"ليبانون ديبايت"
كلّما اقترب أيلول شعر اللبنانيون بنوع من الخوف لما سيحمله هذا الشهر من تحديات اقتصادية وسياسية فهو شهر المدارس والمونة وشهر الاستحقاقات النقدية وفق السياسات الجديدة لمصرف لبنان، وهو الشهر الذي يغادر به السائحون والمغتربون لبنان لينتهي مفعول استقرار الدولار، ولكن الأخطر ما سيحمله هذا الشهر من تحديات سياسية قد تحمل تخلياً دولياً عن لبنان في حال فشلت مساعي المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان، بحيث يصبح البلد مفتوحاً على كل الاحتمالات.
يتمنّى المحلل والكاتب السياسي ابراهيم بيرم في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أن لا تتراجع الأمور لأن كل الأبواب مقفلة من منظوره ولا أمل على ما يبدو بانفراج قريب فلا شيئ يوحي بذلك إن على المستوى الرئاسي أو الحوار الموعود، لكنه يسجل إيجابية واحدة تتمثّل باستقرار سعر صرف الدولار رغم أن أسعار المواد الاستهلاكية ترتفع باستمرار، لكن استقرار الدولار ينسحب استقراراً نفسياً عند المواطنين، رغم أنهم يدفعون ثمن هذا الاستقرار من جيوبهم.
وماذا عن الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر؟ يرى أن هذا الحوار يحتاج إلى وقت أطول ليتبلور منه شيئ واضح، والتفكير بشيئ سريع سيصدر ليس في مكانه، والأهم أن هناك نية لدى الطرفين على إبقاء خطوط التواصل مفتوحة، وإن لم تكن هناك مؤشرات توحي بأنهما توصلا إلى اتفاق، فما زال حزب الله يتحدّث عن تسلّمه والأمور ايجابية بالمقابل التيار يقول بأنه تقدم بشروطه، ولكن الطرفين لم يتّفقا حتى الساعة على اسم الرئيس، فما زالت الأمور في بداياتها وليس في خواتيمها، الأمور تحتاج إذا إلى مزيد من الوقت والجهد.
وإذ يلفت إلى أن الشروط الثلاث التي يطرحها باسيل تحتاج إلى سند شيعي ثانٍ هو حركة أمل التي على ما يبدو لديها استعداد للتجاوب مع هذه الشروط في حال تغير سلوك التيار ولديه رغبة حقيقية للتعامل.
ويؤكد أن الزوبعة التي قامت فيها المعارضة بعد رسائل لودريان إلى النواب لا سيّما أن لهذه المعارضة موقف مسبق من المبادرة الفرنسة وعلى ما يبدو أنهم خائفين منها والتي يعتبرونها متحيزة، وتقوم منذ حوالي الشهرين بحملة مكثّفة شعارها العريض إيصال مرشح المعارضة إلى الرئاسة، وتحت هذا الشعار تحاول فرض شروط معينة على الثنائي ليترك مرشحه سليمان فرنجية والتوجه إلى حل آخر، ومن هنا تتأتي الضجة حول المبادرة.
وإذ يؤكّد أن الرسالة من حيث الشكل سلبي جداً, أما لناحية المضمون فتعرف المعارضة أن هذه الأسئلة سبق أن أجابت عليها لودريان سابقاً.
أما بالنسبة إلى عودة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان إلى لبنان فهو كما بات معروفاً لن تكون قبل منتصف أيلول وبطبيعة الحال لن يقدم هذا الموعد، ولا يمكن البناء على أي شيئ يتعلّق بالمبادرة قبل عودته هذه وإذا انتهت أو لا، لذلك علينا أن ننتظر لنرى ما يحمل لا سيّما أنه ينطق اليوم باسم الخماسية الدولية.
وإذ يلفت أن البعض لا يستشعر أملاً من هذه المبادرة إلا أن حزب الله وحركة أمل يتعاملان على أنها مبادرة حقيقية ويتجاوبان معها.
وإذا كان الكل مستكين لهذا الواقع يوضح بيرم أن الحراك الوحيد الذي يسجل هو الحوار بين الحزب والتيار ، أما المعارضة فتقوم بتقطيع الوقت بالاعتراض والتصويب على المبادرة الفرنسية أو الهجوم على رئيس حكومة تصريف الأعمال في المرحلة الحالية وهو برأيه أمر مستغرب لا سيّما أنهم استثنوا بري وصوبوا على ميقاتي بعد أن كان هجومهم يتركز على رئيس المجلس.
وإذ يستبعد أي إنفجار أمني باستثناء حوادث متنقّلة، يؤكد أن هذه الحوادث تُضخم إعلامياً لكن لا أحد يستطيع تحمّل تبعات انفجار أمني كبير.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News