"ليبانون ديبايت" - فادي عيد
في كواليس الإنقضاض على اتفاق الطائف لتغيير الصيغة اللبنانية الميثاقية، يرى بعض صنّاع القرار أن استحضار الأعداد الديموغرافية لكل من المكوّنات اللبنانية أساسي، على الرغم من غياب أي مسح إحصائي سكاني منذ أوائل القرن الماضي، إستحضاراً ضرورياً للتهويل بموجب تغيير صيغة المناصفة إلى مثالثة، يقابله في ذلك تهويل آخر بالفيديرالية. ثمة من حلف موضوعي على ما يبدو بين الطرحين، على أن ما قاله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن عدد المسيحيين، وتكاثف أعداد المهاجرات والمهاجرين منهم بفعل الأزمة الإقتصادية - الاجتماعية، وانسداد الأفق، والخوف على المصير، يبدو أن فقّاعة العدد وفزّاعة المثالثة، ستستمر في سياق السجال السياسي، خصوصاً مع استدامة الشغور في رئاسة الجمهورية.
في هذا السياق، الشديد التعقيد، يعلِّق مصدر مواكب لدينامية البطريركية المارونية وديبلوماسية الفاتيكان، أن " لبنان ميثاق عيشٍ معاً في التعدّدية، وهذا ما يجعل منه نموذجاً حضارياً، والإستعانة بالأعداد، مع توجيه رسالة الحرص على مسيحيي لبنان والشرق تناقض فاضح، ولا يمكن التعمية على هذا الخروج عن الدستور بالإحتماء بالقول بزيارة إلى حاضرة الفاتيكان، الذي يُعلَمُ أركانها كيف يتم ضرب الهوية اللبنانية، ومن يتولى ذلك، وكيف يتم تنفيذ ذلك بإرساء أعراف جديدة". ويضيف المصدر:" الزيارات البروتوكولية سيسمع فيها من يستشرسون للقيام بها، سيسمعون فيها كما سمعوا قبلاً الحقيقة كما هي، لا كما يحاولون تعميمها ب"بروباغندا" خبيثة".
أما عن هجرة المسيحيين فيتابع المصدر: " اللبنانيات واللبنانيون يتعرّضون لجريمة منظّمة تفقيراً، وتيئيساً، وتجويعاً، وتهجيراً، فالأزمة وطنية وليست مسيحية أو إسلامية، أو بين المسيحيين والمسلمين، وهذا ما يسعى البعض إلى تعميمه، وقد وقعت بعض القيادات في خطيئة تبنّي هذا المنطق. لذا، فإن إنقاذ لبنان بهويته هو الأساس مع استعادة السيادة وتحرير الدولة. هنا البوصلة، عدا ذلك لن يبقى لبنان".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News