قالت دائرة الأوقاف الفلسطينية إن مستوطنين اقتحموا، اليوم الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة بالقدس المحتلة، بحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية في أول أيام "عيد المساخر" اليهودي، في الوقت الذي اقتحمت فيه القوات الإسرائيلية مدينة جنين بأعداد كبيرة من الجيش الإسرائيلي.
اقتحام جنين شهد اشتباكات مع مقاومين فلسطينيين، وتزامن ذلك مع اقتحام القوات الإسرائيلية مدينة نابلس واعتقال عدد من الفلسطينيين.
وأفادت دائرة الأوقاف بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى مرتدين زي "كهنة المعبد"، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدَّوا طقوساً تلمودية، بحماية من الشرطة الإسرائيلية، التي عززت انتشارها داخل الأقصى وعند أبوابه، مع التدقيق في البطاقات الشخصية والتضييق على الوافدين إلى المسجد.
من جانبها، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن "منظمات الهيكل" المزعوم قد دعت إلى تنظيم اقتحامات جماعية مكثفة لساحات المسجد الأقصى الأربعاء والخميس, وأطلقت منظمات استيطانية دعوات لإغلاق المسجد الأقصى أمام المسلمين لمدة 10 أيام، طيلة أيام "عيد الفصح" العبري، الموافق للأسبوع الثالث من رمضان.
في حين قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن مدينة القدس محمد حمادة، إن "إسرائيل تتحمّل مسؤولية التصعيد بالقدس"، ودعا لاستمرار الحشد والرباط في المسجد الأقصى.
كان حمادة، قد دعا لصد اقتحامات المستوطنين المرتقبة للأقصى، وقال: "إن ما قامت به إسرائيل سابقاً بعدوانها على المسجد الأقصى المبارك دفعت ثمنه غالياً، وإن أي عدوان جديد على القدس والأقصى سيكون بمثابة صاعق تفجير للأوضاع الميدانية".
وأكّد أن "تهديدات وزير الأمن المتطرف إيتمار بن غفير بحق الفلسطينيين قبل شهر رمضان، هي استكمال لعنجهية وإجرام إسرائيل من داخل الكيان "الصهيوني"، خاصة في ظل هذه الحكومة الفاشية".
من جانبه، قال خطيب المسجد الأقصى، عكرمة صبري، في تصريحات صحفية إن: الرباط والاعتكاف بالأقصى عبادة يحاربها "الاحتلال"، وشهر رمضان من أعظم الأشهر عند المسلمين، فهو شهر عبادة وطاعة وليس شهر "إرهاب" كما تصوره إسرائيل للعالم.
وحذّر عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا، من قيام مجموعات إسرائيلية متطرفة بتنفيذ اقتحامات كبيرة لساحات المسجد الأقصى خلال الأيام المقبلة.
في حين اعتبر خطيب المسجد الأقصى تلك الدعوات بأنها خطوات عدوانية واستفزازية كبيرة لمشاعر الفلسطينيين والمسلمين، ومحاولة من اليمين المتطرف لتصعيد عدوانه بحق المقدسات الإسلامية لكسب أوراق "الإسرائيليين" في الانتخابات المقبلة، المقررة خلال الأسبوعين المقبلين.
يُذكر أن المسجد الأقصى يتعرّض يومياً لاقتحامات المستوطنين بحماية القوات الإسرائيلية، على فترتين صباحية ومسائية، في محاولة من إسرائيل لفرض التقسيم الزماني فيه.
من جهتها، حذّرت رابطة علماء فلسطين من تنظيم القوات الإسرائيلية ومستوطنيه اقتحاماً واسعاً للمسجد الأقصى المبارك خلال أيام الأسبوع الحالي، كما أُطلقت دعوات مقدسية للتصدي لاقتحامات المستوطنين، وتكثيف شد الرحال والرباط في المسجد الأقصى المبارك اليوم وغداً.
من جانبه، ذكر مراسل الجزيرة أن القوات الإسرائيلية حاصرت منزلاً في أطراف مخيم جنين، وأطلقت صاروخاً عليه في منطقة شارع مهيوب شرقي المخيم، مضيفاً أن مروحية تابعة للجيش الإسرائيلي تشارك في الاقتحام.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي: "إن قواته تنفذ الآن عملاً عسكرياً في المخيم من دون مزيد من التفاصيل"، مشيراً إلى مقتل "4 مسلحين فلسطينيين، بينهم منفّذ عملية حوارة".
من ناحيتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد شاب في جنين برصاص القوات الإسرائيلية، وكانت أعلنت في وقت سابق عن 5 إصابات برصاص الجيش الإسرائيلي حتى الآن في عدوانه على جنين.
فيما ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أنه تلقى نداءات من داخل مخيم جنين لإسعاف عدد من الجرحى، بينما ذكر مدير مستشفى جنين للجزيرة ورود 3 إصابات في اقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم جنين، إحداها في الصدر
هيئة منظمات الهيكل: 20 ألف مستوطن اقتحموا باحات المسجد الأقصى منذ بداية العام، في زيادة بنسبة 15% عن العام الماضي. pic.twitter.com/uTfnQYJU6R
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) March 7, 2023