"ليبانون ديبايت"
لا يرى الكاتب والمحلّل السياسي سركيس أبو زيد في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أي خرق جدي في مشهد الجمود الكامل، ويعتبر أن مباردة الإعتدال الوطني "تعبئة للوقت الضائع"، لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة لكن برأيه لا يملكون حل بل مجرد مبادرة لملء الفراغ تؤدي أقلّه إلى تحريك المستنقع ولكن هذه حدودها فقط.
ويلفت إلى أن "الوصول إلى نتيجة إيجابية لن يحصل بدون تسوية إقليمية ودولية والتي هي الكفيلة بتهيئة أجواء الحل".
ومن هذا المنطلق فإن اللجنة الخماسية لن تتحرّك لأن أفق الحل مسدود لأنه مرتبط أساساً بالميدان والتسويات الكبرى بين الأميركي والروسي أو الأميركي والإيراني أو غيرها، فإن ذلك سينعكس حتماً على حل في لبنان، قبل هذا لا يستطيع أي طرف إحداث خرق ما.
وعن إنعكاس حماوة الإنتخابات الأميركية على الوضع اللبناني، يستغرب هذا الربط لأن الأميركي لا يهتم بمشاكل لبنان حتى يكون وضعه أولويات للمرشحين الأميركيين.
ويكرر بأن لا شيئ يمكن أن يساهم في الحلحلة إلا التسوية الإقليمية، لأن اللبنانيين غير متفقين على خلق جو إيجابي ولا ميزان القوى يسمح لأي طرف بفرض رأيه على الآخر.
أما على صعيد جبهة الجنوب؟ فيرى أنه بشكل عام هناك عملية احتواء للصراع بشكل لا يكبر بل مشتعل بحدود معينة، مشيراً إلى مساعي أميركية وإيرانية وفرنسية لعدم توسيع إطار المواجهات لأنها ستورط الجميع في الحرب، ومن هذا المنطلق يعتبر أن الحل بعيد جداً.
وماذا عن موضوع الهدنة؟ فيذكر أن الأميركي يطالب منذ زمن بهدنة طويلة لا سيّما قبل شهر رمضان لما يمكن أن ينعكس من استفزاز للعالم الإسلامي، لكنه لا يتوقّع أن تنسحب هدنة غزة على الجنوب اللبناني.
ويعلّل ذلك بأن الإسرائيلي بحاجة لإبقاء الأجواء متوترة حتى يستمر بالتعبئة الداخلية وهو مضطر لأن يساير في غزة بأنه بادر إلى هدنة في رمضان لكنها بالطبع لن تشكل حلاً.
ويؤكّد أننا حالياً في مرحلة انتظار ولكن الأشياء التي يمكن أن تؤثر على إيجاد الحلول ليست موجودة، ميدانياً لا زالت الأمور مفتوحة على كل الإحتمالات والقوى الأساسية تتمترس خلف مواقفها ولا مشروع حل يمكن البناء عليه.
ويخلُص أبو زيد, إلى "اعتبار أن المرحلة هي مرحلة انتظار وشد حبال يتخللّها مبادرات لتعبئة الفراغ وإلهاء الرأي العام لكن لا حل سياسي في الأفق على المدى المنظور".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News