" ليبانون ديبايت"
في الوقت الذي لا تزال فيه واشنطن "تجمع الحقائق" حول الهجوم على قاعدتها، والذي أدّى إلى قتل 3 جنود أميركيين وإصابة العشرات بجروح، يبقى السؤال الأساسي المطروح يتمحور حول الردّ الأميركي على الهجوم الذي تعرّضت له، والذي تبنّته "المقاومة الإسلامية في العراق". وقد وصف الخبير الإستراتيجي العميد المتقاعد خالد حمادة، هذه الحادثة بأنها "نقطة تحوّل"، لأنها المرة الأولى التي يسقط فيها جنود أميركيون، كما أنها المرة الأولى التي يصدر فيها كلامٌ من داخل الإدارة الأميركية يؤكد على الردّ على إيران.
وتوقف العميد حمادة في حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، عند مسارعة كل الدول للتنصّل من مسؤوليتها، مشيراً إلى أن إيران نفت علاقتها بالحادث، فيما نفت الأردن أن تكون الحادثة حصلت على أراضيها أو أن القاعدة تقع على حدودها، إلى أن أعلن إسلاميو العراق المدعومين من إيران مسؤوليتهم عن ضرب القاعدة الأميركية.
ومن غير الواضح، وفق حمادة، ما إذا كان القصف الأميركي بالأمس على موقع إيراني في سوريا، رداً أولياً، مشيراً إلى أنه في هذه الحال قد تكون المعادلة على الشكل الآتي: قصف بالوكالة من إيران على قاعدة أميركية، وردّ أميركي بالوكالة على حلفاء إيران.
إلاّ أن السؤال، أضاف حمادة، يتناول طبيعة الردّ الأميركي على الحادثة، وما إذا كان سيُضاف هذا المشهد إلى المشهد في البحر الأحمر وإلى المشهد الموجود في جنوب لبنان، وبالتالي، سيبدأ مسرح العمليات بالبحر الأحمر وينتهي بالبحر المتوسط، فيصبح المشهد كله واحداً ويتحرك على إيقاع واحد.
وباعتقاد حمادة، فإن واشنطن التي أعلنت أنها ستردّ بحزم، لا تتحرك بسرعة، موضحاً أن للولايات المتحدة الأميركية أهدافاً منتشرة في المنطقة، وقبل أي عملية عسكرية أو هجوم عسكري عليها أن تأخذها بالإعتبار، وتتأكد من جهوزية كل هذه الأهداف للضربة كي لا تتأذّى أو تتأثّر، أو كي تردّ بدورها بضربة مضادة.
وعن انعكاس هذه العملية على المفاوضات حول التهدئة في غزة والجارية في باريس، رأى حمادة أن بداية التحوّل في هذا المشهد المستجدّ هو وقف النار في غزة، وبعدها تأتي الحسابات الأخرى، إذ لا يمكن فصل مفاوضات الهدنة في باريس عمّا يحصل في المنطقة، لأنه إذا كان الأميركيون سيشتبكون في المنطقة، فإن إسرائيل ستكون جزءاً من هذا الإشتباك، وبالتالي، فإن إسرائيل، وفي حال كانت لا تزال متورّطة في غزة، لا تستطيع أن تكون جزءاً من الإشتباك.
وإذا كان السؤال اليوم، يتمحور حول ما ستقوم إسرائيل بالردّ على مواقع إيرانية في الأيام "المتبقية"، أم هل سيبقى الردّ بالوكالة، أضاف حمادة، فإن الثابت أن ما حصل هو مقدمة لتصاعد العنف بالمنطقة، وإلاّ فما تفسير وصول طائرات ب 52 إلى مطار بن غوريون.
وفي الخلاصة، استنتج حمادة أن "صعود العنف قد بدأ وما حصل من تصعيد وما سيحصل لاحقاً، هو جزء من هذه المفاوضات الجارية، وبالتالي ما من شك بأن الوضع يتّجه إلى العنف، ومن ضمنه الساحة اللبنانية، بعدما تبدّلت الأولويات وباتت المنطقة أمام مرحلة جديدة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News