صفقة جبران - نادر في الكازينو مستمرة... و"القوّات" في سبات عميق!

"ليبانون ديبايت"

رغم ضخامة وأهمية الملف الذي وضع ديوان المحاسبة يده عليها فإن السير بالصفقة الفضيحة لا زال مستمراً بتغطية سياسية لما يؤمنه الـ Online Gambling من أرباح تسيل لها لعاب القوى السياسية وحتى لو كان البلد في حالة انهيار.

ويبدو أن مفاعيل التسوية السياسية التي عقدت بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل في الـ 2016 والتي أفضت إلى وصول العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة، لا زالت مستمرة ولكن في الشق الإقتصادي فقط، وبعيداً عن الخلاف العميق والهوة بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والرئيس سعد الحريري، إلا أن الصفقات المتعلّقة بالشق الإقتصادي أو محورها "جبران- نادر" مستمرة، وتتعمّق أكثر من خلال لقاءات دورية في دارة باسيل بمقدار مرة كل أسبوعين وفق معلومات مؤكدة.

وتجلّت هذه الصفقة أو بالأحرى المخالفة الفاضحة في كازينو لبنان من خلال عملية تلزيم " online gambling " إلى شركة تعود بخلفيتها إلى هشام عيتاني ونادر الحريري، حيث تشكّل بما تجنيه من أرباح الخزّان الرئيسي للتمويل السياسي.

وتدرّ هذه الألعاب الملايين وتقدّر قيمة السوق اللبناني بما يفوق الـ200 مليون دولار سنوياً، ويمكن للدولة ان تجني اقله ما يقارب الـ 50 مليون دولار سنوياً ولكم ان تتخيلوا حجم ارباح شراكة جبران - نادر - هشام.

واللافت هنا الحرب الشرسة التي يشّنها هؤلاء على ديوان المحاسبة لإبقاء الكازينو خارج نطاق هيئة الشراء العام وبالتالي خارج إطار المحاسبة للشركة خوفاً من انكشاف صفقاتهم، وهذا الضغط يؤكد المؤكد أن الصفقة مشبوهة وأن المخالفات تتمادى أكثر فأكثر.

ولكن ديوان المحاسبة وقضاته اليوم تحت مجهر الرأي العام الذي ينتظر منه القرار المناسب لا سيّما أنه الخيار بين الحق والباطل فإما يتّخذ القرار الجريء باسترداد حقوق الدولة وإما يتركها مشرّعة أمام إطماع جبران ونادر وهشام وبعض المستفيدين الصغار.

وفي ظل استمرار المخالفة فإن ما يستوقف المراقب هو الصمت المريب لحزب القوات اللبنانية التي تبتعد من خلال صمتها هذا عن شعارها الذي رفعته في الإنتخابات حول مكافحة الفساد, فأين هي اليوم من محاولات جبران - نادر السطو على الكازينو وإخراجه من هيئة الشراء العام؟

نواب القوات تحديداً مطالبون اليوم بتأمين الحصانة لديوان المحاسبة ليستطيع البت بهذا الملف بكل شفافية بعيداً عن الضغوطات.