"فادي عيد"
لم تُلغِ الإنتكاسة المفاجئة وغير المتوقعة لاتفاق الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل، حظوظ هذا الإتفاق الذي لا تزال واشنطن تتمسّك بإعلانه في الساعات ال48 الماضية. ويؤشر هذا الإصرار الأميركي على الإتفاق والإعلان عن مواصلة العمل لحلّ الخلافات، إلى وجود قرار ثابت لدى واشنطن بتمرير هذا الإتفاق بمعزلٍ عن التجاذبات السياسية الإنتخابية في الداخل الإسرائيلي، إنطلاقاً من أهميته التي تؤكدها جهات ديبلوماسية عربية في بيروت، إذ تتحدث عن أن الترسيم بين لبنان وإسرائيل، قد تحوّل إلى أولوية وعنوانٍ في روزنامة الرئيس جو بايدن. وبالتالي، فإن انهيار اتفاق الترسيم، سيتحول إلى فشلٍ، تقول الجهات الديبلوماسية، كما سيشكّل نكسةً للرئيس الأميركي عشية الإنتخابات النصفية للكونغرس.
ولكن اتفاق الترسيم، يبدو اليوم "معلّقاً" على موجة الحملات الإنتخابية في إسرائيل، كما في الولايات المتحدة، وترى الجهات الديبلوماسية أنه، وبغضّ النظر عن كلّ ما تمّ تسريبه حول مضمونه والملاحظات اللبنانية عليه، والتهويل الإسرائيلي "المصطنع"، فإن الوساطة الأميركية قد توصلت إلى تحقيق خرقٍ في المفاوضات المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات.
ومن هنا، فإن ما تحقّق أتى خلاصة مفاوضات غير مباشرة قادتها الولايات المتحدة، وشاركت فيها أطراف دولية وإقليمية، ولم تَغِب عنها طهران أو باريس المعنيتين بالملف اللبناني.
وبالتالي، لم يكن ممكناً إنضاج ظروفه وبالتوقيت المأزوم، لولا هذه التغطية، إذ أن إنجاز الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل، يعكس مساراً ديبلوماسياً جديداً، تقوده واشنطن في المنطقة، وسيتّسع ليشمل أكثر من عنوان مطروح اليوم في العديد من الساحات العربية.
ولذلك، فإن الجهات الديبلوماسية، ترى أن ما يظهر حالياً من اعتراضات من الجانب الإسرائيلي، لن يؤثر على هذا المسار، بعدما حصل هذا الإتفاق على الضوء الأخضر المطلوب إقليمياً وأميركياً ومن الأطراف المعنية بالملف في لبنان.
وعليه، فإن إنجاز الإتفاق هو مسألة وقت وليس أكثر، طالما أن الوسيط آموس هوكستين لم يرفع يده ليعلن توقّف دوره.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News