"ليبانون ديبايت"
لم يطرأ أي تعديل، حتى اللحظة على الأقل، على المعادلة الفرنسية "الرئاسية"، التي تُحافظ على مضمونها غير المعلن بتأييد ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وذلك بمعزلٍ عن رفض القوى السياسية المعارضة، والذي لم تتوان عن إعلانه بشكلٍ مباشر للمعادلة المذكورة أو لما بات يسمّى بالمقايضة في الملف الرئاسي.
ولذا، فإن إعلان وزارة الخارجية الفرنسية أنه ليس لدى فرنسا مرشّح لرئاسة الجمهورية في لبنان، قد أتى من باب الردّ على المواقف الأخيرة التي أضاءت على التوجه الفرنسي، سواء من خلال لقاءات مباشرة في الإليزيه أو عبر مباحثات مع السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو في الأيام الماضية، وفق ما جزمت به مصادر سياسية مطلعة على تطورات الحراك الفرنسي.
ومن الواضح، أن تسليط الإهتمام على دور باريس في الإستحقاق الرئاسي، هو مقدمة لما ستحمله المرحلة المقبلة، حيث تؤكد المصادر السياسية المطلعة لـ"ليبانون ديبايت"، أن الأجندة الفرنسية لم تعد تركز على استكمال حلقة المشاورات مع القيادات المعارضة، بل ستوسّع بيكار حراكها، في اتجاه عواصم القرار المعنية بالملف الرئاسي في المنطقة من جهة وواشنطن من جهةٍ أخرى، علماً أن مقاربة هذه العواصم للإستحقاق ولمواصفات الرئيس العتيد، لا تتقاطع بالضرورة مع توجهات باريس.
وإذ تقرأ المصادر في "إصرار" فرنسا، تأكيداً على إجراء الإنتخابات الرئاسية بالدرجة الأولى قبل الوصول إلى هوية الرئيس العتيد، فهي تقرّ بأن الملف الرئاسي محصور حالياً بالبحث ضمن إطار دول اللقاء الخماسي، وبالتالي، فإن المسعى الرئاسي الفرنسي، قد بات اليوم على "نار هادئة"، بانتظار نضوج المناخات والظروف في المنطقة، وذلك على إيقاع الإتفاق السعودي – الإيراني، الذي يدخل مرحلته الثانية قريباً، ومن المتوقع أن يترك ارتدادات إيجابية على مجمل الملفات في أكثر من ساحة مواجهة سابقة بين الطرفين.
ورداً على سؤال عن الأصداء السياسية التي لا تزال تعارض الطرح الفرنسي، وتأثيرها على تصميم باريس، تقرّ المصادر المطلعة، بأن الرهان اليوم، هو على تحقيق اختراق نيابي مع تقدم الوقت واستمرار واقع الإنقسام والإرباك السياسي، خصوصاً في صفوف المعارضة، وذلك لجهة الإتفاق على مرشّح واحد في ما بينها، إلاّ إذا تحققت المعلومات المتداولة عن مفاجأة على هذا الصعيد في الأيام المقبلة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News