اقليمي ودولي

placeholder

24
الأحد 28 كانون الثاني 2024 - 16:48 24
placeholder

24

سياسة نتنياهو... لعبة "ساخرة" سئمها الإسرائيليون!

سياسة نتنياهو... لعبة "ساخرة" سئمها الإسرائيليون!

لا تزال الانتقادات تتوالى ضد رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب حربه على قطاع غزة ووقوفه عقبة في طريق السلام.

يرى عضو هيئة التحرير في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية سيرج شيمان أن عدم أهلية نتنياهو لتولي القيادة السياسية في هذه اللحظة الحرجة أصبح واضحاً.

فالدمار الذي لحق بغزة وصل إلى مستويات لا تطاق وهو يزداد سوءاً؛ وتتعرض الحكومة الإسرائيلية لضغوط شديدة من عائلات الرهائن كي تبذل المزيد من الجهود لإطلاق سراحهم قبل أن يموتوا؛ كما تحاول الولايات المتحدة ودول عربية قلقة من حرب إقليمية التوسط لإنهاء النزاع. لكن نتنياهو يقطع الطريق.

كما يمكن لمعظم الإسرائيليين وحلفائهم أن يروا، أصبح نتنياهو وإصراره على تحقيق "النصر الكامل" على حماس، بدون أي اعتبار للعواقب أو التداعيات، جزءاً من المشكلة. فهو يمارس لعبة ساخرة مستخدماً الحرب لخدمة أهدافه السياسية، وقد سئم الإسرائيليون الذين يؤيدون بمعظمهم الجهود الرامية إلى القضاء على حماس هذه اللعبة. بل إنه تمكن من تنفير أهم حليف لإسرائيل.

بالرغم من إظهار بايدن الدعم الكامل لإسرائيل ونتنياهو بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول، تحدى نتنياهو عمداً وعلناً النصيحة الأمريكية باعتبارها تتعارض مع "المصالح الحيوية" لإسرائيل. خلال محادثة مثيرة للجدل بشكل خاص أواخر كانون الأول، أعلن بايدن غاضباً أن "هذه المحادثة قد انتهت". مرّ شهر قبل أن يتصل بايدن هاتفياً مرة أخرى.

وفق الكاتب، يخلط نتنياهو بين القيادة والنجاة السياسية، مع تصور واسع النطاق بأنه يعارض أي تسوية عن طريق التفاوض وأي نصيحة أو وساطة أمريكية ليس لأنه يعتقد حقاً أن ذلك يتعارض مع مصالح الإسرائيليين، كما يدعي، ولكن لأن الظهور بالوقوف في وجه "الضغوط الأمريكية" وتصوير حرب غزة على أنها نزاع أوسع بكثير حول الدولة الفلسطينية وإيران يخدمان أهدافه السياسية. ويبدو أن هذا على الأقل ما تعتقده غالبية الإسرائيليين. حسب استطلاع سياسي أجري في أواخر كانون الأول، أراد 15% فقط من الإسرائيليين بقاءه في منصبه بعد انتهاء الحرب.


خارج إسرائيل، يثير حجم الخسائر البشرية والدمار في غزة الرعب على نحو متزايد. وفق وزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 26 ألف شخص، وتمت تسوية مساحات واسعة من القطاع الضيق بالأرض. ويوم الجمعة، قالت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة ومقرها لاهاي، إنه يتعين على إسرائيل اتخاذ إجراءات لمنع أعمال الإبادة الجماعية في غزة، وكذلك السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع. لم يصل الحكم، وهو خطوة أولية في قضية رفعتها جنوب إفريقيا تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، إلى حد دعوة إسرائيل إلى تعليق حملتها العسكرية فوراً، لكنه ساهم في الضغط عليها لإيجاد سبل فك الاشتباك. لكن كيف تنتهي الحرب، وما يحدث "بعد غزة" كما يقول المعلقون الإسرائيليون، يعتمد بقوة على من سيتولى المسؤولية.

من المعروف أن العضوين الرئيسيين في مجلس الوزراء الحربي بيني غانتس وغادي أيزنكوت وكلاهما رئيسان سابقان للأركان، يختلفان بشدة مع نتنياهو، بخاصة في ما يتعلق بالمسألة المؤلمة المتعلقة بالرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس والذين يعتقد أنهم 129 امرأة ورجلاً.

لقد بذلت إسرائيل تاريخياً جهوداً كبيرة لاستعادة الأسرى وحتى رفات أولئك الذين لقوا حتفهم، بالتالي يشكل مصير الرهائن أهمية مركزية في النقاش الإسرائيلي الداخلي حول الحرب. وقامت عائلاتهم بحملة مندفعة لجعل إطلاق سراح الرهائن أولوية في أي مداولات حول إدارة الحرب، خوفاً من "استحالة استعادة الرهائن أحياء في المستقبل القريب بدون إتفاق" كما قال أيزنكوت في مقابلة. ويصر نتنياهو ومؤيدوه اليمينيون على أن الضغط العسكري المستمر على حماس هو وحده الذي يمكن أن يؤدي إلى حريتهم.

أضاف الكاتب أن الرهائن يشكلون أيضاً عنصراً أساسياً في الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة ومصر وقطر للتوسط. هدفها هو عملية مرحلية ستبدأ بإطلاق سراح الأسرى وتؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار وفق تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال في 21 كانون الثاني.

إنها فرصة بعيدة المنال، ويرجع ذلك جزئياً إلى انقسام قيادة حماس بين الجناحين الداخلي والخارجي. لكن إدارة بايدن تعتقد أنه في غياب أي عملية دبلوماسية، يمكن أن تندلع حرب أخطر مع حزب الله على الحدود الشمالية لإسرائيل، كما يمكن أن تتصاعد هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر إلى صراع إقليمي أوسع يشمل إيران.

علاوة على ذلك، من وجهة نظر الإدارة، أصبحت مهمة إعادة إعمار وحكم غزة بطرق ترضي أمن إسرائيل أكثر قابلية للتطبيق اليوم من أي وقت مضى لأن دولاً عربية وإسلامية، بما فيها المملكة العربية السعودية، أبدت استعداداً جديداً لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. لكن كما أشار وزير الخارجية أنتوني بلينكن في دافوس، ستصر الدول العربية والولايات المتحدة، على "وجوب أن يشمل هذا مساراً نحو دولة فلسطينية".

وهذا هو المكان الذي يقف فيه نتنياهو بقوة وسط الطريق، تابع الكاتب. هو لم يقدم أي خطة حقيقية خاصة به "لما بعد غزة"، لكنه بدلاً من ذلك قدم نفسه على أنه الرجل الوحيد الذي يمنع قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية أو غزة، وعلى أنه الزعيم الإسرائيلي الوحيد المستعد للوقوف في وجه جهود بايدن الرامية إلى انهاء الحرب. وقال إنه بمجرد انتهاء الحرب في غزة، سيعمل على إقامة "السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على كل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن"، مما يعني ضمناً العودة الكاملة للاحتلال العسكري التام.

كما كتبت هيئة تحرير في الصحيفة نفسها، "لا يمكن للسيد نتنياهو أن يقود إسرائيل في البحث عن السلام". عملت حكومته "بثبات ضد التسوية مع الفلسطينيين". لقد خسر نتنياهو ثقة شعبه وحلفائه.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة