة لتقاسم السلطة لا تزال مستمرة، وان البلد ما زال يدار بالذهنية نفسها. فالقوى التغييرية المؤلفة من 15 نائبا لم تبرهن عن إمساكها بدفة القرار وهي ان انضوت في كتلة واحدة الا انها حتى الساعة تتصرف من دون برنامج او خطة واضحة وهي تفتقر الى الخبرة في المناورة السياسية لجهة اثبات حضورها السياسي داخل المجلس او لجهة بلورة قرارات فاعلة ومؤثرة تواجه بها الاكثرية في الاستحقاقات المقبلة.

وتقول اكثر من وجهة نظر سياسية ان المجلس النيابي المنتخب يمدد الازمة ويطيل من عمرها، ولا داعي للمراهنة على اداء اصلاحي تغييري لنواب المعارضة او التغيير وهم عاجلاً ام اجلاً سينخرطون في دوامة التسويات مع الكتل والاحزاب الحاكمة، خاصة وان عددهم غير كاف لقلب موازين القوى من خلال مواقف جذرية او حاسمة، لذا يتوجب عليهم التوحد ككتلة مستقلة بكامل عددهم لتكون قرارتهم مؤثرة بالتصويت، كما ان عليهم ان يكونوا خارج اي حكومة توافقية على ان تكون مهمتهم مراقبة ما تقوم به الاخيرة، الى جانب اقتراح تشريعات ومشاريع قوانين بشكل مدروس وممنهج وفق خطة اصلاحية واضحة، والاهم ان يظلوا على تواصل مع المجتمع المدني بكافة اطيافه والاستمرار على نهج الحراك المدني ونبض الشارع المنتفض على همومه وفي معركة موحدة في وجه الفساد.