بعد عملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة «حماس» صالح العاروري مع 2 من قادة «كتائب القسّام» و4 كوادر آخرين في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس، وعلى الرغم من عدم تبنّي تل أبيب العملية رسميّاً، أكد المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري خلال مؤتمر صحافي أن الجيش الإسرائيلي في «حال تأهّب» دفاعاً وهجوماً عالٍ للغاية وعلى أهبّة الاستعداد لكلّ السيناريوات.
ولم يذكر هاغاري اغتيال العاروري صراحة خلال المؤتمر الصحافي، لكنّه أوضح أن «الشيء المهمّ قوله الليلة، هو أن تركيزنا كان ولا يزال منصبّاً على قتال حماس»، مؤكداً أن العمليات العسكرية في غزة تُركّز أساساً على خان يونس جنوب القطاع، بينما أكد رئيس المكتب السياسي لـ»حماس» إسماعيل هنية أن حركته «لن تُهزم أبداً»، معتبراً أن الاغتيال «عمل إرهابي مكتمل الأركان».
ودان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية «عملية الاغتيال»، ووصفها بـ»الجريمة التي تحمل هوية مرتكبيها»، محذّراً من «المخاطر والتداعيات التي قد تترتّب على تلك الجريمة»، في حين اعتبر المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن دماء العاروري «ستُشعل بلا شكّ طفرة جذوة المقاومة ودافعها لقتال المحتلّين الصهاينة، ليس في فلسطين فحسب، وإنّما في المنطقة أيضاً وبين جميع الباحثين عن الحرّية في العالم».
في الأثناء، أفاد مصدر فلسطيني مطّلع وكالة «الأناضول» بأنّ «حماس» أبلغت الوسطاء بتجميد أي نقاش عن الهدنة وتبادل الأسرى. وفي وقت سابق، أكد هنية أنه لن يُطلق سراح الرهائن الإسرائيليين في القطاع «إلّا بشروط المقاومة»، فيما كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن جهود استعادة الرهائن جارية، وأن الاتصالات لم تنقطع في هذا الصدد.
توازياً، كشف مسؤول مطّلع على زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المرتقبة لإسرائيل لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أن بلينكن أجّل زيارته لتل أبيب من نهاية الأسبوع الحالي إلى مطلع الأسبوع المقبل، لافتاً إلى أن التأجيل لا علاقة له باغتيال العاروري.
ميدانيّاً، واصل الجيش الإسرائيلي عمليّاته في القطاع، واستهدف القصف مناطق مختلفة في شمال القطاع وجنوبه ووسطه، حاصداً مزيداً من القتلى والجرحى، ما رفع عدّاد القتلى إلى 22185 شخصاً. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال تفقّده جنوداً: «فكرة أنّنا سنوقف القتال قريباً مغلوطة. من دون انتصار واضح، لن نتمكّن من العيش في الشرق الأدنى».
وفي الضفة الغربية، قُتل 4 فلسطينيين في عملية للجيش الإسرائيلي في بلدة عزون شرقي قلقيلية، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، بينما تحدّث الجيش الإسرائيلي عن «تبادل لإطلاق النار» في المنطقة.
سياسيّاً، أبدى هنية انفتاح حركته على تشكيل «حكومة وطنية» في الضفة وغزة، وقال في خطاب بُثّ عبر التلفزيون: «لقد تلقّينا العديد من المبادرات في ما يتعلّق بالوضع الداخلي (الفلسطيني)، نحن منفتحون من أجل إعادة المرجعية الوطنية وحكومة وطنية في الضفة وغزة».
من جهة أخرى، كشف رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي أن إسرائيل اتخذت قراراً استثنائيّاً بالمثول أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي والمطالبة برفض دعوى جنوب أفريقيا التي تُطالب بإصدار أمر قضائي موَقت ضدّ إسرائيل يُلزمها بتعليق فوري لعمليّاتها العسكرية في غزة.
تزامناً، توعّد النائب الإسرائيلي تسفيكا فوغل من حزب «عوتسما يهوديت» اليميني المتطرّف التابع لوزير الأمن القومي إيتامار بن غفير أنه بعد هزيمة «حماس» والتعامل مع «حزب الله»، يجب فرض النظام في المحكمة العليا، وذلك ردّاً على قرار الأخيرة بإبطال بند رئيسي في قانون الإصلاح القضائي.
إقليميّاً، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق «إسقاط» طائرة مسيّرة كانت تستهدف قوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» والقوات الأميركية المتمركزة في قاعدة قرب مطار أربيل أمس، بينما تبنّت «المقاومة الإسلامية في العراق» هجوماً على القاعدة. بالتوازي، نفّذت إسرائيل فجر الثلثاء قصفاً جوّياً طال نقاطاً عدّة في ريف دمشق.
إلى ذلك، أوقفت تركيا 34 شخصاً بشبهة التخطيط لعمليات خطف وتجسّس لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي. وكشف مصدر أمني تركي لوكالة «فرانس برس» أن غالبية الموقوفين أجانب جنّدهم الموساد من أجل «عمليات تستهدف فلسطينيين وأفراد عائلاتهم». وجاء ذلك بعد أسابيع من تحذير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من «عواقب وخيمة» في حال حاولت إسرائيل استهداف قياديين في «حماس» يعيشون أو يعملون في تركيا.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News