"ليبانون ديبايت" - المحرر السياسي
تجاوزَ التيّار الوطني الحرّ وحزب الله، مبدئياً، حالة التصعيد بينهما وإتفقا على البدء في معالجة سريعة، دقيقة وصريحة، لحالة الخلاف التي نشأت عن تباينهما الأخير سياسياً، مع معالجة الأسباب والرواسب، نزولاً عند القاعدة. ويتوقع أن يُدشن المسار الاصلاحي الجديد من منزل الرئيس السابق ميشال عون، الذي يستعد وفد حزب الله لزيارته قريباً.
وكان كل من المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الحاج حسين خليل، ومسؤول التنسيق والارتباط الحاج وفيق صفا، قد زارا مقّر التيار الوطني الحر في ميرنا الشالوحي وإلتقيا رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في حضور النائب سيزار أبي خليل.
مواضيع عديدة طُرحت خلال الجلسة التي دامت زهاء 4 ساعات، فضلت مصادر الطرفين إبقاء النقاشات الداخلية "محفوظة ضمن أمانات المجالس"، غير أنها لا تخفي أنها ناقشت "تفرمل" العلاقة بين الحزب و التيار وحالة القطيعة بينهما وبلوغها مستوى غير معهود سابقاً في التخاطب السياسي، بالاضافة إلى مسألة الانتخابات الرئاسية ووضعية مجلس الوزراء الحالي بصفته يُصرف الأعمال ومواضيع أخرى.
ساد بداية الجلسة مصارحة بين الطرفين، على إثر مباشرة وفد حزب الله فتح موضوع الخلاف الأخير الذي وقع حيال النظرة إلى إنعقاد مجلس الوزراء. بحسب المصادر، برر وفد الحزب مشاركته في اللقاء وقد أسهبَ الحاج حسين خليل في شرح نظرة الحزب إلى الحكومة الحالية وظروف إنعقادها والآراء الدستورية التي تمكن الحزب من تجميعها ومقاطعتها والتي شكلت عناصر مساهمة في تأييد المسار.
في المقابل، عاد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وجدد طرح نظرته حيال رفض إنعقاد مجلس الوزراء بصفته الحالية "مصرفاً للأعمال"، وقد لجأ بدوره إلى آراء دستورية وقانونية تدعم موقفه، كما أنه لم يخفِ إنزعاجه من عدم إلتزام الحزب أو تجاوزه مبدأ الشراكة الذي يشكل "روح إتفاقية التفاهم" من خلال قبوله إنعقاد مجلس الوزراء في ظل عدم غياب القوى المسيحية التمثيلية الاساسية، وهو ما دفع –بالنسبة إلى باسيل- في حصول الشرخ. وإتفقَ الطرفان على "ربط النزاع" بينهما في هذا الملف وإحالته إلى مزيد من الدرس من خلال "لجان" يتوقع أن يجري الاتفاق على تشكيلها لبت أي خلاف مستقبلي من هذا النوع.
بالنسبة إلى العلاقة الداخلية فيما بينهما، أقرّ الطرفان بحصول شرخ وإستخدام نموذج سياسي غير معهود في التعاطي، وقد إتفقا على مغادرة منطقة التصعيد، بما يعنيه ذلك من كف الحملات الاعلامية وقطع المواقف السياسية فيما بينهم، وإجراء مراجعة شاملة لما حصل ومن كافة الزوايا، وقد إلتزما التفاهم بالحد الادنى حول المعايير بالنسبة لرئاسة الجمهورية.
في هذا الشق تحديداً، طرح وفد الحزب معاييره وقراءته للملف، وتقدم الخليل بشرح مستفيض حيال ما يراه الحزب مناسباً، محدداً مكامن التباين مع التيار، فيما قال مطلعون على الملف أن "رؤية الخليل كانت عميقة وإستندت على تجارب ومعايير واضحة". في المقابل، افرغ باسيل ما في جعبته من آراء حيال الملف. وتناول مجدداً موقف التيار وأفرد له شرحاً دقيقاً، طارحاً عدة نقاط حيث تولى شرح كل نقطة على حدى حتى تكون الامور واضحة، وإنتهى إلى دعوة وفد الحزب إلى بدء نقاش جدي حول الخيارات الرئاسية المطروحة وعدم حصرها ضمن أرقام محددة، مما يعني أنه يدفع الحزب صوب تنويع الخيارات السياسية بالنسبة إلى رئاسة الجمهورية.
وكان الحاج وفيق صفا قد صرّح بعيد اللقاء أن "الممغوصين اليوم من التفاهم ما رح يكونوا مبسوطين"، فيما إعتبر الحاج حسين خليل أن الحزب والتيار يسيران "باتجاه واحد لا باتجاهين متعاكسين".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News