أحيت جمعية "التعليم الديني الإسلامي" مراسم اليوم الثالث من أيام عاشوراء في قاعة الجنان - ثانوية البتول - غرب جادة الإمام الخميني، بحضور نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب والمدير العام للجمعية محمد سماحة، فاعليات دينية واجتماعية وعدد من أعضاء المجالس البلدية، إلى جانب العاملين في دوائر الجمعية المختلفة.
قال الشيخ علي الخطيب: "السبب الحقيقي الذي يقف وراء الخلل الاقتصادي في مجتمع ما يعود إلى وجود الخلل في طبيعة النظام الاجتماعي والقاعدة التي استند اليها كالأعراف القبلية في المجتمع القبلي القائمة على الغلبة والقوة أو الرؤية الفكرية كما في النظام الرأسمالي او الاشتراكي حيث استند كل منهما الى رؤية فكرية وفلسفية مادية محددة، التي تبين بالممارسة وبالنتائج التطبيقية فشلها في الوصول إلى أهدافها الذي يرجع الى أن الخطأ إنما هو في الرؤية الفلسفية والفكرية المادية التي قام عليها، وهو ما بدا واضحا من حيث التطبيق والنتائج أيضا ما سينتهي اليه النظام الرأسمالي بغض النظر عن ان الخطأ أساسا إنما هو في المنهج الفكري الفلسفي المادي".
وتابع الخطيب: "إن شرط الاستقرار الاجتماعي هو بناء النظام الاجتماعي على أساس القيم الاخلاقية والايمانية التي أرشد إليها الوحي الالهي وتضمنته رسالة الاسلام إلى العالم. لقد أحدث الإسلام ثورة هائلة على صعيد المفاهيم والنظرة إلى الكون والحياة وعلى صعيد النظم والتشريعات واحكم الربط بينها وسيلة لتحقيق الكرامة الانسانية والقيم الاخلاقية التي يعتمدها الاسلام معيارا أساسيا في تقييمه للأمور والحكم عليها سلبا أو إيجابا، قبولا أو رفضا، صلاحا أو فسادا، ولهذا نرى التركيز القرآني في استخدام مصطلح الصلاح والفساد الذي يختلف عنه في الاستخدام في الثقافة المادية الذي يعني لديها مدى تحقيقه للغرض المادي وخدمته للهدف بغض النظر عن أخلاقيته".
وأضاف: "النظام الطائفي الذي فقد مبرر وجوده فأدخل الطوائف اللبنانية في صراعات داخلية، النظام الطائفي الذي عجز عن الحفاظ على كرامة أبنائه في الحياة الكريمة وفي الدفاع عن سيادته في مواجهة عدوانية العدو الطامع في أرضه وثرواته، النظام الطائفي الذي أوصل اللبنانيين الى الإفلاس واختلاس أموال المودعين والجوع والحاجة إلى المستشفى وحبة الدواء وأذلهم أمام العالم الذي يتصدق عليهم ببعض الفتات التي تقدم بإسمهم لبعض الاطراف السياسية وتوظف لخدمة مصالحهم في الصراع السياسي الداخلي، فأي كرامة بقيت للشعب اللبناني وللبنان؟".
وأردف: "ان كرامة لبنان وشعبه والطوائف اللبنانية تتحقق عندما نبني دولة حقيقية لا هيكل دولة مزورة في داخلها، دول لزعامات طائفية وليس للطوائف حتى، لأن أبناء الطوائف لا ينالهم سوى دفع فواتير أزمة النظام التي تتكرر بعد مرور فترة زمنية على التسوية، فما أن تخرج الازمة من الشباك حتى تعود من الباب الواسع.
وزاد، "إن الشعب اللبناني هو القادر فقط على الذهاب الى الحل الذي يحفظ كرامته بأن يقتنع أولا ثم يقرر ثانيا قيام دولة المواطنة على أساس كرامة الانسان اللبناني، فالدولة كفيلة بحفظ كرامة اللبنانيين وطوائفهم جميعا".
وختم الخطيب: "ان تكرار الإساءة للمسلمين ورموزهم في الغرب بشكل عام ومن السويد بشكل خاص مظهر آخر من مظاهر الانحطاط الأخلاقي للغرب وسياساته التي لا تتورع عن استخدام أقذر الأساليب لتحقيق أهدافها ومنها إثارة الأحقاد واستخدام التشويه والتحريض الإثني والديني والدفع نحو الكراهية بين الشعوب، وهو ما كان ليحصل لولا ضعف العالم العربي والإسلامي. إن مواجهة هذه الحرب القذرة التي تستهدف أقدس مقدسات المسلمين ومنها تدنيس العدو الإسرائيلي للمقدسات في فلسطين المحتلة وتكرار حرق المصحف الشريف في السويد تستدعي من دول العالم العربي والإسلامي توحيد الموقف وإرسال رسالة قوية تدفع بالغرب بشكل عام والسويد الى التراجع والاعتذار تبدأ بقطع العلاقات الدبلوماسية مع أي دولة تنتهك حرمة المسلمين ومقدساتهم".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News