"ليبانون ديبايت"
تكشف أوساط ديبلوماسية واسعة الإطلاع عن دينامية ناشطة في كواليس عواصم القرار المعنية بالملف الرئاسي، وإن كان لم يظهر منها إلى العلن إلاّ الجولات التي يقوم بها سفراء "الخماسية" في بيروت، حيث ان أسباب هذا البطء على هذا المستوى، تعود إلى التناقضات السياسية اللبنانية، وإلى الإنشطار العمودي بين القوى المحلية، وإلى الوضع الأمني الذي يزيد من حدة الإنقسام الداخلي، بحيث أن التراشق قد بات ثابتاً في الخطاب السياسي المرتبط بملفات الإقليم، والتي تبدأ من غزة وتنتهي في البحر الأحمر، من ضمن سلسلة واحدة.
وفي هذا الإطار، تتحدث الأوساط الديبلوماسية المطلعة ل"ليبانون ديبايت"، عن أن تسارع الحراك الخارجي ومن ضمن اللجنة الخماسية، يصطدم دائماً بالرفض الداخلي لأي مساعدة أو دعم على صعيد تذليل العقبات أمام الحلول بدءاً من رئاسة الجمهورية إلى ملف الحدود أو الإقتصاد وغيرها من العناوين المصيرية المتصلة بالإستحقاقات الدستورية.
وتنفي هذه الأوساط، كل ما يتمّ التداول به عن تباينات في صفوف اللجنة الخماسية، مؤكدةً على أن بعض الإختلافات في وجهات النظر، لا تؤثر على المسار العملي لتحركها الضاغط على كل الأطراف المعنية بالتسوية في لبنان، والذي ينضوي تحت الفكرة الأساسية التي قامت عليها "الخماسية"، بدلالة خطواتها الموحدة، حيث أن سفرائها يتحدثون بلغة واحدة عندما يجتمعون في بيروت أو في أي عاصمة أخرى، وعندما يزور أي من السفراء شخصيةً لبنانية يتحدث بصفة شخصية، ولكن عندما يتحرك السفراء الخمسة معاً، يتحدثون بخطابٍ واحد ومن دون أي تعارض في ما بينهم.
ولكن هذه الدينامية الديبلوماسية، لم تجد بعد أي تجاوب او تعاون من الجانب اللبناني، كما تكشف الأوساط المطلعة على كواليس "الخماسية"، وذلك بسبب القراءة اللبنانية الخاطئة للمشهد الداخلي كما للمعطيات الدولية والإقليمية، وخصوصاً بعد ربط أطراف لبنانية للإستحقاقات الدستورية بحرب غزة، حيث أن هذا الربط يؤشر إلى عملية استثمار لهذه الحرب في الملفات الداخلية من خلال التذرع بهذه الحرب وذلك لسبب وحيد وهو عجزه عن انتخاب رئيس الجمهورية الذي يريده، لأنه لو كان قادراً على انتخاب مرشحه، لكان انتخبه منذ أشهر وبمعزلٍ عن الحرب في غزة أو في الجنوب.
وتعتبر الأوساط أن الطرفين الأساسيين على الساحة المحلية، يحملان مشروعاً سياسياً ومواصفات محددة لمرشّحه الرئاسي ولكنه يعجز عن انتخابه بسبب غياب الأكثرية لدى أي فريق، مشيرةً إلى محاولة استثمار ما يحصل في الخارج في هذه المنافسة وتحديداً من قبل فريق "الممانعة"، مع العلم أن الوصول إلى رئيس "طرف" غير ممكن حالياً.
ورداً على سؤال حول اليوم التالي بعد هذا الحراك، تشدد الأوساط على أن النتيجة "مؤجلة"، طالما أن التحالفات السياسية الداخلية، ما زالت تتمّ على القطعة، بمعنى أن الأكثريات غير ثابتة وما حصل من تلاقٍ على التمديد لقائد الجيش لا ينطبق على أي ملفٍ آخر.
لذلك فإن "الممانعة" تسعى كما قبل حرب غزة لإيصال مرشّحها، حيث تؤكد الأوساط أن المرحلة هي مرحلة "إستثمار"، بينما "الخماسية" تدفع باتجاه تزخيم العمل السياسي الداخلي، عبر استثمار المناخ الدولي الذي يدفع نحو التهدئة في غزة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News