إتهامية جبل لبنان تعيد تصويب الأمور... قرار يمكن البناء عليه مستقبلاً!

خطت إتهامية جبل لبنان خطوة هامة في مجال ضبط الأمور القضائية حتى لا يجرؤ أحد على مخالفة المواد الأساسية في القانون حيث ردّت طلب الاستئناف المقدّم من النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون في قرار تخلية سبيل رئيسة هيئة إدارة السير هدى سلوم، نظرًا لتقديم الأخيرة عبر وكيلها دعوى مخاصمة بحق الدولة.

ويأتي هذا القرار مستنداً إلى المادة 751 فقرة 2 من قانون أصول المحاكمات المدنية الواردة في القسم المتعلق بمداعاة الدولة بشأن المسؤولية الناجمة عن أعمال القضاة العدليين والتي تنص على: "لا يجوز للقاضي المنسوب إليه سبب الدعوى منذ تقديم إستحضارها، أن يقوم بأي عمل من أعمال وظيفة يتعلق بالمدعي".

وفي إتصال من "ليبانون ديبايت" مع مفوض قصر العدل المحامي مروان ضاهر وكيل المهندسة سلوم، تعليقاً على قرار اتهامية جبل لبنان، أكد أن "قرارها برد الاستئناف شكلًا أعطى درسا للقاضية نازك الخطيب لن تنساه بضرورة الإمتناع عن مخالفة القانون لا سيما في حالات مخاصمة القضاة حيث ترفع يدّ القاضي عن الملف كلياً ولا يحق لها الإلتفاف على القانون عبر إستكمال الإجراءات في الملف شخصياً وكتابة وطبع الإستئناف على الكمبيوتر العائد لها ومن ثم الطلب من النائب العام الإستئنافي القاضي غادة عون التوقيع عليه".

واعتبر أن "الهيئة قد إنتصرت للحق وردّت شكلا ما لا قيمة في مضمونه أصلاً، استئنافاً تلا استئنافات كثيرة لا محتوى فيها إلّا كيدية سياسية وشخصية تجلّت بأبشع حِلَلِها في قضية هدى سلّوم".

وأعلن أنه "بالنسبة لنا هو الحقيقة الثابتة أنّ هدى سلوم بريئة من كل ما نُسِبَ إليها، ولم يترك جلّادوها وسيلة إلّا واستخدموها ضدها من إبتزاز موظفيها ومن ثم استدعاءهم في ملفها إلى مساومتهم على إخلاء سبيلهم مقابل الإدلاء بأقوال غير صحيحة لإلحاق الضرر بهدى سلوم، ناهيكم عن الكثير من الأساليب التي أعتمدت في هذه القضية نترك لأنفسنا حق الإعلان عنها في الوقت المناسب".

ودعا الهيئات الحقوقية والإنسانية في لبنان إلى "الأخذ من هذه التجربة نموذجًا يبنى عليه، للعمل بقوّة على عدم تكرار ما حصل في هذه القضية مع مواطنين آخرين، والإصرار على تصويب مسار العدالة في لبنان في كل الملفات على قاعدة أن "المتهم بريء حتى تثبت إدانته" وهي قاعدة قانونية جوهرية لا يمكن تخطيها وإلّا بات الخصم حكماً وهذا ما حصل في قضيتنا التي إنتهت إحدى فصولها اليوم على خير".

وشدّد على "متابعة اجراءت القضية القانونية وصولاً إلى اصدار القرارت أو الاحكام حيث ستكون براءة هدى سلوم المسمار الأخير في نعش العدالة المسيسة والإنتقائية والمشوّهة التي لن نرضى بها بعد اليوم".