واشنطن لم تقل كلمتها بعد!

"ليبانون ديبايت"

على الرغم من انطلاق مرحلة "الخيار الرئاسي الثالث"، فإن كل الأطراف السياسية التي التقت الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، تتمايز في قراءة نتائج محادثاتها معه ولا تلتقي على مقاربة واحدة لما تحدث به في هذه اللقاءات، بحيث بات جلياً وجود تضاربٍ ما بين الأجواء المنقولة عن الديبلوماسي الفرنسي، والمواقف المعلنة من قبل القيادات والمرجعيات السياسية والحزبية، والتي كرّست معضلة الإنقسام وتوازن القوى والأصوات في المجلس النيابي، بين فريقين سياسيين، وبالتالي استحالة الذهاب إلى أي صيغة تسوية أو توافق وترجيح خيار المواجهة الحتمية، وبالتالي استمرار الخطاب العالي السقف، وذلك بانتظار "الدخان الأبيض" من نيويورك.

واللافت بحسب مصادر ديبلوماسية مواكبة، إن المرحلة المقبلة، أو مرحلة المواجهة والحسم بعيداً عن أي توافق أو تسوية قد يمهّد لها الحوار أو التشاور، لم تنطلق بعد، مشيرةً إلى أن الإشارات التي صدرت من قبل المعارضة حول "حركة محدودة"، لم تصمد أمام سلسلة المواقف التي توالت بعد ساعات معدودة على مغادرة لودريان، والتي أعادت التأكيد على أن أزمة الشغور الرئاسي لن تنتهي قريباً.

إلاّ أن المصادر الديبلوماسية، تكشف لـ"ليبانون ديبايت"، أن واقع الأمور مختلف بالكامل عن باطنها، في ضوء معلومات عن أن الأوراق قد وضعت كلها على الطاولة، وأن عملية خلطها قد بدأت في مكانٍ ما، ولكن أي نتيجة لن تظهر قريباً وذلك بانتظار ما ستؤول إليه اللقاءات التي ستجري على هامش افتتاح الدورة العادية للأمم المتحدة في نيويورك، بين ممثلين عن الدول الأعضاء في اللجنة الخماسية. وهنا، لا تُخفي المصادر، أن واشنطن لم تقل كلمتها بعد، وربما لن تظهر في واجهة الحراك "الخماسي"، وما زالت تترقب خلاصة الحراك الفرنسي في محطته النهائية.

وعليه، تحذر هذه المصادر من الإفراط في التعويل على حصول أي تقدم في هذا الإطار، مشيرةً إلى أن عناوين أخرى في المنطقة، تتقدم على العنوان الرئاسي اللبناني، ومن شأنها أن تكون بوصلة لتحديد الإتجاه الأخير للإستحقاق الرئاسي،وأبرزها العنوان اليمني في الأتفاق السعودي – الإيراني، والذي من المؤكد أنه سينعكس على ملفات أخرى بين البلدين ومن ضمنها الملف اللبناني، مع العلم أن الرياض، لم تساهم حتى اللحظة في الملف الرئاسي، باستثناء "لقاء السفارة السنّي مع لودريان".