"ليبانون ديبايت"
ترك التحول المفاجىء في مواقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكثر من علامة استفهام حول أبعاد ودلالات الإنحياز الفرنسي غير المسبوق لإسرائيل من جهة، والتحذير المباشر للبنان من انتقال الحرب من غزة إليه من جهة أخرى، بما يشي بانتقال لقب "الام الحنون" للبنان، إلى العدو الإسرائيلي. إلاّ أن الإجابة على هذه التساؤلات، تبدو مؤجلة في ضوء ما تكشفه مصادر مطلعة عن تحول نوعي وغير مسبوق في الخطاب الفرنسي، والذي تصفه هذه المصادر بأنه نقطة تحول مفاجئة لحلفاء الرئيس الفرنسي كما لخصومه سواء على الساحة الفرنسية على المستوى الفرنسي أو على المستوى الديبلوماسي الخارجي في المنطقة وتحديداً وبشكلٍ خاص في بيروت.
وحول الدعم المطلق للرئيس ماكرون لإسرائيل في حربها على غزة، فإن هذه المصادر تتحدث لـ"ليبانون ديبايت"، عن أنه لم يكن على هذه الصورة عند حصول عملية "طوفان الأقصى" في السابع من الجاري، موضحةً أنه كان قد تعرض لحملات من بعض الأطراف السياسية الفرنسية، خصوصاً وأن الإنطباع كان قبل زيارة ماكرون لأسرائيل، بأن الهدف هو طرح وقف للنار أو هدنة إنسانية من أجل إدخال المساعدات إلى القطاع المُحاصر.
وبالتالي، فإن مطالبة الرئيس الفرنسي بتشكيل حلف عالمي ضد حركة "حماس"، على غرار الحلف الدولي ضد تنظيم "داعش"، قد تندرج في سياق الحسم الكامل للمواقف الفرنسية كافةً التي صدرت في الأسابيع الماضية والتي كان أبرزها من بيروت التي زارتها وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا لساعات في الأسبوع الماضي، من أجل نقل رسالة تحذير واضحة للبنان. 
وتعتبر المصادر إن ارتفاع نبرة التحذير للبنان من قبل الرئيس ماكرون، يعني تموضعاً فرنسياً جديداً، سيضع العلاقات الفرنسية مع الأطراف السياسية في بيروت، على حافة الإنهيار، خصوصاً وأنه لم يكن متوقعاً، بعدما كان قد سبقه موقف من باريس بأن ماكرون لن يزور إسرائيل إلاّ من أجل البحث في وقفٍ للنار وإطلاق الأسرى.
وعن تأثير سقوط "التوازن" في مواقف فرنسا، تقول المصادر إنه لا يمكن الفصل بين الموقفين الأميركي والفرنسي وبالتالي الأوروبي ايضاً إزاء الحرب على غزة، مشيرةً إلى أن التنسيق كامل بين واشنطن وباريس، وبالتالي، فهو يضع الدور الفرنسي على المحك في لبنان وستكون لها ارتدادات بشكلٍ خاص على مستوى الملف الرئاسي، بحيث من الممكن أن تفقد فرنسا تمايزها في مقاربة الملفات في المنطقة عموماً وفي لبنان خصوصاً.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
 
                 
                        Follow: Lebanon Debate News
 
                                                        
                         
                                                                                                         
                         
             
             
             
             
                    
                     
                    
                     
                    
                     
                    
                     
                    
                     
    