ما قبل إطلاق كتائب القسّام لعملية "طوفان الأقصى" ليس كما بعده.
هذا ما أجمع عليه المراقبون والمحلّلون السياسيون والاستراتيجيون، نظراً للعملية المفاجئة والنوعية التي طالت العمق الإسرائيلي، إعتباراً من فجر يوم أمس السبت، من خلال إطلاق، كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، آلاف الصواريخ، بالتزامن مع عمليات تسلّل برّية وبحريّة، تخلّلها أسر عشرات الجنود والضبّاط والمستوطنين.
الردّ الإسرائيلي تمثّل بإطلاق عملية مضادّة تحت اسم "السيوف الحديدية"، شملت غارات مكثفة بالطيران الحربي طالت أهدافاً مدنية وعسكرية في قطاع غزة، لتبلغ ذروتها مساء باستهداف أبراج سكنية، أبرزها "برج فلسطين" وسط القطاع والمؤلف من 14 طابقاً، وهو ما أشعل جبهة تل أبيب وجعلها هدفاً لوابل من الصواريخ الفلسطينية، ليل السبت.
وفي المواقف من أحدث موجة تصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى من الطرفين في اليوم الأول من المعارك، شدّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه بوجه الجرائم الاسرائيلية، فيما وعد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية "بنصرعظيم على جبهة غزة" بعد عملية "طوفان الأقصى".
أمّا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو فقال إن إسرائيل "بحالة حرب وستنتصر فيها" متوعّداً بضرب حماس بلا هوادة، فيما تعهّد وزير دفاعه بتغيير "وجه الواقع في غزة لسنوات مقبلة بعدما ارتكبت حماس خطأ كبيراً".
أميركياً وأوروبياً، سُجّلت مواقف داعمة لإسرائيل ومندّدة بعملية حركة حماس العسكرية، في وقت يستعد مجلس الأمن الدولي للاجتماع اليوم لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط.
أمّا عربياً، فكان إجماع على تحميل إسرائيل مسؤولية التطورات بفعل انتهاكاتها المتواصلة بحق الفلسطينيين والمسجد الأقصى، وسط دعوات لضبط النفس وحماية المدنيين.
وفي لبنان، حيث تمنّى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع "عدم توريط اللبنانيين بتحمّل ما ليس بطاقتِهم"، دعت وزارة الخارجية المجتمع الدولي الى تحمّل مسؤولياته في الضغط على إسرائيل، في حين اعتبرت "حركة أمل" أن "طوفان الأقصى" فجرٌ جديد للأمة ولفلسطين"، أمّا "حزب الله" فبارك العملية واعتبر أنّها "ردّ على جرائم الاحتلال المتمادية".
ولم تكن الحدود اللبنانية الجنوبية بمنأى عن هذه التطورات، حيث اعلن الجيش الاسرائيلي اطلاق النار على مجموعة من الشبان في المطلّة بعدما اقتربوا من السياج الفاصل على متن دراجات نارية، وهم يحملون رايات حزب الله، احتفالاً بعملية "طوفان الاقصى".
وسرعان ما اغلق الجيش اللبناني الطريق العسكرية المحاذية للخط الأزرق عند محلة الحمامص، في حين أكدت اليونيفيل انتشار عناصرها على طول الخط الأزرق للحفاظ على الاستقرار وتجنّب التصعيد.
وليلاً، اطلقت المدفعية الإسرائيلية قنبلة مضيئة بين عيتا الشعب ورميش وسط تحليق مكثّف للطيران الحربي فوق العديد من مناطق الجنوب اللبناني.
ملف النزوح يتفاعل
في الداخل اللبناني، ورغم التطورات على الساحة الفلسطينية التي طغت على ما عداها من ملفات اخرى في المنطقة، بقي ملف النزوح السوري في واجهة الأحداث، في ضوء إشكالات محدودة سجّلت مساء السبت بين لبنانيين وسوريين في أكثر من منطقة.
على خطّ موازٍ، قال النائب غسان حاصباني إن تفاقم ملف النزوح سببه الأول عدم جدية تعاطي السلطة السياسية اللبنانية والحكومات المتعاقبة مع الملف، متّهماً رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بالتعاطي بهمجية وشعبوية مع موضوع النزوح.
أمّا النائب وائل ابو فاعور فدعا حلفاء النظام السوري في لبنان إلى "الضغط على النظام لمنع تدفق النازحين السوريين الى لبنان وإعادتهم إلى سوريا"، مؤكداً ان "الحلّ الجذري هو بعودة النازحين وإلزام النظام بذلك، ولكن في الوقت الحالي، لا بد من إقامة مراكز إيواء مؤقتة لهم على الحدود بين البلدين والزام الامم المتحدة والمنظمات الدولية بأن تتولّى كلفة إقامة هذه المخيمات".
لبنان دولة بوليسية!
وفي الملف الرئاسي الذي لا يزال عالقاً في عنق الزجاجة، حذّر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل من تحوّل لبنان الى "دولة أمنية بوليسية إذا ما سمحنا لحزب الله وحلفائه بأن يفرضوا مرشحهم رئيساً للجمهورية لست سنوات جديدة، سيتمّ في خلالها تغيير وجه لبنان وقمع الرأي الآخر وتهجير كل من يرفض عملية التعدّي الحاصلة على القرار اللبناني".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News