الأخبار المهمة

الجمعة 10 حزيران 2022 - 10:02

ساعات حاسمة: ماذا سيقول لبنان لهوكشتاين؟

placeholder

ميرا جزيني- الحدث


لا يكفي أن تقول إسرائيل إنّ منصّة استخراج الغاز تقف جنوب حقل كاريش في سياق تبرئة ذمّتها من أي اعتداء على المنطقة المُتنازع عليها مع لبنان في ملفّ الترسيم البحري. فالمعضلة ليست في مكان تمركز المنصّة العائمة فوق الماء وإنما في الأنابيب التي ستمتدّ لشفط الغاز، والتي قد تشفط كامل الغاز الموجود تحت الماء في حقل كاريش بجنوبه وشماله.

في ظلّ هذا الواقع الذي يعزّزه من جهة المنحى الإسرائيلي التاريخي في التعدّي على الحقوق اللبنانية ومن جهة أخرى التشرذم اللبناني وعدم بلورة موقف موحّد في موضوع الترسيم البحري منذ ما يقرب العقد الى اليوم، يعود كبير مستشاري الولايات المتحدة لأمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين الى بيروت مساء الأحد بناء على طلب الدولة اللبنانية للبحث في جديد ملفّ الترسيم في ضوء التطوّرات التي حصلت مع وصول منصّة استخراج الغاز الى جنوب حقل كاريش قبل أيّام.


الظاهر حتّى الآن أنّ أيّا من الاطراف المعنيين لا يريد التصعيد، ويبدو هذا الامر واضحا على الضفّة الإسرائيلية التي سارع الوزراء المعنيون فيها بملفّ الطاقة الى التأكيد أنّ المنصّة لن تستخرج الغاز في الوقت الراهن إضافة الى الرسالة غير المباشرة التي وصلت عبر الاميركيين الى بيروت بأن لا نيّة عدائية لدى تل أبيب.
تقول مصادر لبنانية مُتابعة للملفّ لـ "ليبانون فايلز":نحن أمام 48 ساعة حاسمة قبل زيارة هوكشتاين وسياسة الضغط الديبلوماسي التي اعتمدها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أدّت إلى الطلب الأميركي الى الاسرائيليين بتجميد اي استخراج للغاز من حقل كاريش بإنتظار مآل المفاوضات التي سيستأنفها هوكشتاين مكوكيا بين لبنان واسرائيل.
وتضيف المصادر: ثمّة قناعة لدى المسؤولين اللبنانيين بأنّ المنصّة العائمة التي وصلت الى كاريش لم يكن هدفها استخراج الغاز بقدر ما كان الهدف إعادة تحريك المفاوضات من أجل إنهاء هذا الملفّ الخلافي وترسيم الحدود البحرية، ويجوز بشدّة إحتمال التنسيق الأميركي- الإسرائيلي في هذا الإطار.



فلواشنطن بحسب المصادر، مصلحة كبيرة بإقفال الملفّ للإنتقال الى الإهتمام بمصادر الطاقة في أوراسيا والتي تفسّر خلفية النزاع القائم حاليا بين روسيا وأوكرانيا. ولإسرائيل مصلحة اكبر للبدء باستخراج غازها من دون مشاكل، أمّا للبنان فالمصلحة مزدوجة داخليا وخارجيا. في الداخل لأنّ قطاع الطاقة شبه مُنهار، وهنا يندرج الضغط الأميركي للدفع نحو ترسيم الحدود بعدم تسهيل مرور الغاز المصري والكهرباء من الأردنّ حتّى الساعة رغم الوعود التي أُعطيت في هذا السياق. امّا خارجيا، فإنهاء الملفّ لبنانيا سيُترجم بمكاسب سياسية وإقتصادية كفيلة بأن تكبح الإنهيار وتعيد الدولة إلى سكّة النهوض.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة