المحلية

الخميس 22 كانون الأول 2022 - 18:29

مؤتمر "بغداد2" خيّب الآمال... لا تسوية ولا حلول

مؤتمر "بغداد2" خيّب الآمال... لا تسوية ولا حلول

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

لم يؤدِّ مؤتمر "بغداد 2" الذي عقد في العاصمة الأردنية إلى أي نتائج إيجابية، وذلك، ما تشير إليه المعلومات، من المتابعين للقاء المذكور، الذي، وبحسب المعلومات كان منصباً على الوضع العراقي سياسياً وأمنياً واقتصادياً، فيما التطرّق إلى الملف اللبناني لم يكن ضمن الأولويات، كما تم تسريبه في الإعلام وقيل الكثير عنه، بمعنى أن المؤتمر المذكور سيؤدي إلى صيغة توافقية تفضي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في وقت قريب، وبالمحصلة، هناك تعويل إنصبّ على إحداث خرق في الجدارين السعودي والإيراني، نظراً لدور الطرفين في المشهد اللبناني، الأمر الذي قد يساهم ويساعد في الوصول إلى انتخاب الرئيس العتيد.

إنما ما جرى في عمان، تضيف المعلومات نفسها، كان بمثابة نسخة طبق الأصل للمواقف التي أثيرت قبيل المؤتمر، إن من الجانبين السعودي والفرنسي، ولا سيما من قبل وزير خارجية المملكة فيصل بن فرحان، ووزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، اللذين أكدا على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية في أقرب فرصة ممكنة، وتحذيرهما من إطالة أمد الشغور الرئاسي، وحرصهما على مساعدة لبنان على أن يساعد نفسه، بمعنى أنه لم تكن النتائج على قدر الآمال والتوقّعات التي بُنيت قبيل انعقاد هذا المؤتمر، ما يعني وفق المعلومات الواردة من عمان، أن ثمة صعوبة في هذا التوقيت الإقليمي والدولي، أن يحصل أي توافق إيراني ـ خليجي من شأنه أن ينسحب إيجاباً على الساحة اللبنانية المحكومة بفعل دور وعلاقة إيران بالخليج وتأثيرهما المشترك على الوضع السياسي الداخلي.

في السياق، ترى مصادر متابعة لما أفضى عنه مؤتمر "بغداد 2"، بأن "التسوية الرئاسية لا تزال في العناية الفائقة، وثمة استحالة في الوقت الراهن للتوافق عليها بين الدول المولجة بالملف اللبناني، في ظل التطورات الحاصلة في الإقليم، وما يجري في إيران من احتجاجات، وكذلك دلالة التصعيد الإسرائيلي عبر القصف المكثّف على دمشق بين الحين والآخر، والأمر عينه في السياسة جراء سعي واشنطن وفرنسا لمحور جديد يمتد من الخليج إلى العراق والأردن، ولهذه الغاية يبقى لبنان يدور في حلقة مفرغة أمام تفاعل سياسة المحاور، وعلى هذه الخلفية، فإن الإستحقاق الرئاسي سيبقى عالقاً إلى حين نضوج التسوية، أو أقله حصول خرق في الجدار الدولي ـ الإقليمي، إنما ذلك لم يتحقّق في مؤتمر"بغداد 2"، الذي خيّب الآمال على الصعيد اللبناني، ولكن، وفق ما يقوله بعض كبار الخبراء السياسيين والديبلوماسيين، أنه يجب ترقّب ما جرى في الكواليس ولم يُعلن حتى الآن، أي ربما هناك بعض اللقاءات أو الخلوات التي حصلت بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والإيرانيين يمكن البناء عليها، ومن شأنها أن تتبلور في وقت قريب في حال حصلت بعض النقاط الإيجابية والمتقدمة".

وختاماً، وحيال ما أُعلن في عمان من مقرّرات، فإن الساعات المقبلة كفيلة بتوضيح مشهدية هذا المؤتمر، بينما الأهم وفق المتابعين للمسار المحلي، يكمن في ما سيقوم به الرئيس الفرنسي خلال الأيام القليلة المقبلة، إن على صعيد لقاءاته أو اتصالاته مع الدول المعنية بالملف اللبناني، بعد صورة ومشهدية عمان، في حين أن زيارته التي قيل عنها الكثير إلى لبنان لا زالت ضبابية بين النفي وإمكانية حصول زيارة مفاجئة، إنما، وهنا بيت القصيد، فما جرى في العاصمة الأردنية من مواقف على هامش مؤتمر "بغداد2" حول الموقف من الملف اللبناني، فذلك ما يؤشّر إلى أن المرحلة الراهنة هي بمثابة الوقت الضائع، ما يولِّد مخاوف وقلق ربطاً بالتطورات المالية، والتي أضحت تشكل مادة لأي انفجار إجتماعي وسواه.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة