"ليبانون ديبايت"
لم تتضح ملامح السيناريو الذي سيرسمه الموفدون الثلاثة الذين سيصلون إلى بيروت تباعاً في الأيام المقبلة، حيث تراجعت سريعاً وبفعل التصعيد الإسرائيلي وعملية اغتيال القيادي في حركة حماس" صالح العاروري، كل المناخات الإيجابية التي طبعت نهاية العام المنصرم التي أجمعت على الإنفتاح على أي عملية تشاور تؤدي إلى وضع حدٍ للفراغ الرئاسي في أقرب فرصة ممكنة.
ومن ضمن هذا السياق، فإن الكاتب والمحلِّل السياسي غاصب المختار، يربط ما بين رئاسة الجمهورية والوضع الإقليمي المتوتر، مشيراً إلى حراكٍ متوقع مبدئياً لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، وذلك عبر التواصل مع نواب مستقلين ورئيس "اللقاء الديمقراطي" تيمور جنبلاط، تحت عنوان العمل على إنجاز الإنتخابات الرئاسية من دون أي تأخير.
ويكشف المحلِّل مختار في حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، عن أن أي تحرك أو نقاش في الملف الرئاسي، ينتظر "حركة الموفدين الثلاثة، القطري والفرنسي والأميركي، علماً أنه كان من المتوقع أن يكون الموفد جان إيف لودريان، أول الواصلين إلى بيروت، إنما قد يسبقه الموفد الأميركي آموس هوكستين، على أن يتبعهما جاسم بن فهد الموفد القطري، وآموس هوكشتاين".
وعن وظيفة كل موفدٍ من الثلاثة وعلاقته بالملف الرئاسي، يشير المختار، إلى أن "هوكشتاين سيناقش بالدرجة الأولى سبل التهدئة وتجنيب الجبهة الجنوبية التصعيد، كما في ملف تثبيت الحدود البرية في الجنوب، وسينقل من إسرائيل موقفها، خصوصاً وأن الموقف اللبناني واضح ومعلن".
وفي ما يتعلق بالمواقف المحلية، وما أعلنته الكتل النيابية وبشكلٍ خاص المعارضة عن "الإنفتاح" على التشاور في الملف الرئاسي، نقل المحلِّل المختار عن أوساط "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" والحزب التقدمي الإشتراكي، استعدادها لمرحلة من المشاورات الجديدة. لكنه يستدرك أن أي نقاش مرتبط بوصول الموفدين الثلاثة نظراً للتلازم بين وضع لبنان والمنطقة والإقليم، مشيراً إلى أن "ما من فريق سياسي سيوافق على أن يكون الطرح مناسباً لغيره، بل مناسباً لتطلّعاته وتطلّعات وأهداف حلفائه".
وعن العناوين التي سيحملها الموفدون إلى بيروت، يقول المختار، إنها متصلة أولاً بالملف السياسي ورئاسة الجمهورية، وثانياً بالملف الجنوبي والجبهة المشتعلة، خصوصاً في ظل التصعيد الأخير.
أمّا لجهة الإستحقاق الرئاسي، وإذ يرى المختار أن كل الأطراف أبدت انفتاحاً على النقاش، فهو يؤكد أن التركيز سيكون على الأسماء المرشحة، والتي لا تزال محصورةً بين رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، وقائد الجيش العماد جوزيف عون، موضحاً أنه بعد التمديد للقائد، فإن انتخابه يستلزم تعديلاً دستورياً، وبالتالي، فإن "حظوظه ستتراجع إن لم يتمّ تعديل الدستور"، وبالتالي، فإن الأمور ستراوح مكانها، يقول المختار، وذلك "بانتظار التسويات الداخلية المتصلة بالتسويات الخارجية، خصوصاً وأن كل فريق سوف يتشدّد في شروطه بالنسبة لانتخاب الرئيس، وليس العكس".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News