المحلية

placeholder

المحرر السياسي

ليبانون ديبايت
الاثنين 25 تموز 2022 - 16:58 ليبانون ديبايت
placeholder

المحرر السياسي

ليبانون ديبايت

"ضجيج الديمان"... كلامٌ يُدين قائِلَه!

"ضجيج الديمان"... كلامٌ يُدين قائِلَه!

"ليبانون ديبايت" - المحرّر السياسي

رسَمَ المشهد الذي نُقِل من الديمان يوم الأحد "صورة سريّالية" عن المزاج اللبناني "المُلتبس" وبالأحرى البعيد عن المنطق بحدوده الضيّقة، لأنّ المشهد الذي شَهدته باحات الديمان وأعطى "طاقة" للبطريركي لترفع السقف "عالياً وعاليّاً" جدّاً ما هو إلّا مشهد داخلي مُتكرّر يُمارسه كافّة أبناء الطوائف عند المساس برموزها فيما هو مشهد "مُستهجَن" عند الشعوب التي تعتبر حقوق الإنسان حقوقاً مُقدّسة ليْس لأنه يتبع الكنيسة أو المسجد بل لأنّ حقوقه كإنسان تَفُوق حقوقه كرجل دين.

فالحشود بِمعناها الواسع ومَن يَقفُ خلفها طلبت الإنتفاض لأنّ الأمن العام اللبناني أوقف لـ 9 ساعات النائب البطريركي على القدس والأراضي الفلسطينيّة والمملكة الهاشميّة بالطائفة المارونية المطران موسى الحاج وحقَّق معه، فيما غابت الدعوة إلى الإنتفاض عندما إنتظر اللبناني في طوابير "الذلّ" والقهر لساعات وأيام وأشهر.

أنتم من قوى سياسيّة ودينيّة محسوبة على المسيحيين رأيتم الناس لأشهُر تقف في "طوابير الذل" لم تتحرَّكوا حتى بالدعوة إلى إنتفاضة مُشابهة لإنتفاضتكم اليوم، فهَل توقيف المطران لساعات أمر مُستهجن أوجب الإنتفاضة فيما وقوف الناس لأشهر لإستجداء الدواء والنزين والخبز أمر إعتيادي لا يستدعي نوعاً من الإنتفاضات؟.

وبما أنّ توقيف المطران الحاج "مُستنكر ومُدان" لا سيّما أنّه كان يقوم بواجبه الديني برعاية أبناء الطائفة في حيفا وسائر فلسطين، إلّا أنّ الضجيج الانتفاضة كانت أوْلى بسبب تفاقم الأزمة المعيشيّة والإقتصاديّة التي أَطاحت بكل مقوّمات العيْش لسائر اللبنانيين ومنهم بالطبع المسيحيين، فلمْ يَعد المواطن يستطيع الدخول إلى المستشفى أو تأمين الدواء الذي إما إنقطع وإمّا لم يَعد إليه من سبيل بسبب إرتفاع أسعاره، وكذلك لم يَعد بإمكانه كونه أباً أنْ يدفع أقساط أولاده ولمْ يَعد قادراً على تأمين الكهرباء بسبب إرتفاع كلفة الإشتراك، والتي كان لهؤلاء "المُحرّضين" على الإنتفاضة من أجل المطران "اليد الطولى" في تكريسها على مدى عقود.

مِن البطريركيّة المسؤولة عن الرعيّة إلى "التيار الوطني الحرّ" المتمترِّس في المناصب الحكوميّة والقابض على مقاليد الكثير من الإدارات الحيويّة إلى حزب القوات اللبنانية الذي قال في شعاراته الإنتخابيّة "نحنا بدنا وفينا" والتي تبيَّن أنَه "ما بدو" ولكنّ "ما في" أمر مشكوك فيه، كل هؤلاء لو سخرّوا تجييرهم هذا وإنتفضوا من أجل المواطن هَل كنا وصلنا إلى هذا الإنهيار ؟.

وهنا نستذكر أنّ "المسيح لم يوقفه الأمن العام بل قام "الجبناء" بتعذيبه وصلبه لكنّه بالمُقابل شكّل مدعاة فخر للمسيحيين يعيشون في ظلّها حتى اليوم، وليس توقيف المطران لـ 9 ساعات فداءً لرعيّته ما يتطلب إنتفاضة على هذا المستوى للإيحاء أنهم يحافظون على حقوق الطائفة، لأنّ الصلب أقسى من التوقيف لساعات ومصلحة الرعية هي بالحفاظ على حقوقها بالحياة الكريمة والدفاع بوجه من يذلّها".

جميلٌ أنْ يحتشِد الناس للدفاع عن المطران على ما يمثّله من مقام ديني، لكنّ المُبالغ فيه أنْ يَحتشد السياسيّون من أجل الدفاع عنه ، فَمن "يخذُل" شعبه لا يحقّ له أنْ يدّعي الدفاع عن شخص واحد بعد أنْ ترك مئات الآلاف تحت رحمة الفقر والموْت البطيء.

كلامُ حقّ ما قيل في الديمان ولكنّ لا يُقارب الباطل عندما يتعلّق الأمر بحياة الناس، فمِن البطريرك إلى كافّة "حُجّاج الديمان" قبل أنْ ترفعوا الصُلبان في وجه مَن أوْقف المطران إرفعوا صُلبانكم في وجه مَن يَقتُل هذا الشعب كل يوم، فصمتكم عن القاتل هو الجريمة بحدّ ذاتها لأن "الساكت عن الحق شيْطان أخرس".

وحقّ المواطن عمومًا والمسيحي خصوصاً أنْ تَحشدوا للدفاع عن حياته وحقوقه عامّة لأنّ التخصيص يقتل دوركم الوطني والديني والسياسي.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة