كشف عدد من اللاجئين الأوكرانيين وصلوا إلى جورجيا، عن المعاناة الإنسانية وظروف الحياة "غير الآدمية" والانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى والمعتقلين داخل "معسكرات التصفية الروسية"، وفقا لتقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
وقالت لاجئة أوكرانية تعيش في جورجيا وتدعى "أولينا"، إنها أمضت ثلاثة أسابيع من البرد والجوع والنوم على الأرض داخل إحدى معسكرات التصفية الروسية.
وكانت أولينا محتجزة في معسكر في قرية نيكولسك الروسية، التي تقع على الحدود مع منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، والتي تسيطر عليها موسكو.
وتحدثت عن تفاصيل استجوابها، قائلة: "الضابط الروسي أمرني بخلع ملابسي للتفتيش"، وهو ما وصفته بـ"أسوأ إهانة تعرضت إليها منذ فرارها من ماريوبول".
وتحدثت عن لحظة "مرعبة"، عندما اتهمها الضابط الروسي بأنها "قناصة"، بسبب كدمات على كتفيها، لترد عليه قائلة: "أبلغ من العمر 60 عاما كيف يمكنني أن أصبح قناصاً؟"، وفقا لما ذكرته لـ"الغارديان".
وأوضحت أن الضابط الروسي رد عليها قائلا: "أنا لا أرتدي نظارتي على أي حال".
ولم تكن قصة أولينا هي الوحيدة، فمنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، دخل ما يقدر بنحو 20 ألف أوكراني إلى جورجيا، وجاء أغلبهم عبر روسيا.
وينحدر غالبية هؤلاء النازحين من مناطق تحتلها روسيا مثل ماريوبول وخيرسون، وواجهوا معضلة حقيقة واضطروا للاختيار بين البقاء في المدن المحاصرة أو الفرار إلى البلد الذي شن الحرب على بلدهم.
ولدخول روسيا، يتم إجبار النازحين على خوض عملية تسمي "التصفية"، ويتم خلالها تصويرهم واستجوابهم وأخذ بصمات أصابعهم وفحص محتويات هواتفهم، ويتم ذلك في معسكرات خاصة.
وخلال عملية "التصفية" يطلب من الرجال خلع ملابسهم الداخلية، للبحث عن "وشوم" قد تكشف صلة بالجماعات القومية الأوكرانية.
وفي حديثها لـ"الغارديان"، تتذكر أولينا، كيف اعتدى أربعة حراس روس على رجل بسبب "حلقة مفاتيح تحمل صورة شعار النبالة الأوكراني".
وقالت إنهم ضربوه بوحشية باستخدام "الهراوات"، قبل أن يلقوه إلى الخارج بلا معطف أو قبعة في درجات حرارة دون الصفر.
وحسب "الغارديان"، فيتم نقل اللاجئين الأوكرانيين الفارين من ماريوبول إلى تلك المعسكرات دون علمهم، بعد تخبرهم القوات الروسية بنقلهم إلى مدن تسيطر عليها أوكرانيا.
وتنتهي عملية التصفية بإحدى طريقتين، فإما أن "تجتاز" الاستجواب ويتم تسليمك ورقة صغيرة مختومة بتاريخ ترشيحك وتوقيع الضابط المشرف، أو سيتم "احتجازك"، وفقا لتقرير "الغارديان".
وتسرد تمارا شقيقة أولينا البالغة من العمر 65 عامًا، ظروف الاحتجاز داخل المعسكر، مشيرة إلى أنهم "ناموا أولاً على الأرض، ثم على صندوق من الورق المقوى".
وقالت: "في الأيام القليلة الأولى كانت هناك وجبة واحدة في اليوم يقدمها مقصف داخل المعسكر"، لكن الروس أغلقوا المقصف بعد ذلك و"طالبونا بالعثور على طعامنا".
من جانبها تقول "زانا"، إنها هربت مع عائلتها من الباب الخلفي لمركز التصفية، بعد أن سمعت ضابطا روسيا يتحدث عن "نقلها وزوجها وأبنها إلى جزيرة روسية بالقرب من اليابان".
أما "ماكسيم"، فقال إنه انتظر "شهرا كاملا" لإنهاء عملية التصفية في معسكر بقرية مانجوش، مشيرا إلى أن زوجته يوليا مصابة بمرض السكري وكانت تعاني من نقص الأنسولين.
وقال إنه أخبر الجندي الروسي بحالة زوجته، فتم تسريع "عملية التصفية"، لتنتهي بعد ظهر ذلك اليوم، مضيفا "كنا ننتظر في ممر، وشاهدنا رجلاً يرتدي زي الجيش الأوكراني يتم استجوابه على ركبتيه ويداه مقيدتان خلف ظهره".
ويقول آخرون إن إبلاغ الضباط بخطط محددة للذهاب إلى مدينة روسية معينة كان كافياً للسماح لهم بالشق طريقهم بأنفسهم إلى روسيا، ثم إلى جورجيا.
وتسببت حرب أوكرانيا في واحدة من أكبر أزمات النزوح البشري في العالم اليوم، وفقا لـ"المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين".
وتم تسجيل ما لا يقل عن 4.8 مليون لاجئ من أوكرانيا في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك أولئك الذين عبروا أولا إلى البلدان المجاورة ثم انتقلوا بعد ذلك، حسب بيانات المفوضية.
لكن العدد الإجمالي للذين فرّوا من أوكرانيا أكبر من ذلك بكثير، إذا عبر حدود أوكرانيا أكثر من 7,3 مليون شخص ولم يعودوا إليها، حتى 7 حزيران.
وبحسب الأمم المتحدة، فان 90% من الأوكرانيين الذين فرّوا إلى الخارج هم نساء وأطفال كون الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما مجبرين على البقاء لأن قد يتم تجنيدهم لمحاربة القوات الروسية.
وتقدر المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 8 ملايين أوكرانيين قد نزحوا داخليا بسبب الحرب، وفقا لـ"فرانس برس".
وبحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، غادر أكثر من 1,1 مليون شخص أوكرانيا إلى روسيا ونحو 17 ألف شخص إلى بيلاروس حليفة موسكو، منذ 24 شباط، ولا توجد أرقام عن عدد العائدين إلى أوكرانيا من هذين البلدين.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News