"ليبانون ديبايت"
إذا كان من المتوقع أن ترتفع الأصوات المطالبة بتفادي الفراغ في المؤسّسة العسكرية، لأسبابٍ تتصل بشغور موقع قيادي مسيحي جديد بعد الفراغ في رئاسة الجمهورية، فإن الخشية تتعاظم من غالبية القوى السياسية من انعكاس هذا الشغور على المشهد العام في البلاد لجهة رفع منسوب الإحتقان السياسي والطائفي، وبالتالي خروج النفوذ من الشريك المسيحي في السلطة بشكلٍ نهائي.
وفي ضوء المشاريع والإقتراحات المطروحة من أجل التمديد لقادة الأجهزة العسكرية من أجل تفادي الوصول إلى كانون الثاني المقبل ومواجهة التحدي الصعب في قيادة الجيش، يؤكد الكاتب السياسي والمحلِّل نبيل بو منصف، إنه لن يكون سهلاً بتّ هذا الملف الصعب جداً، معتبراً أنه "إذا توفّرت النية السليمة لمعالجة قانونية كما تقتضيه مصلحة البلد، لكان تمّ حلّه بخمس دقائق، ولكن ألاعيب النائب جبران باسيل في هذا الملف، أحدثت اضطراباً في الساحة المسيحية، ويعرّضها لصفقة سياسية سلبية".
إلاّ أن المحلِّل بو منصف يقول ل"ليبانون ديبايت"، إن "ما صدر منذ يومين في الإعلام من طرح لبعض الأسماء ليس دقيقاً، ولكن هذا لا يعني أن هذا الملف لن يكون خطيراً، لأنه بدا واضحاً أن باسيل يعمل من أجل إسقاط قائد الجيش العماد جوزيف عون، وحلفائه في المقلب الآخر يجارونه في خطته هذه، ليس لأنهم يريدون إزاحة قائد الجيش، بل لأن حزب الله يريد استعادة باسيل كغطاء مسيحي لما يقوم به مع سليمان فرنجية".
ويستطرد بو منصف، واصفاً تقاطع المصالح هذا ب"الخطير لأنه لا يأخذ في عين الإعتبار، أن ملف المؤسّسة العسكرية أخطر من مصرف لبنان، وهو بخطورة رئاسة الجمهورية، فالبلد بأجمعه واستقراره بيد الجيش، ولو أنهم يعملون لمصلحة البلد لكان بُتَّ الملف بخمس دقائق، في مجلس الوزراء من خلال التمديد للعماد جوزيف عون، وطبعاً بموافقة وزير الدفاع لأن هذا ما يفرضه القانون، فالتيار الوطني الحر يعتبر نفسه أم الصبي في موضوع العسكر، لكنهم بأدائهم هذا سيتسبّبون بأخطر ما سيتعرّض له الجيش بهذا الملف".
ورداً على سؤال حول المهلة الداهمة، يشير بو منصف، إلى مهلة شهرين لبلوغ قائد الجيش السن القانونية، متوقعاً ظهور حلّ ما في الأسبوعين المقبلين، إلاّ أنه يتصوّر أنه "عندما نصل إلى ساعة الحقيقة، سيدركون المحاذير الكثيرة التي سيواجهونها سواء بمسألة وضع الجيش أو بمسألة وحدة أو الميثاقية وغيرها".
وعن موقف بكركي الداعي للتمديد لقائد الجيش، وما إذا كان سيؤخذ بالإعتبار من قبل المعنيين بالملف، يقول بو منصف، إنه "في حال تجاوزهم موقف البطريرك الماروني، فهم يلعبون لعبةً خطيرة جداً، ولا بد أن تؤثّر على وضع البلد في مرحلة ما بعد حصول الفراغ في المؤسّسة العسكرية، إذ لا يجوز تجاهل موقف بكركي وغالبية المسيحيين وفي مقدّمهم القوات اللبنانية والكتائب، من أجل كسب ودّ باسيل، لأن ذلك يؤثّر على الوحدة اللبنانية، لكنهم غير آبهين أصلاً بهذه الوحدة وهم يتلاعبون بها ويتسبّبون بفرطها بالكامل، ولن يدعوا منها شيئاً، وبالتالي، وفي حال استمرارهم بهذا الأداء، أتصور حصول تداعيات كبرى لم نراها حتى خلال الحرب اللبنانية، وربما نصل إلى التقسيم".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News