واشنطن ولندن تتصدّيان لـ"أكبر هجوم" حوثي... وأميركا تتّهم إيران

أسقطت القوات الأميركية والبريطانية أكثر من 20 طائرة مسيّرة وصاروخاً أطلقها المتمرّدون الحوثيون المدعومون من طهران فوق البحر الأحمر، في ما وصفته لندن بأنه «أكبر هجوم» يُنفّذه الحوثيون منذ بدء حرب غزة، فيما اتّهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إيران مباشرة بمساعدة المتمرّدين وتحريضهم على استهداف السفن، من خلال توفير «التكنولوجيا والمعدّات والاستخبارات والمعلومات».

وردّاً على سؤال حول ما إذا كانت عواقب هذه الهجمات ستشمل إيران، أجاب بلينكن: «حاولنا مراراً أن نوضح لإيران، كما فعلت دول أخرى أيضاً، أن الدعم الذي تُقدّمه للحوثيين، بما في ذلك لهذه الأفعال، يجب أن يتوقف»، معتبراً أنّه «ليس من مصلحتهم (الإيرانيين) رؤية الصراع يتصاعد. ولسنا الوحيدين الذين أرسلنا هذه الرسالة لإيران».

وتبنّى الحوثيون أمس الهجوم الأخير، قائلين إنّه كان يستهدف «سفينة أميركية كانت تُقدّم الدعم» لإسرائيل، من دون تقديم مزيد من التفاصيل، بينما أوضح الجيش الأميركي أن السفن الحربية والطائرات التابعة للحلفاء الغربيين أسقطت مساء الثلثاء 18 طائرة مسيّرة وصاروخَين مجنّحَين من طراز «كروز» وصاروخاً باليستيّاً، في أحدث تدخل عسكري لها في البحر الأحمر.

وفي السياق، أكد وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس أن المدمّرة البريطانية «إتش أم أس دايموند» تدخّلت بإطلاق مدافعها وصواريخ «سي فايبر» بعدما اتجهت المسيّرات «نحوها ونحو سفن تجارية في المنطقة»، مؤكداً نجاحها «إلى جانب السفن الحربية الأميركية»، في صدّ «أكبر هجوم للحوثيين» في البحر الأحمر.

وفي تصريح لاحق لشبكة «سكاي نيوز»، اعتبر شابس أنه «ما من شك» في تورّط طهران في هذه الهجمات وفي توفير الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية للحوثيين، وقال: «طفح الكيل... يجب أن نكون واضحين مع الحوثيين بأن هذا يجب أن يتوقف، وهذه هي رسالتي البسيطة لهم اليوم: تابعوا بعناية ما سيحدث!».

في غضون ذلك، كان لافتاً إعطاء ألمانيا الضوء الأخضر لتصدير 150 صاروخاً من طراز «أيريس تي» للسعودية، موضحةً أن هذه الصواريخ يُمكن «إطلاقها من طائرات على أهداف محمولة جوّاً أي صواريخ وطائرات ومسيّرات، وما إلى ذلك»، وفق وكالة «فرانس برس».

من جهة أخرى، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق إسقاط طائرة مسيّرة تبنّت إطلاقها «المقاومة الإسلامية في العراق» وكانت تستهدف قوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» والقوات الأميركية المتمركزة قرب مطار أربيل مساء أمس، بينما أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لوكالة «رويترز» أن العراق «يُريد خروجاً سريعاً ومنظّماً» لقوات التحالف الدولي، وذلك «عن طريق التفاوض»، لكنّه لم يُحدّد موعداً نهائيّاً. ووصف وجود تلك القوات بأنه «مزعزع للاستقرار».