المحلية

عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت
الأربعاء 24 كانون الثاني 2024 - 08:05 ليبانون ديبايت
عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت

لا تسوية ولا رئيس

لا تسوية ولا رئيس

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

بعد إنجاز التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، إرتاح السياسيون. "حالة الفراغ" التي أفرزها ما بعد التمديد دفعت البعض إلى التلهّي بأمور أخرى بانتظار اتضاح صورة المنطقة. هكذا، خرجت من لبنان أولاً، فكرة إحياء انتخاب رئيسٍ للجمهورية. كيف لذلك أن يثمر و"المدفع شغّال" في قطاع غزة وعلى طول جبهة لبنان؟

كلامٌ كثير يدور في الكواليس السياسية حول "نشاط" تتولاه "اللجنة الخماسية" من أجل إنجاز ترتيبات تقود لانتخاب رئيس للجمهورية في غضون الشهر المقبل. غالباً، كل الأجواء الموزعة "صنعت في لبنان"، وليس بعيداً أن يكون السفراء، عبر ملائكتهم، هم من يروّجون لها بعدما أضحى لبنان ساحة اختبار وبعد ظهور علامات "اللّبننة" على السفراء!

أي كلام حول تطور رئاسي جدي يفتقد إلى الدقة، أقلّه حتى الآن. وعليه، يمكن إدراج النشاط الحالي لسفراء "الدول الخمسة" في خانة "الطبيعي"، ويرتبط بضرورات المحافظة على التواصل حول الملفات اللبنانية ومع المسؤولين. كذلك يهمّ السفراء إظهار شيىءٍ من الحركة في ما بينهم، وبينهم وبين عواصهم، وطبعاً مع الآخرين. ومن الإيجابيات كسر الركود الذي ساد منذ بدء العدوان على قطاع غزة.

أحياناً يؤدي "التزاحم" بين أعضاء اللجنة إلى "هبّات" داخلية. يقود ذلك إلى تبيان عدم توفّر معطى نوعي يقود إلى "تطورات حقيقية وملموسة" تفيد في سياق تقدم البحث حول الحل. وبشهادة أحد المطلعين على الإتصالات في شأن الملف الرئاسي، فإن حضور السفراء ونشاطهم الداخلي المستجد "يتصل بإبقاء خطوط التواصل وتزييتها"، وإن "الجزء الأكبر من النشاط يأتي بغرض التشاور وتبادل المعطيات والمعلومات حول آخر التطورات، والإطلاع على كواليس الغرف السياسية". ويُلاحظ أن "سفراء الخماسية" ليسوا "على قلب واحد" إنما تطغى التباينات على آراء دولهم، ومن الطبيعي أن تنعكس عليهم، ما أدى فعلاً إلى تأجيل جولتهم على المرجعيات السياسية بذريعة "الإرتباط بالمواعيد".

ثمة أمر آخر غير واضح بالإجمال على صعيد الملف الرئاسي. فالتحرك القطري المدشّن بوصول المسؤول القطري "أبو فهد" آل ثاني قبل يومين، يتصل بتوسيع إطار تواصل من نوع آخر كان يجري من خلف الكواليس والشاشات وشمل قوى أساسية. ويقال إن الحراك القطري رتّب تطوراً على صعيد الموقف السعودي حيث أقلعت المملكة عن اعتماد سياسة عدم اليقين تجاه بيروت، لتنضمّ إليها مصر أخيراً. ويلاحظ أن السفير المصري الجديد علاء موسى، زاد من وتيرة تحركاته باتجاه المسؤولين والقوى السياسية. وقد ساهم أمس، إلى جانب السفير السعودي وليد بخاري، بـ"سدّ الفراغ" الناتج عن تخلّف السفراء الآخرين من أعضاء "الخماسية" عن جولتهم الموعودة تجاه المسؤولين، بزيارتهما رئيس مجلس النواب نبيه بري.

التطور يلحظ أيضاً السفير الفرنسي هيرفي ماغرو. صحيح أن الأخير ينسّق في بيروت مع زملائه في "الخماسية"، لكن التغييرات التي جرت على صعيد الإدارة الفرنسية أخيراً، كذلك ما يتصل بتطور الموقف الأميركي لا سيّما تفويض كبير مستشاري الرئيس بايدين، عاموس هوكشتين، تولي دورٍ في المفاوضات الرئاسية الحاصلة، دفع بالأخيرة إلى التوجّس من الدور الأميركي واحتمالية تطوره بشكل يؤدي إلى "أكل" حصتها، ما يدفع تلقائياً السفير إلى زيادة حركته.

وبمناسبة الحديث عن هوكشتين، فإن دخول واشنطن المباشر عبره إلى عمق الملف الرئاسي يُسقط (أو يجمّد) جميع خططه المتصلة بوضعية الحدود الجنوبية، بعدما اكتفى بتبادل الرسائل بين تل أبيب وبيروت. يقود ذلك إلى اعتبار ما ذُكر حول قرب زيارته بيروت، مجرد "خبرية" تفتقد إلى الدقة أو اقلّه لا تجد من يؤكدها. وإذا كان هوكشتين فشل في إقناع اللبنانيين بوساطته الأخيرة حول الحدود وهو ملفه الأساسي، فإنه لن يجد مبرراً لقدومه بملف آخر كي لا يؤكد فشله. التطور الوحيد الذي طرأ على دوره، هو تحوله مفاوضاً أساسياً في الملف اللبناني بدلاً من السفارة. وبعد استبدال دوروثي شيا، بليزا جونسون، إنحصر دور السفيرة الجديدة إلى ما يشبه "معاونة" أقرب إلى مستشارة.

لكن كل ذلك ليس أساسياً. الملف الرئاسي في مكان آخر، ويبدأ ما هو أساسي من استطلاع موقف "حزب الله"، لمعرفة مآلات الملف وإلى أين سيذهب. وإن كان الحزب يثق بطهران وسفيرها في بيروت، غير أنه لا ينظر إلى تحرك البخاري الأخير بودّ.

عملياً، الحزب حسم أمره بعدم النقاش في كل ما يتصل بالملفات اللبنانية الأساسية و"المدفع" ما زال شغالاً في الجنوب وفي قطاع غزة. مسألة قيادة الجيش والتمديد للقائد جزئية إستثنائية كان لها ظروفها. ولا بدّ من الإشارة إلى أن الحزب رفع شعاراً وهو "وقف العدوان على غزة وبعدها لكل حادث حديث". ولكون لبنان بات، عسكرياً، موصولاً بجبهة غزة والأخيرة وحّدت ساحات اليمن والعراق وسوريا وإيران، فإن فتح النقاش السياسي لبنانياً بمعزل عن فتح النقاش مع غزة وبمعزل عن وضع ملفات المنطقة على الطاولة، أمر غير وارد.

ثمة مسألة أخرى على درجة من الأهمية. يعتقد "حزب الله" أن فتح النقاش حول جبهة لبنان، طبعاً بعد "سكوت" المدافع، لا بدّ أن يجرّ معه الملف الرئاسي وملفات أخرى بشكل تلقائي. من الآن وحتى ذلك الوقت، ليس على أجندة الحزب منح "تقديمات" تشكل عوامل إراحة، لاسيما لبنيامين نتنياهو، الغارق سياسياً والباحث عمّن ينقذه والطامح لتحقيق إنجاز ما في جنوب لبنان، لن تكون جبهة لبنان شجرته، ولن يكون الحزب سوى باحث عن إغراقه أكثر. وإذا كان مقدراً حصول تبدلات أو تغيرات، فإنها تحصل بعد بدء المفاوضات وصمت المدافع.

من الآن وحتى ذلك الوقت فإن الكلام للميدان. تكفي الإشارة إلى رسائل وردت إلى بيروت وأخرى يتناقلها السفراء أعضاء "الخماسية" تُخاطب الحزب، ومن شأنها أن تجيب على أسئلة مطروحة وتُجهز على أجواء متداولة.

يبدأ الكلام حول جدية إسرائيل في مسألة إبعاد الحزب عن جنوب الليطاني، وتصل إلى احتمال توسّع الحرب إلى ما بعده خلال شهر شباط القادم. ياخذ الحزب الكلام عن الحرب بجدية واهتمام كبيرين، وهو مستعد وعبّر عن استعداده وترجمه في الكلام وفي الميدان، ويزيد من استعداداته أكثر. وفيما لو وقعت الحرب وتوسّعت كما يقال، فإن الكثير من الأمور ستتغير.

هنا، هل يحتمل أن تكون الأجواء السائدة أجواء تخدم انتخاب رئيس؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة