وسط احتدام المعارك الضارية على جبهات دونباس في شرق أوكرانيا، اشترط الرئيس فولوديمير زيلنسكي أمس الانتصار على روسيا في ساحة المعركة قبل أي تفاوض على السلام، مكرّراً أن بلاده بحاجة إلى كمّية من الأسلحة توازي على الأقلّ تلك المتوافرة للروس.
وقال زيلينسكي لصحيفة "فايننشيل تايمز" البريطانية اليومية: "في الوقت الحالي، لا يُمكننا المضي قدماً بطريقة قوية من دون تحمّل خسائر فادحة". وردّاً على سؤال حول ما الذي تعتبره كييف انتصاراً في الحرب، رأى زيلينسكي أن عودة الوضع إلى ما كان عليه قبل الغزو الروسي في 24 شباط سيكون "انتصاراً جدّياً موَقتاً" قبل نهاية احتلال البلاد بالكامل.
وحول المحادثات مع روسيا المتوقفة منذ نهاية آذار، قال الرئيس الأوكراني: "أنا مستعدّ للمحادثات المباشرة مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، سواء رغبت بذلك أم لا، لكن إذا كنّا سنُناقش إنهاء الحرب وليس أي شيء آخر"، مضيفاً: "أنا مستعدّ لذلك. أعتقد أنه لا يوجد أحد آخر للتحدّث معه في روسيا".
ميدانيّاً، ادّعت موسكو أن قواتها سيطرت بالكامل على الأحياء السكنية في مدينة سيفيرودونيتسك، بعدما أعلنت كييف أن قواتها تخوض معارك طاحنة في المدينة، حيث لجأ نحو 800 مدني إلى مصنع "أزوت" الكيماوي. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إنّ "الأحياء السكنية في مدينة سيفيرودونيتسك حُرّرت بالكامل". ولا يزال الجيش الروسي يسعى إلى إحكام السيطرة على "المنطقة الصناعية وأقرب التجمّعات السكانية"، بحسب شويغو، وسط تقارير متضاربة في شأن المناطق الواقعة فعلاً في قبضة القوات المتصارعة.
وبحسب وزير الدفاع الذي باتت إطلالاته نادرة منذ بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا، فإنّ موسكو تُسيطر حاليّاً على 97 في المئة من منطقة لوغانسك التي تقع سيفيرودنيتسك ضمنها، متحدّثاً عن "تحرير مدينتَيْ ليمان وسفياتوغيرسك، وكذلك 15 مدينة أخرى". وإذا تأكد الأمر، ستكون السيطرة على هاتَيْن المدينتَيْن مهمّة لأنّها ستُتيح إزالة آخر عقبة نحو مدينة سلوفيانسك الرمزية ونحو كراماتورسك عاصمة منطقة دونيتسك الخاضعة لسيطرة أوكرانيا.
توازياً، رجّحت وزارة الدفاع البريطانية في تقييم استخباراتي أن "تستمرّ خطّة روسيا الأوسع نطاقاً في عزل سيفيرودونيتسك عن مناطق الشمال والجنوب"، مشيرةً إلى أن التقدّم الروسي في الجنوب توقف خلال الأسبوع الماضي، بحيث تستعدّ القوات الروسية لشنّ هجوم جديد في الشمال، في حين أكد رئيس "جمهورية دونيتسك" التابعة للإنفصاليين الموالين للكرملين دينيس بوشلين مقتل الجنرال الروسي رومان كوتوزوف في هذه المنطقة. وأفاد مراسل الحرب الروسي ألكسندر سلادكوف الأحد بمقتل الجنرال كوتوزوف، لكن لم تؤكد وفاته أي مصادر رسمية حتّى الآن.
جنوباً، اتهمت أوكرانيا القوات الروسية باعتقال 600 شخص، غالبيّتهم من الصحافيين والعناصر الموالية لكييف في منطقة خيرسون التي يحكم الجيش الروسي حاليّاً قبضته عليها، فيما رفضت أوكرانيا زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي إلى محطة زابوريجيا النووية طالما يحتلّها الروس، كما أعلنت الشركة الأوكرانية المشغلّة للمحطات النووية.
وفي الأثناء، وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تركيا مساء أمس لمناقشة إنشاء ممرّات بحرية تسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود. ومن المقرّر أن يلتقي لافروف الذي يُرافقه وفد عسكري، وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو اليوم، فيما ناقش وزير الدفاع الروسي مسألة تصدير الحبوب مع نظيره التركي خلوصي أكار، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان.
وشنّ الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي الحالي دميتري ميدفيديف، هجوماً لاذعاً على الغرب، واصفاً إيّاهم بـ"الأوغاد". ونشر ميدفيديف عبر قناته غلى منصّة "تلغرام"، قائلاً إنّه يمقت الغربيين "لأنّهم يُريدون الموت لروسيا، لكنّي سأقوم بكلّ ما في وسعي، ما دمت حيّاً، حتّى يختفوا من الوجود"، في حين أقرّ النواب الروس في قراءة ثالثة وأخيرة قانوناً يسمح لموسكو بالتوقف عن تنفيذ قرارات المحكمة الأوروبّية لحقوق الإنسان، بعد طردها من مجلس أوروبا في آذار.
وعلى صعيد آخر، أبدى المستشار الألماني أولاف شولتز استعداد بلاده لنشر مزيد من القوات في ليتوانيا، ملبّياً بذلك مطالب دول البلطيق. وقال شولتز خلال مؤتمر صحافي مشترك مع قادة دول البلطيق في فيلنيوس: "نحن مستعدّون لتعزيز التزامنا وتطويره إلى لواء قتالي قوي يُمكنه بشكل مشترك تنظيم الردع والدفاع عن ليتوانيا" في حال حصول عدوان، فيما اعتبر رئيس ليتوانيا جيتاناس نوسيدا أنه "لا يُمكن أن يكون هناك حوار ولا تعاون ولا تهدئة مع هذه الأمة (الروسية) التي ما زالت تسعى إلى تحقيق طموحاتها الإمبريالية".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News