دخلت العملية البرية الإسرائيلية داخل قطاع غزة مرحلة جديدة مع احتدام المعارك في شمال القطاع ووسطه وجنوبه، حيث تُحاول القوات الإسرائيلية تدمير القدرات العسكرية لحركة «حماس». وتركّزت الحملة العسكرية بالأمس على مدينة خان يونس خصوصاً، فيما أكد الجيش الإسرائيلي أنه «يتصرّف بقوّة ضدّ «حماس» والمنظّمات الإرهابية» هناك، بينما خاض المقاتلون الفلسطينيون اشتباكات ضارية مع الوحدات المُهاجمة على مختلف الجبهات.
وكتب المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصّة «إكس» أن «القتال والتقدّم العسكري» للجيش في منطقة خان يونس «لا يسمحان بتنقّل المدنيين عبر محور صلاح الدين في المقاطع الواقعة شمال مدينة خان يونس وشرقها». وبحسب أدرعي، فإنّ المحور تحوّل إلى «ساحة قتال ومن الخطورة بمكان الوصول إليه».
لكنّه أشار إلى إتاحة الجيش «تنقّل المدنيين الإنساني عبر المحول الالتفافي الواقع غرب خان يونس». وأكد شهود عيان لوكالة «فرانس برس» توغّل عشرات الدبابات وناقلات الجنود والجرافات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة في بلدة القرارة شمال مدينة خان يونس.
وباتت المعارك تدور في جنوب القطاع بعد أن توغّلت عشرات الآليات العسكرية الى المنطقة، ما يجعل الوضع أكثر خطورة للسكان المحاصرين بسبب القصف. ومنذ استئناف القتال الجمعة بعد انتهاء هدنة استمرّت أسبوعاً، ركّز الجيش في شكل أساسي على الضربات الجوية، مع قصف مكثّف على مناطق في الجنوب، مثل مدينتَي خان يونس ورفح.
واحتدمت المعارك العنيفة في كلّ محاور القتال في القطاع، من أطراف مخيّم جباليا شمالاً، وحي الشجاعية شرق مدينة غزة، مروراً بدير البلح في الوسط، وصولاً إلى أطراف خان يونس جنوباً، وهي المناطق التي يُحاول الجيش الإسرائيلي التوغّل إلى عمقها حتّى يتمكّن من السيطرة أكثر على مناطق واسعة، بما يسمح له بفصل القطاع إلى 3 أجزاء.
وأبدى مدير وكالة «الأونروا» في غزة توماس وايت، أسفه لأنّه «حتّى في رفح، حيث يضطرّ الناس إلى الفرار، تُسمع أصوات القصف الجوي»، وقال: «يطلب منّا الناس نصيحة في شأن مكان آمن يُمكنهم الذهاب إليه. لا نعرف ماذا نقول لهم!».
في الأثناء، أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية «بالتل» انقطاع الاتصال بالهاتف والإنترنت في عموم غزة، وذلك «بسبب تعرّض المسارات الرئيسية والتي أُعيد وصلها سابقاً للفصل مرّة أخرى»، فيما كشفت واشنطن أنها طلبت من تل أبيب السماح بإدخال مزيد من الوقود إلى القطاع، مؤكدةً أنها لمست «تحسّناً» في تحديد إسرائيل نطاق الأهداف في غزة مقارنةً بالعمليات العسكرية في شمال القطاع.
ووسط حال الجنون للآلة العسكرية الإسرائيلية، أفادت وزارة الصحة التابعة لـ»حماس» بارتفاع حصيلة الضحايا إلى 15899 قتيلاً، 70 في المئة منهم نساء وأطفال ومراهقون، جرّاء القصف الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأوّل، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أمس مقتل 3 جنود في شمال القطاع الأحد، ما يرفع حصيلة القتلى الجنود إلى 75 منذ بدء العملية البرية وإلى 401 منذ بدء الحرب، بينهم الجنود الذين قضوا في هجوم «حماس» وجنود احتياط وعناصر أمن.
وبحسب الجيش، ما زال 137 رهينة محتجزين في القطاع بعد إطلاق سراح 105 رهائن، في حين أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن «حماس» تحتجز ضمن الرهائن، جثث 15 شخصاً، هم 11 مدنيّاً و4 عسكريين، بينهم ضابط كبير.
توازياً، شنّ الجيش الإسرائيلي عمليات في مناطق مختلفة في الضفة الغربية، خصوصاً في جنين حيث انتشرت حوالى 30 آلية عسكرية. وقُتل 5 فلسطينيين برصاص إسرائيلي خلال هذه العمليات العسكرية، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اتصال هاتفي مع نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، «رفض أي مخطّطات لفصل أو احتلال أو عزل أي جزء من غزة، أو أي تهجير قسري لسكانها أو لسكان الضفة الغربية المحتلّة».
على صعيد آخر، استؤنفت الإثنين في القدس محاكمة نتنياهو بتُهم تتعلّق بالفساد، بعد تعليقها لنحو شهرين بسبب الحرب. ويُتّهم نتنياهو، زعيم حزب «الليكود» اليميني، بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وهو ينفي هذه الاتهامات.
ديبلوماسيّاً، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيقوم هذا الأسبوع بجولة عربية تحمله إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وقال مساعد الرئيس لشؤون السياسة الدولية يوري أوشاكوف إنّ بوتين يُعوّل خلال زيارة العمل على إجراء محادثات مع قيادتَي البلدين، تتناول ملفات العلاقة الثنائية والأوضاع الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن موسكو «تولي أهمّية كبرى لجولة المحادثات، وبالدرجة الأولى مع وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان»، واعتبر أنّها «ستكون محادثات مفيدة ونرى أنها بالغة الأهمّية».
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News