"ليبانون ديبايت"
يُنبىء استدعاء البطريرك بشارة الراعي كلاً من رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية إلى بكركي، بوصول الإستحقاق الرئاسي رسمياً إلى النفق المسدود على كل المستويات الداخلية والخارجية، وبأن البطريرك الراعي، وبعد زيارته الأخيرة إلى بريطانيا، قد قرر كسر رتابة المشهد الرئاسي، على الأقل على المستوى المسيحي في الوقت الحاضر، وهو ما قرأت فيه مصادر سياسية مسيحية، نوعاً من الإستنفار قبل انهيار الهيكل نتيجة التعطيل من جهة والإنقسامات المسيحية من جهة أخرى. ولا يقف استنفار بكركي عند حدود الملف الرئاسي، بل يتخطاه إلى الخشية من أزمة حكم خطيرة ومن فوضى تبدأ مالية ثم قضائية وربما أمنية لاحقاً.
ويتوخّى البطريرك الراعي، كما تكشف هذه المصادر ل"ليبانون ديبايت"، وضع القيادات المسيحية أمام مسؤولياتها، ولكن من دون الذهاب إلى إطلاق مبادرة تقضي باجتماعهم في الصرح البطريركي، وفتح باب النقاش تمهيداً للمصارحة فالمصالحة، وهو ما كان قد دعا إليه أكثر من فريق سياسي في الاشهر الماضية.
لكن ما تقدم لا يعني أن سيد بكركي لن يتدخل في تفاصيل المشهد الرئاسي، حيث أن المصادر السياسية المسيحية، تتحدث عن مقاربة مختلفة، ستكون لها مفاعيل دراماتيكية، تؤدي إلى نقل هذا المشهد إلى آلية تسمح بالتوصل إلى الهدف الفائق الصعوبة، وباعتراف الخارج قبل الداخل. ومن هنا، فإن المقاربة محصورة بالإجتماع مع باسيل وفرنجية، ولا تشمل قيادات سياسية أو حزبية مسيحية أخرى، على الأقل في الفترة الراهنة، على حدّ قول المصادر التي تشير إلى أن هذه الدينامية، قد أتت انطلاقاً من لقاءات عقدها في لندن ومن اتصالاتٍ قام بها البطريرك الراعي في الأيام القليلة الماضية.
وعلى الرغم من أن الخلوة بالأمس مع رئيس "التيار الوطني" قد تمّت بناءً على موعدٍ مُسبق من بكركي، فإن المصادر عينها، لا تنكر أن المواقف السياسية اللافتة حول انتخاب رئيس الجمهورية، وفق حسابات تأخذ بالإعتبار عدد الأصوات "المطلوبة" في المجلس النيابي، قد حضرت خلال النقاش على مائدة العشاء في الصرح البطريركي.
يسعى البطريرك الراعي، وبعدما رفع سقف خطابه عالياً يوم الأحد الماضي باتجاه كل المسؤولين، إلى عدم حصر الأزمة بالقيادات المسيحية وإن كان يلتقي رئيسي "التيار" و"المردة"، فهو يرفض أن يواصل المعطلون تحميل المسيحيين مسؤولية الشغور، ولذلك يستكشف مدى استعداد كلٍ من باسيل وفرنجية وربما لاحقاً قيادات ومسؤولين آخرين، لتسريع إنهاء الفراغ وإيجاد مساحة من التلاقي للخروج من الجمود الحاصل، خصوصاً وأن هاجس الإنفجار الإجتماعي بات حاضراً بقوة بنتيجة الفوضى المالية التي انسحبت إلى المؤسسات وباتت تهدد السلم الأهلي، كما يتردّد على ألسنة بعض المرجعيات.
وفي انتظار ما سينجم عن حراك بكركي، فإن المصادر لم تستبعد أن يكون، إشارةً إلى من يركزون على حسابات الربح والخسارة في الإستحقاق الرئاسي، من خلال الأرقام والإكتفاء الأصوات النيابية "المطلوبة" لانتخاب الرئيس.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News