"ليبانون ديبايت"
في الوقت الذي تتفاوت فيه الآراء والقراءات الداخلية للصيغة الجديدة لقرار التمديد لقوات الطوارىء الدولية العاملة في الجنوب، والدور الذي لعبته الديبلوماسية اللبنانية في أروقة وكواليس الأمم المتحدة ومشاورات الدول الأعضاء في مجلس الأمن، من الثابت أن القرار الأخير كرّس موقفاً دولياً يغلب عليه التشدد والضغط على الحكومة اللبنانية أولاً و"حزب الله" ثانياً، من أجل توسيع هامش تحرك القوة الدولية في المرحلة المقبلة من خلال التأكيد على استقلالية عملها، ورفض كل محاولات التضليل حول مهامها في جنوب الليطاني، ولكن من دون إسقاط التنسيق مع الجيش اللبناني خلال تنفيذ هذه المهام اعتباراً من بداية أيلول الجاري.
وفي معرض قراءته الأولية لصيغة قرار التمديد الجديد، يرى سفير سابق في واشنطن، أن المسار الذي سوف يسلكه هذا القرار عند بدء التطبيق، لن يكون سهلاً، خصوصاً في ضوء تضاؤل هامش التفهم كما تراجع مستوى المرونة في التعاطي من قبل قيادة اليونيفيل مع الأمر الواقع في الجنوب وخصوصاً، وبالتالي رفض مجلس الأمن الخطاب اللبناني الداعي إلى اعتماد صيغة ما قبل العام 2022.
ويوضح السفير السابق لـ "ليبانون ديبايت"، أن الديبلوماسية اللبنانية حاولت الدخول على خطّ المشاورات الجارية في مجلس الأمن، إلاّ أنها لم تنجح بعدما كانت المشاورات الدولية قد انطلقت منذ أكثر من شهرين، وبالتالي، فإن التدخل الفرنسي قد ساهم في التخفيف من التشدد الأميركي ولكن من دون أن تنجح في إلغائه.
في المقابل، فإن غياب الجهوزية من قبل الجانب اللبناني، لم يأت إلاّ بعد الإستناد على الموقف الفرنسي، بحسب السفير السابق نفسه، الذي يتوقع أن تجد الأطراف الداخلية المعنيّة بهذا الملف أمام معادلة جديدة على الساحة الجنوبية، خصوصاً بعدما كانت في المرحلة السابقة تحدثت عن صدور قرار التمديد تحت الفصل السابع بينما ومنذ الأساس، لم يصدر ولم يكن مطروحاً في كل المشاورات والإجتماعات التمهيدية، بل إن القرار قد صدر تحت الفصل السادس.
وبصرف النظر عن المواقف المتشددة والخطاب العالي السقف الذي يتوقعه السفير السابق نفسه، في المرحلة المقبلة من قبل أكثر من جهة داخلية، فإن الواقع الميداني هو الذي سيرسم مدى الإلتزام الأميركي بالدرجة الأولى بصيغة "التشدد" في وجه "حزب الله"، بحيث أن الجهات المعنية بالتنفيذ ستعاود اعتماد صيغة العمل السابقة، والتي تقوم على استمرار التنسيق ما بين قيادة الطوارىء والجيش اللبناني، وهو ما حرص على تأكيده في الساعات الماضية، المتحدث بإسم قوات الطوارىء أندريا تيننتي، الذي شدد على الإبقاء على التنسيق وإعطاء العلم بكل تحركات قوات الطوارىء للجيش اللبناني.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News