"ليبانون ديبايت"
مع توالي التقارير حول اجتماعات باريس وما حققته من تقدم لجهة إرساء هدنة مؤقتة لستة أسابيع في غزة، فإنه من المبكر الحديث عن اتفاق، حيث يكشف الكاتب والمحلل السياسي محمد علوش، عن مناخات تؤشر إلى احتمال الوصول إلى هدنة في غزة قبل دخول شهر رمضان، لافتاً إلى معلومات مسرّبة تُفيد بأن الفجوات باتت أقل من السابق، وموضحاً أن مشروع الهدنة المعدّل، قد تقدم به الأميركيون والقطريون وسيُعرض على حركة "حماس"، بعدما يوافق عليه الإسرائيلي، لكن التفاصيل قد تستغرق نحو عشرة أيام.
وعن واقع الجبهة الجنوبية، يقول المحلل علوش ل"ليبانون ديبايت"، إنه وبمجرد دخول الهدنة في غزة، سيبدأ البحث بالملف الجنوبي وهو الأساس للحل في لبنان، حيث أن الأميركي هو الذي سيحدد مسار الحل أو الحرب على هذه الجبهة، وليس الفرنسي أو أي طرف آخر، علماً أنه وبعد حلول الهدنة في غزة والتي ستكون طويلةً، سيبدأ مسار جديد من التفاوض ولن يكون الوضع كما كان عليه بعد الهدنة الأولى.
إلاّ أن الإسرائيلي ما زال يهدد بعملية عسكرية في رفح وفق علوش، الذي يشير إلى أن البحث قد انطلق حول اليوم التالي في غزة، حتى أن الإسرائيلي بدأ بطرح رؤية لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، وإن كانت هذه الرؤية تتضمن طلبات شبه مستحيلة، وكذلك حركة "حماس" باتت تطرح تشكيل حكومة وحدة وطنية والدعوة إلى انتخابات، وبالتالي وبمعزلٍ عن السقوف العالية، فإن الهدنة قد تكون مدخلاً للوصل إلى اليوم التالي.
ويرى علوش أن التهديدات الإسرائيلية للبنان بعدم وقف الإعتداءات رغم الهدنة، هو مجرد تهويل، لافتاً إلى أن الموفدين الدوليين الذين زاروا بيروت، قد أكدوا أن الهدنة في غزة ستنسحب حكماً على لبنان كما حصل خلال الهدنة الأولى.
ورداً على سؤال حول اليوم التالي على الساحة اللبنانية عموماً، يتوقع المحلل علوش، حصول خرقٍ على المستوى السياسي بالنسبة للملفات المطروحة وفي مقدمه الإستحقاق الرئاسي، إلاّ أنه يشير إلى أن ذلك لن يكون بمعزلٍ عن الجنوب، لأن الأميركي اقتنع بأن الحلول سوف تتزامن ومن ضمن سلة واحدة، ولذلك فإن كل التحركات الدولية تنطلق بزخم كبير ولكنها تصطدم بواقع التلازم بين المسارين الرئاسي والأمني في الجنوب، خصوصاً وأن الخارج لم يصل بعد إلى موقف موحد إزاء الإستحقاق الرئاسي، حيث أن واشنطن اعترضت على الموقف الفرنسي والتدخل في الملف الحدودي خصوصاً بعد "الورقة" الفرنسية، علماً أنها تعدّ تصوراً حول هذا الملف.
وعن هذه الورقة يكشف علوش أنها شبيهة بالخطة الأولى والتي رفضها لبنان وكانت تحمل مطالب إسرائيلية، بينما التصور الأميركي يختلف تماماً، وهذا التمايز ينطبق أيضاً على الملف الرئاسي، وذلك لجهة ما إذا كان الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان هو موفد لباريس أم موفد للجنة الخماسية.
وبرأي علوش، فإن "الخماسية" لا تقدم ولا تؤخر، مشدداً على أن الثلاثي السعودي والإيراني والأميركي، هو الذي يضع الحلول للأزمات في لبنان على مستوى رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والملف الإقتصادي، لافتاً إلى أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قد تحدث في زيارته الأخيرة إلى لبنان عن مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية.
ومن هنا، يكشف علوش أن المحور الذي تقوده إيران قد قرر منذ أكثر من شهرين رفضه خوض حرب ولهذا السبب، أتى التمادي الإسرائيلي في عدوانه حتى في لبنان، حيث استهدف المدنيين ومنشآت صناعية وسعى لزرع الفتنة بين اللبنانيين خصوصاً وأن الفيديو حول الأنفاق في كسروان يعود إلى 23آذار من العام 2023.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News