بدأت وتيرة «الغارات» الأمنية و»المسيّرة» الإسرائيلية في الضفة الغربية ترتفع أكثر فأكثر لتسرق الأضواء من الحرب الدائرة في قطاع غزة، حيث تحوّلت مناطق عدّة في الضفة أمس إلى «ساحات حرب» حقيقية، إذ قُتل 10 فلسطينيين في هجومَين إسرائيليَين بطائرات مسيّرة مع تنفيذ القوات الإسرائيلية عمليات عسكرية واسعة في المنطقة، تخلّلتها اشتباكات وحصار وتصفيات.
ونعت «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح» 5 من أعضائها قُتلوا في غارة إسرائيلية بمسيّرة في مخيّم بلاطة في نابلس، فيما قُتل 5 أشخاص بضربة مسيّرة أيضاً في مخيّم طولكرم، خلال عمليات وضعتها تل أبيب في خانة «مكافحة الإرهاب». ونفّذت القوات الإسرائيلية اقتحامات في مناطق أخرى من الضفة، منها مدن الخليل ورام الله وبيت لحم.
وفي هذا الصدد، أشار الجيش الإسرائيلي إلى مقتل «قائد البنية الإرهابية في مخيّم بلاطة المدعو عبدالله أبو شلال الذي خطّط مع أفراد خليّته لتنفيذ عملية إرهابية على المدى الوشيك، وهو مسؤول عن عمليات عدّة خلال العام الماضي تشمل هجوماً في القدس الشرقية»، في حين أفاد «نادي الأسير الفلسطيني» وكالة «فرانس برس» بحملة «اعتقالات واسعة نفّذتها القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية» أمس، مشيراً إلى اعتقال عشرات الفلسطينيين.
وفي إطار الخلافات الإسرائيلية - الأميركية حول «اليوم الثاني» بعد الحرب في غزة، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمام منتدى دافوس، إسرائيل، إلى مساعدة السلطة الفلسطينية بدلاً من وضع العقبات أمامها، معتبراً أن ذلك ضروري لأمنها. وجدّد دعوته كذلك إلى «مسار يؤدّي إلى دولة فلسطينية».
وأشار بلينكن إلى أنه استخلص «بوضوح» من المحادثات التي أجراها أخيراً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة أن «السلطة الفلسطينية تسعى بجدية إلى معالجة القضايا الأساسية، بما في ذلك القضاء على الفساد وتحسين الشفافية»، وهي أمور «لا يُمكنهم تحقيقها بمفردهم من دون الشراكة مع إسرائيل».
في هذه الأثناء، التقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان على هامش منتدى دافوس، حيث تباحثا في «قضايا ثنائية مختلفة، خصوصاً التطوّرات في فلسطين وآخر أوضاع الحرب في غزة». وخلال مقابلة مع قناة أميركية، اعتبر عبداللهيان أن دعم واشنطن الكامل لإسرائيل هو «أساس الاضطراب» في المنطقة، داعياً واشنطن إلى عدم ربط مصيرها بمصير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
أمميّاً، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال منتدى دافوس ضرورة وقف الحرب في غزة، قبل أن تتمدّد إلى صراع إقليمي، لافتاً إلى أن طرفَي الصراع في غزة يتجاهلان القانون الدولي و»يسحقان» اتفاقات جنيف.
أمّا في قطاع غزة، فقد وصلت طائرتان قطريتان تحملان مساعدات ما بين أدوية ومواد إغاثية الى مطار العريش تمهيداً لدخولها إلى القطاع، فيما كان يُنتظر أن تصل أدوية للرهائن الإسرائيليين لدى حركة «حماس» مقابل إدخال المساعدة إلى الفلسطينيين، بموجب اتفاق تفاوضت عليه قطر وفرنسا. إلّا أن «حماس» وضعت شروطاً لإدخال الأدوية للرهائن، من بينها عدم تفتيش الجيش الإسرائيلي شاحنات المساعدات، لكنّ تل أبيب تمسّكت بتفتيش الشاحنات.
توازياً، استمرّت عمليات الجيش الإسرائيلي التي باتت مركّزة في شكل أساسي على جنوب القطاع، خصوصاً في مدينة خان يونس، إذ أشار المتحدّث باسمه إلى «تدمير بنية تحتية كانت تُستخدم في تصنيع صواريخ وتوسيع فرقتنا في خان يونس هجومها لاستهداف كتيبة لحماس مسؤولة عن الصواريخ»، فيما أكد الجيش الإسرائيلي مقتل جنديَّين له في غزة. بالتزامن، دخل انقطاع الاتصالات في القطاع يومه السادس أمس، وهو الأطول بشكل متواصل منذ بدء الحرب، بحسب موقع «نتبلوكس».
أمّا في ما يخصّ الصراع الداخلي الإسرائيلي، فكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو أقصى وزير الدفاع يوآف غالانت عن اتصالات إدخال الدواء إلى قطاع غزة وعرقلة اتفاق تبادل، ما دفع زعيم المعارضة يائير لابيد للقول إنّ ذلك يؤكد أن نتنياهو غير كفؤ. وكشفت «القناة 12» الإسرائيلية أن حزب العمل سيُقدّم مقترحاً لسحب الثقة من حكومة نتنياهو بسبب عجزها عن استعادة الرهائن في غزة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News