"ليبانون ديبايت" - محمد المدني
مخطئ من يعتقد أن فرنسا "الأم الحنون" لرئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية تراجعت عن دعم ترشيحه لرئاسة الجمهورية، فباريس بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون، لا تزال القاطرة التي تريد نقل فرنجية من بنشعي نحو بعبدا مدعوماً ب"الثنائي الشيعي."
عدة محاولات فرنسية شهدتها الساحتان الإقليمية والمحلية لإيصال فرنجية إلى سدّة الرئاسة. لكن "الضربة" الفرنسية الأخيرة تعتبر من العيار الثقيل، حيث انتقلت من مرحلة التسويق لفرنجية بالسياسة إلى درجة فرضه بالإقتصاد، وما وقع في أروقة القضاء الفرنسي قبل أيام، يعبِّر عن مدى إصرار باريس على فرض خيارها "الرئاسي" في لبنان.
ينبغي التوقف مؤخراً عند معطى بمنتهى الأهمية، بحسب ما وصفته مصادر مطلعة، ويتمثل بتسريع الإجراءات القضائية الفرنسية ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وهو عبر إصدار مذكرة توقيف دولية بحقه صدرت عن القاضية الفرنسية أود بورازي.
رغم صدور مذكرة التوقيف، لم يقرِّر القضاء الفرنسي حتى تاريخه الإدعاء على سلامة، وهذا ما ذكرته القاضية بورازي، عندما قالت أن إصدار مذكرة التوقيف مردّه إلى تخلّف حاكم مصرف لبنان عن حضور جلسة التحقيق، وليس بحكم الأفعال الجرمية.
وهنا التساؤل الكبير، لماذا هذا الموقف الفرنسي الصارم حتى لو كان بغلاف قضائي، والجواب واضح بل بديهي، إذ أنه يترتب على إصدار مذكرة توقيف دولية بحق حاكم مصرف مركزي إشكالات هائلة، لا سيما بشأن سير العمل في هذا المصرف المركزي، وهنا بيت القصيد بالنسبة لرياض سلامة، لأن هذه الإشكالية في مصرف لبنان، وبهذا الظرف تحديداً، ونظراً للأوضاع الإقتصادية والمالية الدقيقة، إنما يعطي مبرّراً قوياً جداً لملء هذا الفراغ الذي لا يمكن تأمينه إلا بانتخاب رئيس للجمهورية، وهو ما أكده الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، حين قال، أن هذه الحكومة لا يمكنها تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان.
إضافة إلى ذلك، لا يمكن تجاهل التزامن بين إصدار مذكرة التوقيف الدولية بحق سلامة من قبل القاضية الفرنسية، وبين إنعقاد القمة العربية، مع ما يحكى عن احتمالية أن تتطرّق إلى الوضع اللبناني من بوابة الإستحقاق الرئاسي، حيث أنه لا يمكنه إلا أن يتوقف المجتمعون عند الإنعكاس الكبير لتلك المذكرة على الوضع اللبناني عموماً، والإقتصادي والنقدي والمالي خصوصاً، وهو ما تتوخاه فرنسا عبر التسريع بالإجراءات القضائية للضغط باتجاه إنتخاب سليمان فرنجية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News