"ليبانون ديبايت" - فادي عيد
بات واضحاً أن المساعي الجارية من أجل عقد لقاء مسيحي موسّع في بكركي دونها صعوبات، وبالتالي، أن تكتّم راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم، المكلف من البطريرك بشارة الراعي، عما آلت إليه مساعيه، بحيث يتجنّب الكلام، فذلك لا يعني أن مهمته "مفروشة بالورود"، أو ثمة ما يؤشِّر إلى أي إيجابيات توصّل إليها، بمعنى أن التعقيدات والمطبّات تعيق تلاقي كل من حزب "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، فهذه المرة، ينقل بأن معراب التي ساندت العماد ميشال عون في وصوله إلى قصر بعبدا من خلال تفاهم "معراب"، لن تقع في مطبٍّ جديد، أي أنها لم تعطِ رئيس "التيار البرتقالي" النائب جبران باسيل، أي فرصة لالتقاطها، وتحديداً مسيحياً، متلطياً ببكركي وعباءتها لاحتضانه بعدما ترك الجميع، ولم يوفِّر أي طرف سياسي من خلال أجندته السياسية وحملاته وتخويناته وتهديداته.
وفي هذا السياق، ثمة معلومات بأن بكركي، ومن خلال الوفد الموسّع لكتلة "الجمهورية القوية" وضعت البطريرك الراعي في الأجواء والأسباب الآيلة لعدم مشاركتها في مثل هذا اللقاء، لأن المطلوب هو انتخاب رئيس للجمهورية، وإنهاء الشغور الرئاسي، وأن يمارس النواب حقهم الدستوري، ولكن ليس من خلال الأوراق البيض بهدف التعطيل.
في هذا الإطار، تكشف المصادر أيضاً، أن ما قام به حتى الآن المطران بو نجم، لا يوحي بأن هناك أي تقدم قد حصل، أو ثمة موافقة من كل الأطراف على المشاركة في اللقاء المسيحي، لأن المرحلة تقتضي انتخاب رئيس الجمهورية الجديد، وليس عقد اجتماعات في ظل هذا الشغور، كي يكسب البعض شعبوياً، ويؤكد أنه إلى جانب مرجعيته الدينية، وهو طوال السنوات الماضية، كان على عداء مع كافة الأطراف السياسية ولم يلتزم بعظات ومواقف سيد بكركي، وكأن المطلوب تعويمه ليعود وينقضّ على من وقف إلى جانبه، وعلى هذه الخلفية، فإن جولات المطران بو نجم، ضرورية للتشاور والإستماع إلى آراء ومواقف الجميع، ولكن في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها البلد، يجب أن يُنتخب الرئيس بداية، وتتلاقى كل الأطراف وطنياً، وحيث أكدت كتلة "الجمهورية القوية" للبطريرك الراعي، بأنها مع ثوابت ومسلّمات الصرح البطريركي، ولم تغرِّد يوماً عكسه.
وفي سياق متصل، تشير المعلومات والمعطيات، إلى أن هذه اللقاءات أو الجولات التي يقوم بها المطران بو نجم، غير موحى بها من الفاتيكان، التي ترغب بإجراء حوار إسلامي ـ مسيحي في هذه الظروف الإستثنائية، وفي المقابل، فإن دوائر الكرسي الرسولي تتابع وتواكب الوضع في لبنان بشكل مستمر، ولهذه الغاية، فإن اتصالاتها مع الدول المعنية بشؤون وشجون هذا البلد مستمرة، وفي الأيام الماضية تم الكشف عن تواصل حصل مع الفرنسيين، إذ اطّلع الفاتيكان على ما آل إليه اللقاء الخماسي الذي عُقد في العاصمة الفرنسية، بحيث تولي عاصمة الكثلكة في العالم، الملف اللبناني العناية الخاصة، لذلك، هي لا تدخل مع أي طرف على حساب طرف آخر.
وأخيراً، فإن الأجواء إلى الآن لم تحسم انعقاد اللقاء المسيحي ـ المسيحي بفعل الإصطفافات السياسية لهذا الحزب وذاك، ولخصوصيات بعض القوى المسيحية مع حلفائهم وأصدقائهم، وصولا ً إلى أنه لا جدوى أو إيجابيات قد تؤدي إليها، لأن انتخاب الرئيس العتيد في مكان آخر، إن من خلال الكتل النيابية على اختلافها، ومن ثم ما يجري في الخارج من اجتماعات ولقاءات، وتحديداً اللقاء الخماسي للدول التي تسعى لتسوية وانتخاب رئيس للجمهورية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News